هاجم أستاذ الإعلام السياسي الدكتور
محمد بن سعود البشر، المجموعات الإعلامية
السعودية مثل "
روتانا" و"
إم بي سي"، متهما إياها بأنها "شهوانية".
وقال في حوار مع صحيفة "سبق" السعودية، الأحد: "لقد نزعت هذه المجموعات الإعلامية إلى الربح حتى أعمى البصر والبصيرة، فأصبح كثير من برامجها ومضامينها الإعلامية والإعلانية تعزف على وتر الربحية أحياناً والشهوات أحياناً أخرى، ويظنّ أصحابها أنهم بذلك يحققون إشباعات الجمهور ورغباته".
وشبّه رئيس مركز الفكر العالمي عن السعودية تلك القنوات بـ"النباتات الشاذة" في مجتمع محافظ، "وليس غريباً أن ينبت الحنظل في الأرض الطيبة، خاصة إذا كان الحنظل يُسقى بمال لا ينضب، ويُرعى بأذرع قوية متنفذة، تريد لأغصانها أن تنمو وتتمدّد، تحقيقاً لمصالح يعلمها الكثير، ويجهلها القليل".
وأكد أنه لو أجري استفتاء مجتمعي تجاه هذه القنوات والوسائل الإعلامية لرأيت الصوت مرتفعاً بالرفض لها ولبرامجها، وهو ما يعكس توجه أغلبية المجتمع، لكن المجتمع مغيّب عن هذه القضية، كما هو مغيّب أيضاً عن قضاياه الأخرى.
وأضاف: "صحيح، نملك أقوى الإمبراطوريات الإعلامية في العالم العربي، لكنها عديمة التأثير الإيجابي للوطن والمواطن، بل إن كثيراً منها مؤثر في كل ما يشوّه الصورة ويسيء للسمعة. لو كانت هناك رؤية إعلامية وإستراتيجية مُحكمة لكانت هذه الإمبراطوريات الإعلامية من أقوى أذرعة الدولة والمجتمع في نشر الهوية، وتعزيز القيم، وتحقيق المصالح العليا للدولة، والتسويق لثقافة المجتمع السعودي".
وبيّن: "أصبحنا ضحية لتجار الإعلام الذين تنكروا للمجتمع، وقدّموا الريال والدولار ليكون في صدارة اهتماماتهم على حساب الرسالة الإعلامية والأمانة الوطنية".
وأشار إلى أن "الامبراطوريات الإعلامية توقفت عند مهمة الاستثمار في الإعلام وما صاحبه من تشويهٍ متعمّدٍ لصورتنا أمام الآخرين، بل إن معظم ما تقدمه هو إفساد قيمي شامل، ليس في مجتمعنا فقط، بل حتى في المجتمعات العربية".