خدمات الرعاية الصحية الحكومية، في
زامبيا تعاني على نحو متزايد عجزا في الأطباء، وغيرهم من العاملين الصحيين، والاختصاصيين من جراء تدني الأجور، وانعدام فرص العمل، وظروف العمل الصعبة.
وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، قال وزير
الصحة،
الطبيب جوزيف كاسوندي، إن "أكثر من نصف العاملين الصحيين الذين دربتهم الحكومة، ومنهم الأطباء والممرضات، والخبراء الآخرين في قطاع الصحة، تركوا المستشفيات والعيادات العامة، من أجل البحث عن فرص عمل أفضل على مدى العقود الماضية".
وأضاف الوزير أن "معدل الرحيل مستمر في الزيادة، ومعظم الأطباء يغادرون (المستشفيات الحكومية)، للانضمام إلى المستشفيات الخاصة والعيادات أو المنظمات الدولية غير الحكومية في البلاد".
وتابع: "والبعض تحديدا يضعون نصب أعينهم الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة".
ووفقا لكاسوندي، كثيرا ما تغرى الأطباء الزامبيين العروض السخية -وظروف عمل أفضل- ليس بوسع الحكومة الزامبية أن تباريها.
وأشار إلى أن المستشفيات والمراكز الصحية في البلاد التي تعاني ظروفا سيئة، هي التي تقع غالبا في المناطق الريفية.
وأعرب وزير الصحة عن أسفه قائلا: "مراكزنا الصحية ومستشفياتنا الريفية، تركت الآن في أيدي صغار الممرضات، لأن الممرضات الأكثر خبرة إلى جانب غيرهن من الممرضات، والأطباء ذوي المهارات العالية، قد رحلوا".
ولفت إلى أنه "في بعض الأحيان، يتم العناية بالمرضى من قبل الأشخاص، الذين توظفهم الوزارة، للحفاظ على النظافة في المستشفيات والعيادات".
وقال "كاسوندي" إن "قطاع الصحة في زامبيا حاليا يعمل بأقل من 50% من قدرته، بمعدل حوالي طبيب واحد لكل 20 ألف
مريض، فيما توقفت نسبة الممرضات إلى المرضى، في الوقت الراهن عند ما يقرب من ممرضة واحدة لكل 1500 مريض".
وأضاف: "إذا تبقى طبيب واحد فقط، بينما كان من المفترض أن يكون هناك ثلاثة، سيضطر المرضى إلى الانتظار فترة أطول قبل أن يعتني بهم الأطباء، وفي بعض الأحيان، ينتهي المطاف بتعساء الحظ بالموت في الطوابير، وهم ينتظرون دورهم".
على الرغم من أن جون بواليا، زامبي (37 عاما)، تم تشخيص إصابته/ حالته، قبل سبعة أشهر بمشكلة في القلب تتطلب رعاية فورية، فإنه ينتظر رؤية الطبيب حتى الآن.
وقال "بواليا"، لوكالة الأناضول: "أحضروني هنا إلى المستشفى التعليمي الجامعي قبل سبعة أشهر".
وأضاف: "لكن على الرغم من أنه من صعوبة الوصول إلى المستشفى، تبدأ المشاكل الحقيقية بمجرد دخول المريض".
وأعرب "بواليا" عن أسفه قائلا: "منذ أدخلت إلى المستشفى، وأنا في انتظار رؤية الطبيب، وللأسف أصبت بمرض آخر أثناء الانتظار".
وتابع وعيناه مغرورقتان بالدموع: "الوقت الراهن أنا لا أعرف أي من هذين
المرضين سيتسبب في قتلي".
ولم يكن مواطنه، تيري فيري، (65 عاما)، أفضل حظا.
وقال "فيري"، لوكالة الأناضول، "نحن نتحمل مشقة السفر إلى المدن، ولكن عندما نصل إلى هناك (إلى المستشفى)، نتلقى القليل من الاهتمام أو لا نتلقى أي اهتمام، لأن الأطباء لا يتوفرون بسهولة".
واعتبر "فيري"، الذي أمضى أربعة أيام في السفر إلى المستشفى التعليمي الجامعي، لعلاج مرض في القلب يعاني منه ابنه، أنه كان سعيد الحظ لامتلاك ما يكفي من المال للوصول إلى هناك.
وأضاف: "لكن العديد من القرويين الأشد فقرا الذين لم يروا طبيبا واحدا أو العاملين الصحيين الذين دربتهم الحكومة لأكثر من عام يموتون في منازلهم".
ومضى قائلا: "هذا هو الواقع في قريتنا، حيث لا يستطيع الناس الحصول على الرعاية المناسبة، لعدم توفر إما الدواء أو الأطباء" وأضاف فيري.
واشتكى أيضا أنه بعد أشهر من محاولة العثور على طبيب لفحص ابنه البالغ من العمر 16 عاما، لم يتوفر في الصيدليات المحلية الدواء الموصوف من قبل هذه الأخير.
وتابع: "للأسف، ليس هناك دواء. ونصحتني الممرضات هنا بانتظار نفس الطبيب ليتمكن من تغيير الدواء".
واختتم بالقول متسائلا، بينما كان ينظر في عجز إلى ابنه المريض: "المشكلة التي تواجهنا الآن، هي كم عدد الأسابيع الإضافية التي سأضطر لانتظارها قبل أن أتمكن من رؤيته (الطبيب) مجددا؟".