أحدث عرض شرفي لفيلم "
الوهراني" بالعاصمة،
الجزائر، زلزالا "أخلاقيا"، ودعا رجال دين وسياسيون، إلى وقف عرضه، لإساءته للدين الإسلامي والثورة الجزائرية في فترة ما بين 1954 و1962.
ويتناول
الفيلم الذي بدأ عرضه، الأحد، بالجزائر، ما أسماه مخرجه، إلياس بن سالم، وهو جزائري مغترب بفرنسا، "جانبا من حياة المجاهدين خلال الثورة الجزائرية بين 1954 و1962". ولم يضع بن سالم، إنتاجه السينمائي الجديد في خانة الإساءة لمجاهدي الثورة وقال إنه "سلط الضوء على مرحلة سياسية وتاريخية للجزائر بعيدا عن أسلوب الاستفزاز".
ويعرض الفيلم علاقة صداقة متينة بين رجلين ثوريين، لكن في النهاية تحدث هناك خيانة، ترتبط بامرأة، وصور الفيلم، أبطاله، وهم يرتادون ملاهي وحانات، ونقل مشاهد "سب" للدين.
وكلمة" الوهراني"، نسبة إلى مدينة "وهران" الواقعة 300 كلم غرب العاصمة الجزائر.
وزعم مخرج الفيلم، إلياس بن سالم، أنه يريد به (الفيلم) إثارة" المسكوت عنه" زمن الثورة الجزائرية، بينما ما كتب على الثورة الجزائرية اختص فقط في عرض بطولات المجاهدين وكيف تمكنت "جبهة التحرير الوطني"، الغطاء السياسي للعمل المسلح، من طرد المستعمر الفرنسي من البلاد العام 1992.
لكن قطاعا واسعا من الجزائريين، نددوا بما أسموه "الإساءة للإسلام" في مشاهد "سب الدين"، وكذلك "الإساءة للثورة والثوريين"، بتصويرهم داخل حانات وملاه ليلية.
وقال نور الدين بلمداح، عضو البرلمان الجزائري، وعضو اللجنة المركزية لحزب "جبهة التحرير الوطني"، الحزب الحاكم بالجزائر "نرفض الإساءة لمجاهدينا الشرفاء".
وأكد بلمداح في تصريح لـ"عربي21"، الاثنين، "أذكر جيدا في إحدى الدول الأوروبية وأنا أشارك كضيف في مهرجان للسينما وبعد مشاهدة فيلم جزائري لمخرج ومنتج جزائري فيه كثير من المشاهد التي يرفضها مجتمعنا، توجهت نحو منتج الفيلم وسألته أتنوي عرض هذا الفيلم بالجزائر؟ فقال لي، نعم، فقلت له أتظن أن هذا الفيلم ستشاهده العائلات الجزائرية؟".
وشجبت التنظيمات الثورية بالجزائر، عرض فيلم"الوهراني"، واعتبرته "إساءة للثورة والثوريين"، بينما قال بلمداح: "أساند وأدعم وأحيي كل الأسرة الثورية والحقوقيين ورجال الدين الذين يطالبون بوقف عرض الفيلم ومحاسبة من ساهموا في إنتاجه بمن فيهم أعضاء لجنة قراءة الفيلم"، مضيفا: "إن المساس بالمجاهدين وبالثورة المجيدة المقدسة، خط أحمر.. كفانا ستخفافا وتشويها".
ووصف الداعية الإسلامي، شمس الدين بوروبي، عرض الفيلم بالمثير للجدل، وقال لـ"عربي21"، "إنه فيلم شيطاني، وأريد من سكان مدينة وهران تعيين محام لمقاضاة منتج الفيلم".
وأفاد بوروبي "الفيلم يصور المجاهدين، يحاربون الاستعمار الفرنسي نهارا ويشربون الخمر ليلا ويزنون، وهذا غير صحيح ومغالطة مفضوحة"، بينما تساءل المتحدث: "أين أنت يا وزير المجاهدين وأين أبناء المجاهدين وأبناء الشهداء، لماذا يصمتون على هذه المهزلة".
وأضاف بوروبي أن "الهدف من الفيلم، إلصاق صورة في أذهان الجزائريين عن المجاهد، على أنه فاسد، مع أن كلمة المجاهد أعظم بكثير من أن يطالها استهتار منتجي الفيلم".
يذكر أن الفيلم الذي أحدث ضجة كبيرة بالجزائر، وافقت عليه وزارة الثقافة الجزائرية قبل إنتاجه، مازاد من غضب المتتبعين.