قال نائب رئيس الوزراء البريطاني ورئيس حزب الليبراليين الديمقراطيين نيك كليج، إن الوقت قد حان للحكومة
الإسرائيلية كي تتحاور مع القيادة السياسية في حركة حماس من أجل حقن الدماء لدى الطرفين.
وقال كليج في مقالة له بصحيفة الجارديان، أمس السبت، إنه يتألم لرؤية المعاناة اليومية للفلسطينيين في
غزة، وإنه بدون المعونات الدولية لعاش نصف سكان غزة بدون طعام، وإنه حتى الملاجئ التابعة للأمم المتحدة لم تعد آمنة للمدنيين. ووصف كليج العملية العسكرية الإسرائيلية بأنها غير متناسبة مع قدرات الجانب الفلسطيني، وأنها أدت إلى المعاناة الجماعية للفلسطينيين بسبب تزامنها مع استمرار الحصار.
وتابع كليج أن صواريخ حماس لن تكسر عزيمة إسرائيل، وأن الغارات الإسرائيلية لن تنهي المقاومة الفلسطينية أبدا، "حتى إذا نجحت إسرائيل في تدمير حماس فبدون شك سوف تظهر حركة أخرى مماثلة من تحت أنقاض الشقاء واليأس في قطاع غزة. وكما هو الحال في أيرلاندا الشمالية والبوسنة والصراعات المشابهة فالمعادلة الصفرية لن تجلب السلام".
وقال إن الحكومة الإسرائيلية يجب أن تتعلم من خبرتها السابقة أن "أي شعور بالاستقرار سيكون قصير الأمد".
ومدح كليج الرئيس الاسرائيلي الأسبق شمعون بيريز الذي دعا في الأيام الأخيرة إلى وقف الحملة العسكرية، وقال إن القيادات الفلسطينية والإسرائيلية يجب أن تتحلى بالشجاعة وتحذو حذوه.
وأضاف أن وقف إطلاق النار فحسب لن يجلب السلام، ولكن يتعين على إسرائيل، إذا أرادت الأمن الدائم لشعبها، أن تستخدم إرادتها السياسية بدلا من قوتها العسكرية لوقف دائرة العنف.
ووجه حديثه للحكومة الإسرائيلية قائلا: "يجب على رئيس الوزراء نتنياهو الآن أن يضع المصلحة الاستراتيجية الإسرائيلية على المدى الطويل فوق المكاسب التكتيكية العسكرية قصيرة الأجل، فقد حان الوقت أن تتحاور الحكومة الإسرائيلية مع القيادة السياسية لحركة حماس في غزة. ويجب أن تغير إسرائيل الآن من موقفها الرافض للتعامل مع حكومة الوحدة التي يرأسها عباس بسبب وجود حماس بها".
وأكد كليج أنه ليس أول من يدعو إلى هذا الأمر. ففي عام 2008 دعا رئيس الاستخبارات الإسرائيلية الأسبق افرايم هاليفي إلي نفس الشيء، من منطلق أن حماس لن ترضخ أبدا بالرغم من الخسائر التي حلت بها، وبالتالي فهناك حاجة إلى منهج آخر. والآن يرى كليج أن الاتصال المباشر مع حركة حماس أصبح أكثر إلحاحا.
ويوضح كليج أن إسرائيل لن تستطيع تدمير "المعارضة الفلسطينية المسلحة"، ولكنها "تملك فرصة الوقيعة بين الجناحين السياسي والعسكري في الحركة".
كما أن أي تحرك إسرائيلي مفاجئ في هذا الاتجاه سوف يجلب لها الدعم العالمي.
ويعلل كليج موقفه قائلا إن العمليات العسكرية الإسرائيلية المتكررة فشلت في وقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية، وبالتالي فهناك حاجة إلى أسلوب مختلف في التعاطي مع الجماعات المسلحة الفلسطينية، على حد قوله.