ملفات وتقارير

بدء الدورة الثانية لرئاسيات تونس بين المرزوقي والسبسي

دعا المرزوقي إلى تهدئة الأجواء خلال حملة الدورة الثانية - أ ف ب
دعا المرزوقي إلى تهدئة الأجواء خلال حملة الدورة الثانية - أ ف ب
بدأت في تونس معركة الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية بين الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي والباجي قائد السبسي مؤسس ورئيس حزب "نداء تونس" الفائز في الانتخابات التشريعية، رغم أن البلاد لا تزال تنتظر إعلان النتائج الرسمية للدورة الأولى التي أجريت الأحد.

واتهم قائد السبسي (87 عاما) المرزوقي بأنه مرشح تيار السلفية الجهادية وحركة النهضة التي حكمت تونس من نهاية 2011 حتى مطلع 2014.

وقال الاثنين لإذاعة "آر أم سي" الفرنسية: "من صوتوا للمرزوقي هم الإسلاميون الذين رتبوا ليكونوا معه، يعني كوادر النهضة (..) والسلفيين الجهاديين (..) ورابطات حماية الثورة"، على حد زعمه.

وهذه الرابطات، بحسب فرانس برس، مجموعات محسوبة على الإسلاميين، حلها القضاء التونسي في أيار/ مايو الماضي لضلوعها في أعمال عنف استهدفت اجتماعات ونشطاء أحزاب معارضة علمانية.

ولم تقدم حركة النهضة مرشحا للانتخابات الرئاسية، وأعلنت أنها تركت لأنصارها حرية انتخاب رئيس "يشكل ضمانة للديموقراطية"، لكن خصومها يتهمونها بدعم المرزوقي بشكل غير معلن، في حين تنفي الحركة ذلك.

وكان حزب "المؤتمر" الذي أسسه المرزوقي، أحد حليفين علمانيين لحركة النهضة في تحالف "الترويكا" الذي حكم تونس بعد انتخابات "المجلس الوطني التأسيسي" التي فازت فيها حركة النهضة.

وبموجب هذا التحالف، انتخب المجلس التأسيسي الذي كانت النهضة تحظى داخلة بغالبية المقاعد، محمد المنصف المرزوقي رئيسا للبلاد.

وقبل الانتخابات الرئاسية، أعلن المرزوقي أن له "ثقة في شعب النهضة".

وأضاف السبسي للإذاعة الفرنسية أن تونس سوف تنقسم خلال الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية إلى "شقين اثنين: الإسلاميون من ناحية وكل الديمقراطيين وغير الإسلاميين من ناحية أخرى".

ومساء الأحد، قال السبسي في زيارة إلى فريق حملته الرئاسية بالعاصمة: "كل قوى الشر اتحدت ضدنا لكنهم لم ينتصروا (..) حققنا نتيجة مشرفة جدا (..) غدا نبدأ الدورة الثانية".

وأعلن مديرا حملتي السبسي والمرزوقي أن المترشحين تأهلا إلى الدور الثاني، بعدما لم يتمكن أي منهما من الحصول، خلال الدورة الأولى، على "الأغلبية المطلقة" من أصوات الناخبين أي 50 بالمئة زائد واحد.

وبحسب القانون الانتخابي، تجرى دورة انتخابية ثانية في تاريخ أقصاه 31 كانون الأول/ ديسمبر المقبل.

وأعلن محسن مرزوق مدير حملة قائد السبسي في مؤتمر صحفي مساء الأحد أن "قائد السبسي هو بحسب التقديرات الأولية، متصدر السباق بفارق كبير" عن أقرب منافسيه، في حين قال عدنان منصر مدير حملة المرزوقي: "في أدنى الحالات هناك تعادل بيننا، وفي الحالات الجيدة نحن متفوقون (على نداء تونس) بنسبة (مئوية) تتراوح بين نقطتين وأربع نقاط".

وانتقد منصر نتائج استطلاعات رأي نشرتها وسائل إعلام محلية وأشارت إلى تقدم قائد السبسي موضحا أن الهدف من نشرها هو دفع المراقبين التابعين لحملة المرزوقي إلى الانسحاب من مراكز الفرز ما يسهل "تزوير" النتائج على حد تعبيره.

