تسيطر أجواء من التوتر السياسي وعدم الاستقرار الأمني على مباراة القمة في
مصر بين ناديي
الأهلي والزمالك في الدوري الممتاز لكرة القدم حيث تتزامن مع الذكرى الرابعة لثورة يناير التي تشهد مظاهرات وأحداث عنف أسقطت عشرات القتلى ومئات المصابين.
ومن المقرر أن يلتقي الأهلي والزمالك الخميس في مباراة القمة المصرية الأكثر جماهيرية، في إطار الجولة الثامنة عشر من الدوري، ويقام اللقاء بدون جمهور على استاد الدفاع الجوي بالقاهرة التابع للقوات المسلحة.
الأولتراس يهاجمون الداخلية
وقامت جماهير الأهلي المعروفة باسم رابطة "أولتراس أهلاوي" باقتحام النادي أثناء إقامة التدريب الأخير للفريق قبل المباراة، وعمت حالة من الفوضى بمقر النادي بعد تعدي الجماهير على الأمن الإداري، فيما رفضت قوات الشرطة التدخل.
وقامت الجماهير بترديد هتافات سياسية ضد العسكر والداخلية والنظام الحاكم، كما حملوا لافتة ضخمة تذكر الداخلية بنكستها يوم 28 يناير 2011.
وكتب على اللافتة عبارة موجهة إلى ضباط الشرطة "فاكر يا غضنفر لما هربت يوم 28 يناير وسبت (تركت) مكانك؟"، في تذكير بانهيار الداخلية أمام الثوار يوم جمعة الغضب وانسحابها من كل الشوارع.
وأصرت جماهير الأهلي على إحياء ذكرى جمعة الغضب التي توافق يوم 28 يناير بالهجوم على الداخلية.
كما حرصت رابطة "أولتراس أهلاوي" خلال التدريب على تخليد ذكرى أحد أعضائها الذي استشهد في أحداث 28 يناير برصاص الداخلية.
وكانت جماهير ناديي الأهلي والزمالك ضمن القوى المشاركة في ثورة يناير منذ أيامها الأولى حيث أعلنا مشاركتهما في مظاهرات جمعة الغضب وهو ما أعطى للمظاهرات بعدا شبابيا بعيدا عن الطابع السياسي.
وترفض الأجهزة الأمنية في مصر إقامة المباريات المحلية بحضور جماهيري لما يقارب الثلاث سنوات عقب مذبحة استاد بورسعيد التي راح ضحيتها 72 من مشجعي النادي الأهلي في المباراة الشهيرة التي جمعته مع النادي المصري في فبراير 2012.
حبس أعضاء وايت نايتس
في سياق متصل، قضت محكمة جنح مدينة نصر بحبس 20 من أعضاء مشجعي نادي
الزمالك "وايت نايتس" لمدة 3 سنوات وكفالة 5 آلاف جنيه لإدانتهم باقتحام ستاد القاهرة في مباراة سابقة للزمالك بدوري أبطال أفريقيا في مارس الماضي على الرغم من قرار وزارة الداخلية إقامة المباراة بدون جمهور.
وكانت النيابة قد وجهت للمتهمين تهم الشغب وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة والتعدي على قوات الأمن وقطع الطريق، عقب اشتباكات مع قوات الشرطة التي حاولت إخراجهم من ملعب المباراة.
واستقبل أهالي المتهمين -الذين تجمعوا خارج مبنى المحكمة- الحكم بالصراخ والهتافات ضد القاضي معتبرين الحكم ظالما ولا يتناسب مع الاتهامات الموجهة لأبنائهم.
توتر بين الناديين
تتزايد الدعوات إلى إلغاء المباراة أو على الأقل تأجيلها، بسبب انشغال قوات الأمن وعدم قدرتها على تأمين المباراة.
وتشهد العلاقة بين الناديين الأكبر في مصر توترا شديدة خلال الأسابيع الأخيرة بسبب الخلاف على صفقات انضمام اللاعبين إلى الأهلي والزمالك، الذي أدى إلى إيقاف مؤمن زكريا لاعب الأهلي المنتقل من الزمالك وخالد قمر ومعروف يوسف لاعبي الزمالك لحين انتهاء التحقيقات في ملابسات توقع كل منهم لعقود انتقالهم إلى ناديهم الجديد.
كما دخل الأهلي والزمالك في مشكلة أخرى بسبب اتهامات كل منهما للحكام المصريين بتعمد ظلمهما، وطلب الزمالك تعيين حكام أجانب لمباراته مع الأهلي، وبالفعل اتفق اتحاد الكرة طاقم حكام فرنسي إدارة لقاء الخميس.
في محاولة لتخفيف حدة الاحتقان بين الناديين، اقترح اتحاد كرة القدم إقامة مراسم خاصة قبل المباراة بهدف إيصال رسالة تسامح للجماهير، حيث طالب مسؤلو الأهلي والزمالك بمصافحة لاعبي الفريقين، وهو الاقتراح الذي رحب به مسؤلو الزمالك، لكن مسؤلي الأهلي اعترضوا عليه.
وقال الأهلي إن اللقاء ليس سوى مباراة عادية في بطولة الدوري ولا تتطلب إقامة إجراءات غير معتادة.