في مشهد نادر ومؤثر، يجلس
جمل مرابط بجوار
قبر صاحبه الذي دفن قبل أربعة أيام في قرية يمنية، رافضاً المغادرة، فتارة يقف وأخرى يجلس بجانب القبر.
ففي قرية
الدبيس بمديرية السدة التابعة لمحافظة إب وسط
اليمن، وبعد أن انتهى أبناء القرية من مراسم تشييع ودفن المواطن الحاج على حسين
النعنع منذ أربعة أيام، وعقب مغادرتهم للمقبرة، بذل أقارب المتوفى جهودا مضنية لإجبار الجمل على مغادرة مكان قبر الحاج علي خوفاً على حياته، حيث يضطر أبناء القرية إلى أخذ الجمل بالقوة مع حلول الظلام، وما إن يطلقوا سراحه صباحا حتى يعود إلى المكان ذاته الذي وُرّي صاحبه الثرى في القرية.
ففي أعمق صورة لمعاني الوفاء الممزوجة بالحزن والأسى على فراق صاحبه، قل ما تجدها في بني البشر، وحتى اللحظة، يبدو أن الجمل لا يصدق أن رفيقه علي قد فارق الحياة، ولن يعود أبداً، هكذا يقول أحد السكان المحليين.
في حين، قال أحد أبناء القرية الوجيه علي الدبيس" لــ"عربي21": "إن جمل الحاج علي حسين الذي وافته المنية الثلاثاء الماضي، أمتنع عن الطعام والشراب، حتى أضطر أهل المتوفى إلى إطعامه بالقوة".
وأضاف الدبيس أن "الجمل يتم إجباره على مغادرة المكان الذي قبر فيه صاحبه بالقوة إلى المنزل، وما إن تحل ساعات الصباح الأولى، حتى يعود إلى قبر الحاج علي حسين النعنع، في حين لا يستطيع أحد الاقتراب منه، نظرا لحالة "التوتر والحزن الشديد على فقده رفيق حياته".
وذكر الوجيه الدبيس بأن الحاج علي، كانت تربطه علاقة حميمة مع الجمال، حيث تربى بينها من طفولته، حتى صارت العلاقة بينهما أسطورية،حيث ما يزال الجمل مرابطاً على قبر صاحبه، منذ أربعة أيام، في مشهد نادر يُجسّد معاني الوفاء في أبهى صوره"، وفق تعبيره.