صحافة دولية

التايمز: داعش والظواهري في معركة لقيادة الجهاد العالمي

بدأ الخلاف عندما طلب الظواهري من البغدادي ترك سوريا
بدأ الخلاف عندما طلب الظواهري من البغدادي ترك سوريا
هل يمكن اعتبار شريط الدكتور أيمن الظواهري الذي بث الخميس، وأعلن فيه إنشاء فرع للتنظيم في الهند دليلا على التنافس بين تنظيم القاعدة و"تنظيم الدولة"؟

فبعد إعلان الظواهري في شريطه ومدته 55 دقيقة أعلنت حالة من التأهب العام في كل المدن الهندية، ويعتبر، بحسب صحيفة "التايمز" البريطانية، تطورا في المعركة بين التنظيمين الجهاديين للتسيد العالمي.

 ففي محاولة لاستعادة المبادرة من "تنظيم الدولة"، أعلن الظواهري أنه سيرفع راية الجهاد في  الهند. وقال الظواهري إن خطته الجديدة يجب أن تكون أخبارا جيدة للمسلمين في بورما والهند وبنغلاديش.

 وترى الصحيفة إن الإعلان وبوضوح يرد على تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق وإعلانه عن "الخلافة" في قلب الشرق الأوسط بشكل يهدد بأخذ مكان القاعدة كتنظيم دولي وقيادة للحركة الجهادية العالمية. 

وتوضح "التايمز" أن المعركة على السلطة تضع جيلين من المقاتلين الإسلاميين الذي عركتهم  المعارك في كل من العراق وسوريا أمام جيل من المحاربين القدماء الذين لم يعد لديهم أفكار جديدة لدعم وتقدم قضية الجهاد.

وتقول الصحيفة: "مع أن إعادة الخلافة كان واحدا من أهم أهداف مؤسس التنظيم أسامة بن لادن لكنه لم يتخذ الخطوات اللازمة لتحقيقها،فالخلافة في فكر القاعدة لن تظهر إلا بعد تطهير المجتمع المسلم بشكل عام".

ورفض "تنظيم الدولة"، والمعروف إعلاميا بـ"داعش"، الانتظار معلنا عنها على مساحات واسعة من سوريا والعراق والتي تعادل مساحتها مساحة بريطانيا العظمى. 

ويعتبر "تنظيم الدولة" نتاجا لفكر القاعدة ولتنظيم القاعدة في العراق الذي أنشأه أبو مصعب الزرقاي لقتال الأمريكيين، وكانت القاعدة في حينها التنظيم الأكثر سيادة والمعروف بجرأة مقاتليه.

وبحسب الصحيفة، فإن هجمات القاعدة على الولايات المتحدة عام 2001، تعتبر بداية النهاية لقدرات القيادة المركزية للقاعدة بعد قيام الناتو والولايات المتحدة بغزو أفغانستان وتدمير مراكز التنطيم مما حرم قادته من الملجأ الآمن.
 
واضطرت القيادة للإنتقال للباكستان حيث لوحقت هناك وقتلت الولايات المتحدة عددا من قياديها بالطائرات الموجهة، ثم نجحت إدارة أوباما باغتيال أسامة بن لادن زعيم القاعدة عام 2011. وحمل الراية من بعد القيادة المركزية تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن. ورغم أن بن لادن ظل مرجعية هذا التنظيم إلا ان بدأ يتجه وجهته الخاصة حتى قبل مقتل بن لادن، تقول الصحيفة.

في العراق أدت تصرفات الزرقاوي وعملياته الوحشية لتوبيخ من بن لادن، وبعد مقتل الزرقاوي في عام 2006 دخل التنظيم في عدد من المراحل حيث أصبح اسمه "الدولة الإسلامية في العراق" وقتل قادته من أبو عمر البغدادي حتى تولي أبو بكر البغدادي المنصب بعد خروج الأخير من السجون الأمريكية عام 2009. 

وتحدى أبو بكر إمرة الظواهري عندما طلب الأخير من البغدادي مبايعة زعيم جبهة النصرة لأهل الشام بزعامة أبو محمد الجولاني  باعتباره ممثل الظواهري في سوريا. لكن البغدادي رفض وقطع الصلة مع الظواهري.

ووتشير الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي كانت فيه جبهة النصرة منشغلة بالإطاحة بنظام بشار الأسد انتهز داعش الفرصة وأخذ بفرض قوانينه المتشددة، وهو ما أدى بصعوده مما أدى لتراجع نجم القاعدة. وطور قدرات على الحفاظ على الأرض وتمويل عملياته وبناء اقتصاد للدولة.

مقارنة مع القاعدة التي كانت تمول من أموال بن لادن الشخصية والمتبرعين الخاصين في الخليج، فقد اعتمد "داعش" في البداية على التمويل من خلال التبرعات لكن هذا المصدر من التمويل تراجع أمام كمية الأموال التي يحصل عليها من الإبتزاز والفدية مقابل الخطف وبيع النفط.

وتلفت "التايمز" إلى أن "تنظيم الدولة" أصبح يشبه حكومة أكثر من كونه جماعة إرهابية. ويدير البغدادي الدولة ومعه حكومة منضبطة وقيادة عسكرية ومجلس شورى ووزارة حرب ووزراء كل له وظيفته وأهمها وزراتي المالية والنفط. ويساعد البغدادي جنرالين مهمين من الجيش العراقي السابق وتحتهما يأتي حكام الولايات. وترك التنظيم المهام اليومية للمسؤولين المحليين حتى لا يقوم بتهميش السكان.

واستطاع التنظيم من خلال وسائل التواصل الإجتماعي وقدرته الدعائية على نشر رسالته بين الجهاديين الشباب الذين ينتظرون حول العالم مما جذبهم إليه أكثر من تنظيم القاعدة. ورغم التحذيرات التي تطلق حول خطر الجهاديين الأجانب ممن يقاتلون في صفوفه فقد اظهر التنظيم اهتماما قليلا لضرب المصالح الغربية.

 وتبين الصحيفة إلى أن الحال قد يتغير مع تزايد التدخل الغربي في العراق وسوريا بعد قتل الصحافيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف.

بعيدا عن العراق وسوريا تعيد القاعدة تنظيم صفوفها وتركز كثيرا على التوسع كما في إعلان الظواهري فرع الهند، ولا تزال القاعدة تمثل تهديدا حقيقيا للغرب حسب المحللين. مع أنها لم تقم بعملية كبيرة منذ سنوات ولا تزال ناشطة على الحدود الباكستانية والأفغانية. ويعتبر تنظيم القاعدة في اليمن من الفروع القادرة على شن هجمات ناجحة ضد إمريكا من خلال ضرب الطائرات. 

وتؤكد الصحيفة أن فرع التنظيم في شمال إفريقيا يواصل العمل وإن بشكل محدود أي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وبالنسبة لحركة الشباب الإسلامي الصومالية فلا تزال على صلة مع القاعدة وكذا حركة بوكو حرام التي سيطرت على عدة بلدات في شمال نيجيريا.
التعليقات (0)