بدأت ملامح فريق الرئيس التونسس الباجي القايد
السبسي تتوضح، بعد تسلمه السلطة رسميًا من الرئيس السابق المنصف
المرزوقي، وتوجهه لتعيين خمسة أسماء مقربة منه، بحسب ما تم استنتاجه من بيان تسليم مفاتيح قصر قرطاج.
ونقل موقع "نون بوست" خمسة أسماء يرجح أن تكون الأعمدة الرئيسية لقصر قرطاج، أغلبهم ممن استلموا مناصب في فترة
بن علي، وما بعد الثورة إلى ما قبل استلام حزب حركة النهضة الحكم.
أول هذه الأسماء هو
رضا بلحاج، الذي من المنتظر أن يرأس ديوان الرئيس
التونسي الجديد.
بلحاج انطلقت مسيرته السياسية بعد الثّورة، في شباط/ فبراير 2011، بتعيينه كاتب دولة لدى الوزير الأوّل في حكومة محمّد الغنوشي الثّانية، ثمّ بتعيينه كاتبًا عامًا للحكومة في حكومة الباجي قائد السّبسي الانتقاليّة، ثمّ وزيرًا مكلّفًا بمهمة لدى الوزير الأول إلى حين تخلّي الحكومة الانتقاليّة للحكومة المُنتخبة المُنبثقة عن انتخابات 23تشرين الأول/ أكتوبر 2011.
بعد ذلك، التحق بلحاج بالسبسي، بعد تأسيسه لحزب حركة نداء تونس ليشغل خطة الناطق الرسمي، ثم المدير التنفيذي للحزب.
ثاني هذه الأسماء،
محسن مرزوق، الذي تولى مسؤولية منسق تنفيذي عام لمركز الكواكبي للتحولات الديمقراطية في العاصمة الأردنية عمان، وهو يشغل منصب الأمانة العامة للمؤسسة العربية للديمقراطية في آذار/ مارس 2008، وعُرف أيضًا مديرًا إقليميًا لبرامج مؤسسة فريدوم هاوس الأمريكية.
وإثر الثّورة أطلق مبادرته الشهيرة "المجلس التأسيسي الموازي" والتحق بالباجي قائد السبسي بعد تشكيله للحزب عضوًا للمكتب التنفيذي، وكان مديرًا لحملة الأخير الانتخابيّة في الانتخابات الرئاسيّة. ومن المنتظر أن يشغل خطّة مستشار سياسي للسبسي في ديوانه الجديد.
أما المتوقع أن يشغل خطة مستشار في الشؤون الدبلوماسية، فهو
خميس الجهيناوي، الذي بدأ حياته المهنية سنة 1979 في وزارة الشؤون الخارجية، وقد عُين بالخصوص بين 1999 و2004 سفيرًا مفوضًا فوق العادة لدى أيرلندا.
وفي يناير 2006 عُين مديرًا للشؤون السياسية والاقتصادية والتعاون مع أوروبا والاتحاد الأوروبي في الوزارة، ومن ديسمبر 2007 إلى يونيو 2011 شغل منصب سفير فوق العادة ومفوض للجمهورية التونسية لدى فيدرالية روسيا، وكذلك لدى أوكرانيا، ولدى مجموعة الدول المستقلة، وقد تمت ترقيته في مارس 2011 إلى رتبة وزير مفوض فوق العادة.
في مسيرته أيضًا جانبٌ غيرَ مُعلن، وهو إشرافه على مكتب تونس في تل أبيب في سنوات تطبيع نظام بن علي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
إثر الثّورة عُيّن كاتب دولة لدى وزيرالشؤون الخارجية، وقد أثار تعيينه وقتها، كما الآن، موجة غضب بالنظر لتاريخ الرجل الغارق في التطبيع، الذي من المنتظر أن يشغل خطة مستشار في الشؤون الدبلوماسية.
فيما ينتظر أن يكلف
معز السيناوي، بمهمة الاتصال في ديوان الرئيس التّونسي الجديد.
وقد شغل السناوي العديد من المناصب في السلك الدبلوماسي وتولى كذلك منصب نائب ممثل تونس الدائم لدى الأمم المتحدة في روما (منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية)، وهو اليوم مدير التواصل والشؤون العامة في الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط.
كما كان أيضًا مدير التواصل لقناة نسمة الخاصة بين 2008 و2011، ثمّ خطّة المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة التونسية، عضوية ديوان رئيس الوزراء خلال السنة الأولى من الفترة الانتقالية التي انطلقت في عام 2011.
وخامس أركان الفريق الرئاسي للسبسي سيكون،
رافع بن عاشور، وهو اليوم أستاذ دكتور بكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية في تونس، وقد شغل عديدًا من المهام الأكاديمية محليًا وإقليميًا، وتمّ مُؤخرًا انتخابه قاضيًا في المحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان.
وأدى الباجي قائد السبسي (88 عاما) اليمين الدستورية الأربعاء، أمام مجلس النواب، ليصبح أول رئيس يفوز في انتخابات ديمقراطية في تاريخ تونس.
وفاز قائد السبسي مؤسس ورئيس حزب "نداء تونس" المعارض للإسلاميين، بالدورة الثانية للانتخابات على منافسه الرئيس المنتهية ولايته محمد منصف المرزوقي (69 عاما).
وحصل قائد السبسي على 55.68 بالمئة من الأصوات، والمرزوقي على 44.32 بالمئة.