أجرى
المعارض السوري البارز، كمال اللبواني، الثلاثاء، مجموعة من اللقاءات مع مسؤولين
إسرائيليين، على هامش أول
زيارة لمعارض سوري إلى إسرائيل بدأها الأسبوع الماضي للمشاركة في مؤتمر حول الإرهاب.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة "أجرى المعارض السوري اللبواني مجموعة من اللقاءات مع وزراء (لم تسمهم) ورئيس المعارضة".
ونقلت الإذاعة عن اللبواني قوله "لقد انسحبت مؤخرا من عضوية
ائتلاف قوى المعارضة السورية وأزور إسرائيل حالياً لأول مرة".
وذكرت الإذاعة أن اللبواني يصل إلى إسرائيل وسط الاستعدادات الأمريكية والدولية لضرب معاقل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في سوريا ووسط تصعيد غير مسبوق على الحدود الإسرائيلية السورية بعد فقدان جيش الأسد السيطرة على الجزء الأكبر من الشريط الحدودي لصالح تنظيمات المعارضة المسلحة.
وأشارت الإذاعة إلى أن اللبواني، يزور إسرائيل حاملا رسالة مفادها إسقاط خيار الحرب مع إسرائيل وسط السعي إلى الحل السياسي السلمي لقضية الأرض المتنازع عليها بين الدولتين.
ونقلت عن اللبواني قوله إن "قواعد اللعبة على الحدود الاسرائيلية – السورية التي سادها الهدوء والاستقرار خلال العقود الأربعة الماضية في عهد الأسدين (حافظ وبشار) الأب والابن قد تغيرت بشكل دراماتيكي منذ اندلاع الحرب في سوريا لا سيما خلال الأشهر والاسابيع القليلة الماضية".
وتابع أن جيش الأسد قد فقد السيطرة على حوالي %80 من مساحة الشريط الحدودي الفاصل بين البلدين لا سيما معبر القنيطرة، لصالح تنظيمات المعارضة المسلحة وعلى رأسها جبهة النصرة التي تعتبر الفرع السوري لتنظيم القاعدة، حسب قوله.
واعتبر اللبواني، أنه نتيجة لتلك الأوضاع أصبح سقوط قذائف في الأراضي الإسرائيلية تنطلق من الجانب السوري للحدود أمرا شبه مألوف.
بالإضافة إلى انهيار شبه مطلق لقوة المراقبة الدولية العاملة في الجولان التي باتت منشغلة أكثر وأكثر اليوم في ضمان سلامة أفرادها بدلا من الإشراف على مدى التزام الطرفين باتفاق فض الاشتباك الموقع بينهما 1974، حسب الإذاعة الإسرائيلية نقلا عن اللبواني.
ووجه اللبواني في سياق رسالته إلى معسكر المؤيدين لفكرة أن البديل لبشار الأسد سوف يكون أسوأ منه ويتمثل بالجماعة الإسلامية، بالقول إن "الأسد كان يحمي إسرائيل في الجولان وفي الوقت ذاتها يضربها في لبنان عبر حزب الله وأيضا عبر حركة حماس. الواقع السوري يؤكد كمال اللبناني لا يخيّر العالم بين الأسد وأبو بكر البغدادي (زعيم تنظيم الدول الإسلامية) فقط. هناك خيارات أخرى".
وحول النتائج المتوقعة لزيارته إلى إسرائيل، قال اللبواني "إذا نجحت الزيارة في تقديم نتيجة مفيدة سنكتشف أن أغلب الشعب السوري مع السلام والاستقرار مشيرا إلى أن %40 من ناشطي "فيسبوك" اليوم يقولون نعم لزيارته لإسرائيل".
وتابع أنه "بالنسبة لـ 60 % الباقين فهم بانتظار صدور نتائج عملية مفيدة وواضحة للزيارة قبل الحكم عليها"، معربا عن أمله في أن تساهم إسرائيل بالتنسيق مع الإدارة الامريكية في وضع برنامج متكامل يستفيد منه الشعب السوري ويستفيد منه السلام والاستقرار.
ويذكر أن الائتلاف السوري المعارض، تبرأ السبت الماضي، من كمال اللبواني العضو المستقيل منه، بعد زيارته لإسرائيل التي بدأت الأسبوع الماضي للمشاركة في مؤتمر لمكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن الائتلاف الوطني له موقف ثابت فيما يتعلق برفض الاحتلال الإسرائيلي.
وأثارت زيارة اللبواني، ومشاركته في مؤتمر لمكافحة الإرهاب في إسرائيل ردود أفعال متباينة لدى المعارضين السوريين على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تعد زيارته أول زيارة معلنة لسياسي سوري إلى إسرائيل التي تعتبرها دمشق عدواً أولاً لها وتحتل جزءا من أراضيها منذ عام 1967.
وأظهر اللبواني مؤخراً الذي تعتبر آراؤه ومواقفه مثيرة للجدل، مرونة حول موضوع إمكانية التعاون مع إسرائيل للإطاحة بنظام الأسد، وكذلك إمكانية إقامة اتفاقية سلام دائم معها، بحسب مقالات وتصريحات أدلى بها، الأمر الذي ترفضه رسمياً أطياف المعارضة السورية وعلى رأسها الائتلاف، ما أنشأ خلافات عميقة بين الطرفين دفعته للاستقالة من الائتلاف.
ومنذ منتصف آذار/ مارس (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات ضده، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (191) ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.