حقوق وحريات

أقباط بمصر: الشرطة اعتدت علينا وعاملتنا كالحيوانات

 تم ربط المعتقلين بالحبال كالحيوانات وتم إهانتهم - أرشيفية
تم ربط المعتقلين بالحبال كالحيوانات وتم إهانتهم - أرشيفية
 وصف أحد الأحزاب السياسية ماتعرض له أهالي قرية قبطية (تقع في محافظة المنيا جنوبي مصر) بجملة قائلا "بعد النشطاء السياسيين والعمال ومشجعي الكرة، جاء دور الأقباط ليتعرضوا لعقاب جماعي من قبل قوات الشرطة". 

وكانت قوات الأمن قد اقتحمت قرية "جبل الطير" الأسبوع الماضي واعتدت على أهلها وألقت القبض على عدد منهم بعدما حاول مئات الأقباط اقتحام قسم الشرطة احتجاجا على اختفاء سيدة مسيحية، واتهموا الشرطة بالتقاعس عن القيام بواجبها، وطالبوا رجال المباحث بكشف ملابسات اختفائها وسرعة إعادتها لذويها.

وقررت محكمة مصرية، الثلاثاء، إخلاء سبيل 12 متهما قبطيا بضمان مالي على خلفية الأحداث والذين تم إلقاء القبض عليهم الثلاثاء الماضي.

ضربونا كالحيوانات

وقال أهالي القرية في لقاءات تلفزيونية متعددة: "إن رجال الشرطة قاموا بالإعتداء علينا بوحشية داخل منازلنا، واعتقلوا العشرات، انتقاما من اعتداء الأقباط على قسم الشرطة".

وأشاروا إلى أن المعتقلين تم ربطهم بالحبال كالحيوانات وتم إهانتهم، كما تم نهب ممتلكات الأقباط أثناء البحث عنهم للقبض عليهم وحطموا المنازل والمحال التجارية وسط استياء كبير من الأهالي.

واستنكر فادي يوسف، مؤسس ائتلاف أقباط مصر، اعتداء قوات الأمن على المسيحيين، وقال إن ما تعرض له الأقباط في عهد مبارك، يتعرضون له حاليا في عهد السيسي.

ودعا يوسف في تصريحات صحفية الأجهزة الأمنية إلى حسن معاملة الأقباط لأنهم في حاجة إلى دعمهم في مواجهة الإرهاب.

وألقت أزمة "جبل الطير" بظلالها على موقف الأقباط المصريين في أمريكا الذين يشكلون الغالبية العظمى من الجالية المصرية هناك – من التظاهر تأييدا للسيسي أثناء إلقائه كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وانقسم الأقباط إلى فريقين، أحدهما يصر على دعم السيسي في مواجهة مظاهرات الإخوان المسلمين، بينما يدعو فريق آخر إلى مقاطعة كلمة السيسي احتجاجا على ما يصفونه بالتعامل الوحشي من قوات الشرطة تجاه أقباط المنيا.

ودعا الناشط الحقوقي القبطي مجدي خليل - عبر صفحته على "فيسبوك" - الأقباط إلى الإحتشاد دعما للسيسي وثورة 30 يونيو أمام الإخوان، مشيرا إلى أن هذا لا يعني موافقتهم على الظلم، لكن المحاسبة على ما صدر في حق الأقباط ستكون عقب رجوع السيسي إلى مصر.

في المقابل، دعا رئيس اتحاد المنظمات القبطية بأوروبا "مدحت قلادة" الأقباط إلى مقاطعة السيسي خلال إلقاء كلمته بالأمم المتحدة، قائلاً في تدوينة على "فيسبوك": "قاطعوا زيارة السيسي".

وكان المجلس القومي لحقوق الإنسان (هيئة حكومية) قد شكل بعثة لتقصي الحقائق لكشف ملابسات أحداث "جبل الطير" بناء على شكاوى قدمت للمجلس وما تناولته وسائل الإعلام حول نشوب اشتباكات بين أقباط القرية وقوات الأمن إثر اختفاء سيدة في ملابسات غير معلومة.  

وأعلن المجلس - في بيان صحفي - أن البعثة ستعد تقريراً حول ما توصلت إليه من حقائق ومعلومات حول هذه الأحداث وتقدمه إلى المجلس لإعلانه على الرأي العام.

سلوك ميليشياوي منفلت

من جهته، انتقد حزب "العيش والحرية" - تحت التأسيس - تعرض أهالي "جبل الطير" لإعتداءات من قوات الأمن، وقال إن آلة القمع لا تتوقف، وإن الممارسات القمعية للداخلية تتسع لتطال الجميع".

وأضاف الحزب  - في بيان له تلقت "عربي 21" نسخة منه - أنه بعد النشطاء السياسيين والعمال ومشجعي الكرة، جاء دور الأقباط ليتعرضوا لعقاب جماعي من قبل قوات الشرطة، مشيرا إلى أن سبب اندلاع الأحداث هو اعتداء قوات الأمن على أحد أهالي القرية واعتقاله لإجباره على إرشاد الشرطة على سارق دراجة بخارية خاصة بأحد رجال الأمن، وعندما تقدم الأهالي بشكوى للنيابة ضد عدد من رجال الأمن، اقتحمت حملة أمنية القرية للبحث عن المواطنين الذين قدموا الشكوى واعتدوا على العشرات من الأهالي، الذين قذفوا سيارة الشرطة بالحجارة فردت بإطلاق النار ما أسفر عن عدة إصابات اثنتين منها حالات خطيرة واعتقلوا عددا منهم".

وأدان الحزب ما أسماه السلوك "الميليشياوي المنفلت"  للشرطة، وأكد مساندته لأهالي القرية في مطالباتهم بالتحقيق في الحادث ومعاقبة أفراد الشرطة المتسببين فيه.

كما طالب حزب المصريين الأحرار، بإجراء تحقيق عاجل وشفاف حول أحداث "جبل الطير"، وقال إنها تنذر بالتصاعد خلال الأيام المقبلة خاصة أن القرية تقع بالقرب من منطقة ملتهبة شهدت حرق الكنائس في أعقاب فض اعتصام "رابعة" العام الماضي. 

وأعرب الحزب في بيان له الثلاثاء تلقت "عربي 21" نسخة منه - عن مخاوفه من اتخاذ حادث هروب إحدى السيدات بعد طائفيا في وقت تتعرض فيه البلاد لموجة متزايدة من الإرهاب الأسود، وتزامنا مع زيارة رئيس الدولة للولايات المتحدة الأمريكية. 

وأكد حزب المصريين الأحرار، ضرورة تفعيل آلية النصح والإرشاد والاستعانة برجال الكنيسة والأزهر الشريف لمعالجة الأزمة اجتماعيا - في إشارة إلى الإجراءات المتبعة في حالة إعلان أحد المسيحيين دخوله في الإسلام وتخليه عن ديانته المسيحية - ، ودعا رجال الشرطة إلى تفهم الأبعاد العائلية للمشكلة، وتجنب التصعيد الأمني الذي قد يزيد الأمور تعقيدا.
التعليقات (0)