طالبت
المعارضة السياسية بالجزائر السلطة، بإعلان "حالة شغور منصب رئيس الجمهورية"، وقالت "إن الرئيس عبد العزيز
بوتفليقة عاجز عن أداء مهامه"، بينما ترى أحزاب الموالاة أن هكذا مطالبات هي بمثابة "محاولة انقلاب".
وغاب بوتفليقة عن المشهد السياسي قرابة أسبوعين، قبل أن يقرر استقبال الدبلوماسي المخضرم طالب الإبراهيمي، المبعوث الأممي والعربي المشترك السابق إلى سوريا، وكان ذلك يوم الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، ونقل التلفزيون الحكومي في
الجزائر جانبا من محادثات الرجلين.
وقال مسعود عظيمي، المحامي المعارض والضابط السابق بالجيش الجزائري، لـ"عربي21"، الأحد، إن "الجزائر تعيش وضعا هو الأسوأ منذ عقود، بسبب غياب دور المؤسسات وأهمها مؤسسة رئاسة الجمهورية بسبب مرض الرئيس".
وأكد عظيمي "لم نعش هذا الوضع حتى عندما كانت الدولة مستهدفة بالإرهاب الأعمى منتصف تسعينيات القرن الماضي"، وتابع "المعارضة ترفع مطلب إعلان حالة شغور منصب رئيس الجمهورية، لأنها على يقين أن مؤسسات الدولة وأهمها
الرئاسة لم تعد تقوم بدورها".
وأشار إلى أن "أطياف المعارضة وعلى رأسها تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، التي قدمت أرضية جيدة للانتقال الديمقراطي، لم ترفع هذا المطلب، وخاصة تفعيل المادة 88 من الدستور، التي تتحدث عن حالة العجز لدى رئيس الجمهورية، مما يتطلب إعلان حالة شغور منصبه، إلا بعد أن رأت أن الأمور تنحو أكثر فأكثر نحو الخطر" لافتا إلى أن "الجزائر بحاجة إلى مرحلة انتقالية".
وانتخب بوتفليقة، لفترة رئاسية رابعة، يوم 17 نيسان / إبريل الماضي، وهو على كرسي متحرك.
وظهر بوتفليقة مع الإبراهيمي، بمناسبة إحياء يوم الدبلوماسية الجزائرية، بينما تردد في الأوساط السياسية أن الرئيس لم يكن ليظهر لولا أنه أراد نفي إشاعة نقله إلى مستشفى فال دوغراس في باريس بعد تدهور حالته الصحية .
وقال الإبراهيمي عقب اللقاء إن "صحة الرئيس تتحسن باستمرار".
وفي مارس/ آذار العام 2010، استقبل الرئيس الجزائري نجم كرة القدم الفرنسي من أصول جزائرية، زين الدين زيدان، برفقة عائلته في إقامة تابعة لرئاسة الجمهورية أعلى العاصمة الجزائر. وظهر الرئيس في صور بثها التلفزيون الحكومي، بعد ما تردد أنه في حالة صحية "حرجة".
لكن الأحزاب الموالية للسلطة، ترفض مطلب المعارضة بإعلان حالة الشغور، حيث أكد عمارة بن يونس، عضو الحكومة ورئيس "الحركة الشعبية الجزائرية" العلمانية، أن "مثل هذه الدعاوى بمثابة انقلاب على رئيس انتخبه الشعب".
وأفاد بن يونس خلال مداخلة في لقاء لإطارات حزبه في العاصمة، الأربعاء 8 تشرين الأول/ أكتوبر، أن "الجزائر ليست بحاجة إلى فترة انتقالية؛ لأنها لا تعيش لا أزمة سياسية ولا أزمة أمنية".
وانتقد بن يونس المعارضة قائلا "إنها تنتقد فقط، ولا تقدم البديل".
وعكس هذا الموقف، أفاد محمد دويبي، رئيس حركة" النهضة" المعارضة، لـ"عربي21"، الأحد، أنه "عمليا نحن نعيش حالة شغور بمنصب رئيس الجمهورية، فالرئيس لا يخاطب شعبه ولا يتكلم".
وانتقد دويبي ما أسماه "الشلل" في مؤسسات الجمهورية، لأن كل الصلاحيات بيد الرئيس، و"هذا الرئيس مريض ولا يستطيع إدارة الحكم في البلاد".
وقال إنه "في ظل الظروف الخطرة التي نعيشها داخليا وإقليميا، يفترض أن يعقد الرئيس بوتفليقة إجتماعا لمجلس الوزراء، مرة كل نصف شهر، لكننا نلاحظ أن مجلس الوزراء ينعقد مرة كل سبعة أو ثمانية أشهر وهذا أمر غير مقبول".