رأى مسؤولون وخبراء روس أن لدى بلادهم "أوراقاً رابحة" في مواجهة
العقوبات الاقتصادية التي فرضتها دول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأميركية على
روسيا، في ظل تطورات الملف الأوكراني، كالاتجاه نحو آسيا صناعياً، والاعتماد على العملة المحلية بدل الدولار في المعاملات التجارية، لافتين إلى أنّ إغلاق روسيا أجواءها سيتسبب بـ "إفلاس" العديد من شركات الطيران العالمية.
الملاحة الجوية
أكد مسؤول في هيئة الطيران المدني الروسي، رفض الكشف عن اسمه، أنَّ شركات الطيران الأوروبية "ليس بإمكانها الاستغناء عن المجال الجوي الروسي في رحلاتها بين آسيا وأوروبا"، قائلاً "في حال إغلاق روسيا أجواءها أمام الملاحة الجوية فإنَّ العديد من شركات الطيران العالمية ستعلن إفلاسها".
وأوضح المسؤول أنَّ منطقة "فورونيج" (جنوب غربي روسيا) تشمل على عشرات طرق الملاحة الجوية، أما منطقة سيبيريا بمساحاتها الشاسعة تمر من فوقها العديد من طرق الملاحة الجوية العالمية، مبيناً أنَّ "خسارة روسيا من قرار الإغلاق يبلغ نصف مليار دولار في الشهر، أما شركات الطيران الغربية فستصاب بالإفلاس".
الواردات الصناعية
قال نائب رئيس اللجنة الصناعية في مجلس الدوما الروسي "فلاديمير غوتينيف" إنَّ الأسواق الآسيوية تشكل بديلاً لاحتياجات روسيا من المعدات الصناعية المتطورة التي كانت تستوردها من الاتحاد الأوروبي وأمريكا.
وأوضح غوتينيف أنَّ هذا القرار "يشكل ضربة كبيرة للاقتصاد الأميركي، وقد تتسبب بطرد عمال من المصانع الأميركية، وتحجيم صناعاتها"، وعزا ذلك إلى حجم السوق الروسي للمعدات الصناعية الأميركية.
التخلي عن الدولار في التعاملات
أشار الخبير الروسي في "المجموعة المالية ريكوم تراست"، "فلاديسلاف جوكوفسكي" إلى أنَّ تحويل روسيا لتعاملاتها التجارية من الدولار الأميركي إلى العملة المحلية الروسية، "سيشكل خسارة كبيرة لاستقرار الدولار"، ورأى جوكوفسكي ضرورة إقدام روسيا على القيام بهذه الخطوة.
منع استيراد السيارات المستعملة
توقّع رئيس اتحاد السائقين الروس "سيرغي كاناسيف" صدور قرار بمنع استيراد السيارات المستعملة من خارج روسيا، معتبراً أنّ تطبيق مثل هذا القرار سيعود بالنفع على شركات السيارات المحلية، وقال "إنَّ روسيا إلى جانب صناعتها للسيارات، تستورد أحدث الماركات العالمية، ولا مبرر لاستيراد السيارات المستعملة من
أوروبا، فمثيلاتها موجودة في روسيا".
ورقة الغاز الطبيعي
يرى الخبراء أنَّ روسيا لا تستطيع في الظروف الراهنة استخدام ورقة
الغاز الطبيعي لسببين؛ الأول يتمثّل بالعائدات المالية الضخمة التي توفرها لروسيا، والثاني هو التزامها بالعقود المبرمة مع دول الاتحاد الأوربي.
وكان الاتحاد الأوربي فرض عقوبات على روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية، بتجميد أموال 15 شركة روسية في البنوك الأوربية، ومنع دخول 24 شخصية مقربة من الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" إلى دول الاتحاد الأوروبي.