أجريت في مستشفى بطهران أول من أمس، عملية جراحية في المثانة "البروتستات" للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في
إيران آية الله علي
خامنئي (75 عاما)، وعادة ما تعتم السلطات على حالة المرشد الصحية، لكنها سمحت هذه المرة للكاميرات بتصويره وهو على فراش المرض.
ولم يمنع دخول
المرشد الأعلى المستشفى من التكهن حول من سيخلفه، خاصة أن المرشد سبق أن عولج في الماضي سرا من سرطان المثانة حسبما أوردت بعض التقارير. ولم يعيِّن خلفا له، حتى لا ينحسر الضوء عنه بحسب تقرير لصحيفة "
التايمز".
وقالت الصحيفة إن خامنئي يقود الثورة منذ وفاة المرشد الأول آية الله الخميني عام 1989، وأثار تعرضه لفقدان الوعي أثناء اجتماع واختفاؤه مدة أسابيع عن الحياة العامة العام الماضي سلسلة من التكهنات. ومن هنا ترى الصحيفة أن غيابا طويلا له أو وفاته سيفضي إلى معركة على من سيخلفه.
وبسبب ما جرى العام الماضي؛ منحت السلطات العملية الجراحية تغطية إعلامية وسمحت للصحف بالكتابة عنها. وتم تخصيص وقت في التلفزيون والإذاعات للدعاء له في صلاة الظهر، كما تحدث خامنئي لمراسلي التلفزيون الرسمي قبل العملية. وقال "لا حاجة لقلق الشعب ولكن هذا لا يعني عدم الدعاء" لي.
وتقول الصحيفة إنه سُمح للصحفيين بتصوير المرشد وهو على فراش المرض، وهذا يتناقض مع حالة السرية التي طبعت وعكات صحية أصابته من قبل، وزاره الرئيس حسن روحاني بعد العملية.
وأكد روحاني أن المرشد يكرِّس وقته للجمهورية الإسلامية حتى وهو على فراش المرض، وقال إنه أراد إلغاء زيارة له مقررة لطاجكستان، لكن المرشد طلب منه مواصلة أعماله بشكل عادي.
لكن منظر المرشد وهو على فراش المستشفى أحيا الحديث حول من سيخلفه. فالمرشد لم يشر إلى شخص مفضل يخلفه، وظل يلعب بدهاء بين الجماعات المتنافسة فيما بينها حتى يظل ممسكا بخيوط الجمهورية كحَكم أخير ونهائي في شؤونها.
وترى الصحيفة أن تعيين خليفة له قبل أن يضطر لهذا القرار سيحرف الانتباه عنه، ولهذا ظل الأشخاص الطامحون لخلافته يناورون ويداورون فيما بينهم وحوله.
وتعلق الصحيفة أن هذه الاستراتيجية مليئة بالمخاطر، فوفاته المفاجئة قد تؤدي إلى فراغ في السلطة ومعركة شديدة بين رجال الدين حول الخلافة.
ويرغب المتشددون في منع علي أكبر رفسنجاني، الرئيس الإيراني السابق من الوصول للسلطة وخلافة خامنئي. فحجة الإسلام رفسنجاني يتمتع بتأثير كبير، لكن الجناح المحافظ يمقته بسبب علاقاته مع المعسكر الإصلاحي. وكان المرشد الأعلى منعه من الترشح للرئاسة العام الماضي، مما دفعه إلى إلقاء ثقله وراء الإصلاحي حسن روحاني، والذي حقق فوزا ساحقا.
ويخشى المتشددون من قيادته، ويرون أنه سيقود البلاد نحو طريق التغريب ويقلص دور إيران إلى مجرد تابع للولايات المتحدة.
ويضم صف المتشددين مجتبى نجل خامنئي، والذي يتردد اسمه كخليفة محتمل لوالده، إلى جانب المتشدد محمد تقي مصباح يزدي.
ويعتبر آية الله يزدي من المعارضين بشدة للغرب. وكان من بين الداعين لتطوير برنامج نووي. ومن بين المفضلين لدى المتشددين للخلافة؛ أحمد خاتمي الذي يقود صلاة الجمعة في طهران. وهو من نصح آية الله الخميني بإصدار فتوى ضد كتاب سلمان رشدي "آيات شيطانية".