سياسة عربية

مراقبون: اتهام واشنطن للحوثيين إخفاء للتنسيق بينهما

واشنطن تغض الطرف عن ممارسات الحوثيين - أرشيفية
واشنطن تغض الطرف عن ممارسات الحوثيين - أرشيفية
أثار استيلاء مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين)، على سيارات مدرعة تابعة لسفارة واشنطن في العاصمة اليمنية صنعاء، استغراب أوساط سياسية في البلاد، إزاء الموقف الناعم الذي تنتهجه سلطات الولايات المتحدة الأمريكية مع الحوثيين، بينما يجري التعامل مع جماعات سنية أخرى بالحديد والنار.

ويرى مراقبون بأن "اتهام واشنطن للحوثيين بالاستيلاء على 20 سيارة تخص سفارتها في العاصمة اليمنية، بالإضافة الى أسلحة قوات من المارينز أثناء مغادرة البعثة الدبلوماسية لمطار العاصمة الدولي"، يأتي من باب "ذر الرماد على العيون"، لإخفاء التنسيق المخابراتي بين الجانبين، لاسيما بعد تعهدات الحوثي بمكافحة الإرهاب في اليمن.

ويذهب آخرون إلى أن "الحوثيين يحاولون استغلال هذا الاتهام، لإثبات عدائهم لأمريكا، وتجسيداً لشعار الجماعة "الموت لأمريكا"، عقب مشاركة الطيران الأمريكي من دون طيار في المعارك التي يخوضها الحوثيون ضد قبائل السنة في وسط وشرق البلاد".

لا غرابة من  صمت واشنطن

وحول هذا الموضوع، أكد الصحفي المتخصص في شؤون القاعدة مصطفى حسان أن "واشنطن سلمت الحوثي، حليفها الجديد في البلاد، كل مفاصل الدولة اليمنية"، وبالتالي، فإن "استيلاء جماعة الحوثي على سيارات السفارة بالأساس، لم يكن بهذه الصورة، بل جرى تسليمها هديةً رمزيةً للجماعة التي أثبتت جديتها في ملف محاربة تنظيم القاعدة، وهو الملف الذي تهتم به السلطات الأمريكية، ولا شيء سواه"، حسب وصفه.

وقال في حديث خاص لـ"عربي21" : "لا غرابة من الصمت الأمريكي إزاء إجراء كهذا من قبل الحوثيين، بل تكمن الغرابة في تسليم بلد بكامله، وبصمت دولي، لمليشيا مسلحة لا تتجاوز نسبة 6% من الشعب اليمني".

وأوضح حسان أن "الرضا الأمريكي لجماعة الحوثي يظهر أيضا، من خلال منحها الضوء الأخضر في قمع الاحتجاجات المناوئة لها، واستخدام العنف المفرط ضدها، وهي السياسة الأمريكية ذاتها التي أعطتها لرئيس انقلاب مصر عبدالفتاح السيسي". 

 برودة التعامل الأمريكي مع الحوثيين

من جهة أخرى، استبعد الباحث السياسي في مركز نشوان للدراسات رياض الأحمدي أن "تكون المسألة اتهاماً، بالاستيلاء على سيارات وأسلحة تابعة للسفارة الأمريكية بصنعاء من قبل الحوثيين، ولكن يمكننا القول :إنه "جرى تسليمها بسهولة". 

وبين الأحمدي في حديث خاص لــ"عربي21" أن "موظفي السفارة سلموها بكل بساطة؛ لأنه لا يمكن نقلها إلى واشنطن، في الوقت الذي فيه بدا أن السفارة تغادر صنعاء، قبل أن تصدر أوامرها بإحراق الوثائق وتدمير العديد من الآليات التابعة لها".

ولفت الباحث في مركز نشوان اليمني إلى أن "هناك برودة في التعامل الأمريكي مع الحوثيين، فيما يبدو قلق واشنطن منهم قليلاً جداً، مقارنة بقلقها من الجماعات السنية المتشددة". 

المارينز غادر بكل أسلحته

في حين، علمت صحيفة "عربي21" من مصدر دبلوماسي مقرب من سفارة واشنطن في صنعاء أن "قوات المارينز غادرت فجر الأربعاء الماضي، مع السفير "ماثيو تولر"، وأخذوا أسلحتهم كاملة، إلا أنه أثناء عودة سائقي السيارات التابعة للسفارة الأمريكية، تم حجزهم من قبل الحوثيين، خوفاً من هروبهم وعدم إرجاعها للسفارة". مؤكداً أن "تلك القوات سافرت بجميع أسلحتها، ولم يأخذ الحوثيون منها قطعة واحدة".

وقال المصدر الدبلوماسي، الذي اشترط عدم الإفصاح عن اسمه، لـ"عربي21" إن "سائقي السيارات والبالغ عددها (20) سيارة مدرعة، سلموها لمسلحي الحوثي بموجب مذكرة استلام رسمية وقعها الحوثيون، تبقي تلك السيارات لديهم، بينما جرى حجز أسلحة السائقين اليمنيين الذين يتبعون شركة "جريفن الأمنية" وهي شركة يمنية.

وأشار إلى أنه بالنسبة للصور التي أظهرت "إتلاف أسلحة آلية" تخص السفارة الأمريكية قبيل مغادرتها للعاصمة اليمنية، فهي غير صحيحة، والمتأمل فيها يجد أنها "أسلحة روسية الصنع" وليست أمريكية، على حد قوله.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، الأربعاء، إن مشاة البحرية الأمريكية سلموا ما تبقى من أسلحتهم إلى اليمنيين في المطار في العاصمة صنعاء، قبل أن يستقلوا طائرة تجارية لمغادرة البلاد بعد إغلاق السفارة الأمريكية.

وأغلقت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا سفاراتها، وأجلت موظفيها بعد تدهور الوضع الأمني في اليمن، عقب استيلاء جماعة الحوثيين رسمياً على السلطة قبل أيام.
التعليقات (0)