ذكر ناشطون من محافظة طرطوس على
الساحلية السورية" أن النظام السوري يروج لـ"
حزب الله السوري"، حيث تم افتتاح مكتب جديد في منطقة القدموس، دون وجود معلومات واضحة حول باقي المناطق الموالية.
ويعرض المكتب رواتب مغرية تصل إلى 50000 ليرة سوريّة للانضمام إليه.
وقال الناشط، فضل عدم ذكر اسمه، لـ"عربي 21"؛ إن هذه المكاتب حددت الدوام فيها بعشرين يوماً في الشهر مقابل عشرة أيّام راحة. واشترطت على العسكريين فك ارتباطهم بالجيش بمجرد التحاقهم بمكتب حزب الله حتّى دون إبلاغ قطعاتهم".
وأشار إلى أن المخابرات الجوية تقوم بتسريحهم وترتيب أوراقهم الرسمية ليصبحوا في "حزب الله السوري"، أو النسخة السورية لحزب الله، والذي يشرف عليه عناصر من حزب الله اللبناني.
وتساءل الناشط عما "إذا كان انتشار عناصر حزب الله السوري ومكاتبهم مقدمةً لفرض الكاتون العلوي في الساحل، أم أنّه مجرد خطوة استباقية لإيران للبقاء في المنطقة؟"، منوها إلى أن "الايرانيين يستخدمون أهل الساحل كأداةً بيدهم، مستغلين غياب المرجعية لديهم ووضعهم الاقتصادي السيئ".
وبيّن الناشط أن النظام عمل على دعايته لمشروع الدولة
العلوية من خلال عناصر المخابرات الجوية والذين اعتمد عليهم النظام في مهامه الخاصة منذ بداية الثورة وإلى الآن، وهذا الجهاز الأمني الذي يعدّ الآن الأضخم عند النظام؛ نما وتضخّم بعد بداية الثورة وصعود نجم رئيس فرع المعلومات في المخابرات الجوّيّة.
وقال الناشط إن: "عناصر المخابرات الجوّية قامت أيضا داخل المناطق الموالية بالإشراف على ميليشيا الدفاع الوطني وحواجزها، والإشراف على العناصر المنتشرين في جميع شعب التجنيد والذين يعملون على التنسيق مع كافة الميليشيات".
من جهته، قال فارس، وهو ناشط آخر من المنطقة، إن "البعض يشعر أنّ الكانتون العلوي قد يكون مخرجاً آمناً له من كل هذه الفوضى، وهذا المشروع الذي عمل النظام على الدعاية له منذ سنتين، وإلى الآن لا يلقى آذاناً صاغية، كما أنّ معظم العلويين رفضوا هذا المشروع ومنهم بعض مشايخ الطائفة الذين يصرحون تكراراً ومراراً وفي كل المناسبات أن عاصمتهم دمشق ولا يرضون بأقل من سورية دولةٌ على كامل الأراضي السورية"، ويضيفون "كان من كان رئيس البلاد بشار أم غيره لا فرق".
لكنه بين أن "العديد من الموالين ما زالوا يدافعون عن عودة النظام الحديديّ الذي كان يخدمهم، ويحلمون بأن تكون الثورة السورية، عثرة بسيطة في وجهه لطالما أوحى لهم بأنّه الأفضل لهم، ويطردون من ذهنهم أي فكرةٍ تجعل من الحدث الذي اجتاز حدود الوطن تغييراً كبيراً قد يغير وجه العالم".
وأضاف فارس أن "هؤلاء بدأوا يتحسسون غياب الدولة وضعف النظام، حيث أصبح رحيل النظام احتمالاً كبيراً في أذهانهم، لا بل أصبح عند البعض قناعةً رغم رغبته بعدم رحيله وبقاء ميزاته التي تمتع بها على مدى عقود، والآن أصبحوا الآن بلا بوصلة وبلا مسند يتكئون عليه يجعل لهم ولأطفالهم مستقبلاً ممكناً، ويسمح لطموحاتهم وآمالهم بالنمو في بلدٍ أصبح ثلثي سكانه خارج نطاق النظام ولا أمل عندهم بعودتهم لظلّ النظام".