باستخدام مادة
الكلور السامة، يبدع الفنان الفلسطيني، مجاهد خلاف، في
رسم لوحات فنية قال عنها إنها "تحدِ للطبيعة، بأن تحوّل مادة سامة تستخدم في الحروب لفن جميل ومعبر، ويرسل رسائل وطنية تتحدى الاحتلال".
يقول خلاف إنه "الوحيد الذي يرسم بالكلور (مادة كيميائية سامة تستخدم في التنظيف) على قطع من القماش الأسود الذي يحدث تفاعلا ينتج عنه اللون البني".
ويشير الفنان الفلسطيني إلى أنه اكتشف الطريقة بالصدفة، قائلا: "قبل أربع سنوات تلوث قميصي بالكلور فأحدث تفاعلا، فقمت بتحويل التلف إلى رسم بدلا من رمي القميص".
ويضيف خلاف: "بدأت بتطوير الفكرة بجهد شخصي، صنعت شيئا من لا شيء، وبدأت باستخدامها لإرسال رسائل وطنية من خلال الرسم على "التي شيرت" وبيعها في الأسواق الفلسطينية في الضفة الغربية، والقدس المحتلة وأراضي الـ 1948 ولاقت إعجابا".
ويقول: "نحن كشعب تحت الاحتلال قادرون على الإبداع، فحتى أدوات القتل يمكن أن نحولها إلى أدوات فنية ترمز للحياة".
ويقوم الفنان الفلسطيني برسم لوحات فنية على القماش الأسود لعرضها في جامعات فلسطينية، مشيرا إلى أنه شارك بمعارض فنية عالمية.
ويضيف خلاف: "كل العمل بجهد ذاتي، لا يوجد من يدعمني وبالتالي لجأت إلى الرسم على التيشرتات لتوفير دخل مادي يساعد في إنتاج لوحات فنية".
وتابع: "الفكرة بدأت تنتشر وبات اقتناء المنتج كبيرا".
ويرسم خلاف بالكلور أيضا شجرة الزيتون والعلم الفلسطيني وشارة النصر وخريطة فلسطين التاريخية وعبارات أخرى وطنية.
وإلى جانب إعداده لوحات فنية للمشاركة بمعرض محلي، يعمل خلاف حاليا على إنتاج 300 قميص يقول إنها لفرقة ألمانية تنوي ارتداءها خلال أداء راقص مطلع العام القادم.
وفي بيت خلاف الواقع في البلدة القديمة في رام الله (وسط الضفة الغربية)، لوحات فنية بسيطة، وأدوات معيشية صنعها من مخلفات مستهلكة، كإطارات المركبات، والقماش غير المستخدم.
وداخل المنزل، جدارية للمدينة المقدسة والجدار العازل، يقول عنها: "هذه لوحة في غاية الدقة استخدمت الكلور فيها، باستخدام أدوات بسيطة للرسم كنكاشات الأسنان والأذن (أداتان تستخدمان لتنظيف الأسنان والأذن)، لرسم المدينة وجدار الفصل الذي يتعرج بين بيوتها كالأفعى التي لا يبدو واضحا نهايتها، فيظهر الجدار بوجهه القبيح، وقد بدأت المدينة المقدسة تفقد تواصلها وقدسيتها".
وخلاف شاب فلسطيني، درس الصحافة في جامعة بير زيت، قرب رام الله، يقول: "درست الصحافة والإعلام، ولكني توجهت إلى الفن، حيث وجدت نفسي فيه".