أكد كاتب إسرائيلي أن 100 عام من الحفريات في بلدة سلوان القريبة من
القدس المحتلة لم تمكن اليهود ولا الإسرائيليين من العثور على أي دليل بوجود تاريخي لهم في المدينة التي يطلقون عليها اسم "مدينة الملك داوود"، مشيرا إلى أن اللافت في
الاستيطان الإسرائيلي بالمدينة أنه بدأ بالتزامن مع انطلاق مؤتمر مدريد للسلام في العام 1991.
وقال الكاتب ميرون رابوبورت في مقال نشره موقع "ميدل إيست آي" الذي يتخذ من لندن مقرا له، إن بلدة سلوان تجذب مؤيدي الاستيطان الإسرائيلي لسببين، الأول عاطفي وديني، حيث إن الجزء الشمالي من الحي، وهو المحاذي للمسجد الأقصى يجلس على موقع أثري اشتهر باسم "مدينة داود".
أما السبب الثاني، فله علاقة بالسياسة، حيث دخلت طلائع المستوطنين إلى سلوان في تشرين الأول/ أكتوبر 1991، في نفس الوقت الذي افتتح فيه مؤتمر مدريد، اللقاء الأول من نوعه الذي تجبر فيه إسرائيل على الجلوس وجها لوجه مع وفد فلسطيني، وفق روبوبورت.
ويشير الكاتب الى أن ما يزيد عن مئة عام من الحفريات الدائمة تقريبا لم تكشف عن دليل غير قابل للدحض بوجود الملك داود على التلة، إلا أن ذلك لم يثن المستوطنين وأتباعهم عن اعتبار هذه المنطقة المكان الذي تأسست فيه السيادة اليهودية قبل ثلاثة آلاف عام.
ويلفت الكاتب الى أن "حقيقة أن سلوان كانت مركز الانتفاضة الفلسطينية الأولى في القدس، والتي اندلعت في أواخر عام 1987، هو الذي ساعد في تحويلها إلى هدف لمزيد من التضييق الإسرائيلي".
وبحسب الكاتب، فإن "المستوطنين سيطروا على الحديقة الوطنية لمدينة سلوان، وهي واحدة من أكثر المواقع المطروقة في إسرائيل، ويؤمها كل عام مئات الآلاف من الزوار، مشيرا إلى أن المستوطنين وسعوا بسرعة خاطفة دائرة نفوذهم في سلوان بفضل السيطرة على الحديقة الوطنية، وبدأ الفلسطينيون الذين يعيشون هناك يعانون من ضغوط متصاعدة، إذ باتت حركتهم مقيدة، وصاروا يكتوون بنار حراس الأمن الذين أحالوا حياتهم إلى جحيم، وهم حراس مستأجرون بشكل شخصي برعاية حكومية، ولكن بتحكم كامل من المستوطنين".
يشار إلى أن ميرون رابوبورت هو صحفي وكاتب إسرائيلي حائز على جائزة نابولي للصحافة، وكان قد عمل سابقا نائبا لرئيس قسم الأخبار في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.