وقال شفيق صرصار رئيس الهيئة إنه سيعلن النتائج الرسمية "الأولية" لهذه الانتخابات الثلاثاء قبل منتصف النهار (س 11.00 تغ).

ودعا المرزوقي إلى تهدئة الأجواء خلال حملة الدورة الثانية.

وقال في مؤتمر صحفي مساء الأحد: "يجب أن تكون الحملة الانتخابية المقبلة من أرفع مستوى ممكن. أنا أطلب من الطرف المقابل (قائد السبسي) أن يعطي التعليمات (...) ليكون النقاش من أعلى طراز ممكن في إطار الاحترام (...) على (أساس) برامج، وأفكار وقيم، لا على سب أو شتم".

ودعا المرزوقي "كل القوى الديمقراطية" إلى دعمه في الدورة الثانية.

وقال: "أتوجه الآن إلى كل القوى الديمقراطية التي ناضلت معي وناضلت معها طيلة الثلاثين سنة الماضية من أجل دولة ديمقراطية حقيقية، من أجل القطع مع الماضي (...) أصبحت الآن مرشحها الطبيعي".

وقرأ مراقبون دعوة المرزوقي على أنها موجهة بالأساس إلى "الجبهة الشعبية" (ائتلاف لأحزاب يسارية راديكالية) التي حل مرشحها حمة الهمامي في المركز الثالث، وفق نتائج استطلاعات الرأي.

ومساء الأحد أعلن الهمامي أن الجبهة الشعبية ستجتمع "في أسرع وقت" لبحث تحديد تعليمات انتخابية جديدة للدورة الثانية. 

وأعلن قياديون في الجبهة الشعبية في تصريحات صحفية الاثنين، أن الجبهة لن تدعم المرزوقي في الدورة الثانية.

وتقدم إلى الانتخابات الرئاسية 27 مرشحا انسحب خمسة منهم.

وهذه أول انتخابات رئاسية حرة وتعددية في تاريخ تونس التي حكمها منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956 وطوال أكثر من نصف قرن، رئيسان فقط هما الحبيب بورقيبة (1987-1956) وزين العابدين بن علي (2011-1987)، والأخير أطاحت به ثورة عارمة في 14 كانون الثاني/ يناير 2011.

وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات التي دعي إليها نحو 5.3 مليون ناخب 64.6% وفق "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات".  

ووصف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الانتخابات بأنها "لحظة تاريخية"، وتعهد بأن بلاده سوف تعمل مع الحكومة التونسية المقبلة.

من ناحيته، أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن الأمل في أن "تتواصل عملية الانتقال التونسي في الإطار الشامل والديمقراطي للمؤسسات الجديدة".


الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية صباح غد الثلاثاء

وأعلن رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات بتونس شفيق صرصار، مساء الاثنين، أنه سيتم صباح الثلاثاء الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية، وذلك خلال ندوة صحفية عقدت في قصر المؤتمرات بالعاصمة.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية التونسية "وات" عن شفيق صرصار، رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات، أن الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية سيكون صباح غد الثلاثاء. 

ووفق المصدر نفسه، فإن صرصار أكد أن نسبة متابعة المحاضر المنجزة من قبل الهيئات الفرعية بمختلف الدوائر الانتخابية بلغت 59.87 بالمائة.

وأضاف صرصار خلال ندوة صحفية عقدها ظهر الاثنين بقصر المؤتمرات بالعاصمة أنه تم إنهاء محاضر 13 دائرة انتخابية، وهي القيروان والكاف والمهدية وزغوان وباجة وسليانة ونابل1 ونابل2 وتطاوين وتوزر وقبلي ومنوبة وسيدي بوزيد.

وسيتم نشر محاضر بقية الدوائر الانتخابية تباعا بمكتب التجميع المركزي لقصر المؤتمرات.

وأشار صرصار إلى أن عدد مكاتب الاقتراع التي تم إنجاز محاضرها قد بلغت 19375، وأن عدد المحاضر المنجزة قد بلغ 1671.
التعليقات (0)