كشف نشطاء
مصريون النقاب عن أنه قد صدر بالأمر المباشر إسناد استيراد عقار "سوفالدي"، الذي تعاقدت مصر عليه مع شركة "جلياد" الأمريكية لعلاج فيروس
الالتهاب الكبدي الوبائي "سي"، لشركة خاصة هي "إيزيس فارما"، وتوزيع الدواء لشركة خاصة أخرى هي "فارما أوفر سيز"، المملوكة لشقيقة الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس حاليا.
وأعرب هؤلاء النشطاء، في الوقت ذاته، عن ترقبهم لانتهاء المهلة التي حددها فريق طبي تابع للقوات المسلحة في 28 حزيران/ يونيو الماضي، لمدة ستة شهور، تنتهي في 30 كانون الأول/ ديسمبر الحالي؛ لبدء العمل بجهاز علاج الحالات المصابة بفيروس سي، ومرض الإيدز، الذي كانت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أعلنت نجاحها في ابتكاره.
وكانت الهيئة طلبت في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، مهلة تنتهي في 30 حزيران/ يونيو 2014، يبدأ بعدها العلاج بالجهاز المبتكر.
وقبل نهاية المهلة بيومين، أعلنت الهيئة، في 28 حزيران/ يونيو الماضي، أن اللجنة الطبية قررت عدم استقبال المرضى في 30 حزيران/ يونيو، موصية بتوسيع العينة التي يشملها البحث، لمدة ستة أشهر أخرى، تنتهي في 30 كانون الأول/ ديسمبر 2014.
والأمر هكذا، انتشرت بمواقع التواصل الاجتماعي تدوينات تمتلئ بالتهكم من قرب خروج الجهاز للنور.
وعلقت حركة شباب 6 أبريل عبر صفحتها على "فيس بوك"، قائلةً: "هو جهاز الكفتة مش كان المفروض آخر السنة دي باين؟! اليومين دول يعني! فكروهم، ونكدوا عليهم.. يسقط حكم العسكر".
وسخر الطبيب والمدون محمد أبو الغيط من الأمر، قائلا إن 30 ديسمبر الحالي، سيكون تاريخ إعلان مصر أغنى دولة على ظهر الأرض، وستنتهي كل مشاكلنا، مشيرا إلى أنه في 30 ديسمبر سيتم بدء العمل بجهاز القوات المسلحة لعلاج فيروس سي والإيدز، وكل الفيروسات بالمرة، على حد قوله.
وأضاف: "تشاء أقدار مصر السعيدة أن يتزامن جهد القوات المسلحة لعلاج أكباد المصريين، مع جهود وزارة الصحة في الإطار ذاته، إذ أعلنت وزارة الصحة في 12 مارس أنها تمكنت من عقد اتفاق تاريخي مع شركة جلياد الأمريكية لاستيراد دواء سوفالدي الجديد لعلاج فيروس سي بسعر 2200 جنيه للعلبة داخل مستشفيات وزارة الصحة، و15 ألف جنيه خارجها (علما بأن المريض الواحد يحتاج ثلاثة علب على الأقل)!.
وبحسب "أبو الغيط" في مقال له بجريدة "المصري اليوم" بعنوان: "مصر أغنى بلد في العالم بعد أسبوعين"، فقد عقد المركز المصري للدواء مؤتمرا في نقابة الصحفيين، في 28 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تحدث فيه د.محمود فؤاد، مدير المركز، ود.محمد عزالعرب، مدير وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد، وكشفوا مفاجآت عدة موثقة عن لجنة تفاوض وزارة الصحة مع شركة جلياد.
وتمثلت المفاجأة الأولى في أن اثنين من أهم أعضاء اللجنة كانا يعملان باحثين رئيسيين في المشروع البحثي الممول من جلياد ذاتها لتجربة سوفالدي في مصر، ما يعني تضارب مصالح واضحا!.
والمفاجأة التالية هي أن شركة جلياد أمّنت على حياة ثلاثة من أعضاء اللجنة بمليون دولار لكل منهم!.
أما المفاجأة الثالثة فهي أنه تم إسناد استيراد الدواء بالأمر المباشر لشركة خاصة هي إيزيس فارما، وتوزيع الدواء لشركة خاصة أخرى هي "فارما أوفر سيز"، برغم أن القانون ينص بوضوح على أن الاستيراد تقوم به الحكومة عبر "الهيئة العليا الإدارية"، والتوزيع عبر "المؤسسة العامة لتجارة وتوزيع الأدوية"، علما بأن شركة "فارما أوفر سيز" مملوكة لشقيقة الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس حاليا!.