في الوقت الذي بدأت فيه المرحلة الثانية من الصراع السياسي في
العراق، وهي معركة انتخاب رئيس الجمهورية بعد انتخاب رئيس البرلمان، عاد الرئيس العراق
جلال طالباني إلى محافظة السليمانية شمال العراق، بعد رحلة علاجية في ألمانيا استمرت لأكثر من عام ونصف.
وأصيب الطالباني بوعكة صحية في الـ17 من كانون الأول/ ديسمبر 2012، أدخل على إثرها مستشفى مدينة الطب ببغداد، وبعدها نقل لاستكمال العلاج في إحدى المستشفيات الألمانية.
و أكد نائب رئيس حكومة إقليم كردستان قوباد طالباني أن "الرئيس طالباني يتمتع بصحة جيدة بعد تماثله للشفاء"، وأنه "سيعود إلى أرض الوطن".
ودعا قوباد طالباني المواطنين إلى "الاحتفال بعودة الرئيس طالباني بعيدا عن اطلاق الأعيرة النارية".
وأكد النائب عن التحالف الكردستاني عبد العزيز حسن في تصريح صحفي، أنه "وفق التوافقات السياسية فإن منصب رئيس البرلمان هو للمكون السني، والجمهورية للمكون الكردي، ورئاسة الوزراء للشيعي".
وأكد حسن أن "الترشح لرئاسة الجمهورية مفتوح لكل العراقيين، لكن يبقى هذا المنصب للأكراد حتى وإن رشح أكثر من (20) شخصية خارج التحالف الكردستاني"، وأن "المنصب سيكون تحديداً للاتحاد الوطني الكردستاني، حزب الرئيس جلال طالباني، بحسب توزيع المناصب بين مكونات التحالف الكردستاني".
وعلى صعيد ذي صلة، فقد أفاد مصدر مقرب من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بأن هيرو إبراهيم عقيلة جلال طالباني، رشحت كلا من فؤاد معصوم وعدنان المفتي لشغل منصب
رئاسة الجمهورية، منهية بذلك الجدل الدائر حول ترشح كل من برهم صالح ونجم الدين كريم.
وحول موضوع عودة طالباني إلى العراق، قال الإعلامي العراقي مصطفى كامل، مسؤول موقع "وجهات نظر": "أنا أعتقد أن طالباني، حينما كان مجرد زعيم فصيل سياسي، (سواءً اختلفنا معه أو اتفق آخرون) فقد كان له وزن سياسي واعتبار، أما حينما أصبح في الموقع الذي نصبه فيه الاحتلال الأميركي- الإيراني المشترك، فإنه فقد كثيراً من وزنه السياسي واحترامه؛ حتى لدى مؤيديه، لكنه اكتسب فقط مزيدا من الوزن المادي، حينما زاد وزن جسمه وحينما زاد حجم ثروته".
وبخصوص احتمالية ترشح طالباني لرئاسة الجمهورية ثانية قال كامل: "لا أعتقد أن طالباني يمكن أن يليق ببلد كالعراق، هذا من جهة؛ ومن جهة ثانية فإن وضعه الصحي لن يسمح له بذلك".
وأضاف كامل: "في كل الأحوال، سواء رشح، أم لم يرشح، فإن واقع الحال يؤكد أن أكثر من نصف مساحة العراق لم تعد خاضعة للسلطة العميلة، التي جاء بها الاحتلال الأميركي- الإيراني المشترك. وهذا يعني أن أي منصب في هذه العملية السياسية الاحتلالية لم يعد ذا معنى لدى سكان هذه الأراضي التي قلنا إنها أكثر من نصف العراق".
وفي تطور لاحق، قال عضو كتلة التحالف الكردستاني محما خليل، مساء الجمعة، في تصريح صحفي، إن "مرشح القوى الكردستانية لمنصب رئيس الجمهورية سيسلم إلى رئاسة مجلس النواب الاثنين المقبل، وإن القوى الكردية اتفقت فيما بينها على التصويت على المرشح".
الجدير بالذكر أن رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، أعلن الثلاثاء الماضي، عن فتح باب
الترشيح لرئاسة الجمهورية أمام جميع المواطنين اعتباراً من يوم غد، وقال الجبوري أثناء ترؤسه، جلسة البرلمان إن "باب الترشيح لرئاسة الجمهورية سيكون مفتوحاً أمام جميع المواطنين ابتداء من يوم غد الأربعاء ولمدة ثلاثة أيام"، مؤكداً على أن "منصب رئيس الجمهورية ليس حكراً على الكتل السياسية".
والسؤال الذي يثار هنا - في ظل هذا التسارع في ملف ترشيح رئاسة الجمهورية في العراق: هل سيعود الطالباني رئيساً للعراق أم لا؟!
ربما ستكون الأيام المقبلة مليئة بالكثير من المفاجآت المتعلقة بمسار السباق الرئاسي في العراق.