أوقفت قوات الأمن
الجزائرية، الجمعة، مسيرة شعبية، انطلقت من مسجد "المؤمنين" بحي بلكور بالعاصمة، تنديدا بسماح الحكومة الجزائرية بإعادة فتح المعابد اليهودية وبأعمال الدمار والقتل والتشريد ضد أهالي
غزة، من قبل العدوان الإسرائيلي.
ولم تسمح مصالح الأمن الجزائرية، للمئات من المصلين بعد صلاة الجمعة، بالسير باتجاه وسط العاصمة، تنديدا بقرار وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، السماح بنشاط المعابد اليهودية، والكنائس المسيحية.
وكان قرار المسيرة قد اتخذ قبل أسبوع، لكن العدوان على غزة وسقوط ضحايا ومشاهد الدم و الدمار فرض على المنظمين إضافة شعارات منددة بالعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، من اجل التنديد ، ب"الأفعال الشنيعة المرتكبة من قبل قوات الاحتلال ضد أطفال ونساء وشيوخ أبرياء عزل".
ونظمت المسيرة المبطلة، من قبل "جبهة الصحوة الحرة الإسلامية السلفية " بالجزائر، وقال رئيس الجبهة، الشيخ حمداش عبد الفتاح زراوي ل"عربي21 "، الجمعة " دعونا إلى تنظيم مسيرات لتنطلق من كل مسجد بالبلاد تنديدا بالعدوان على أهلنا بغزة.. إن دماء المسلمين مستباحة من طرف أعداء الله اليهود الصهاينة أعداء الدين..".
وأضاف عبد الفتاح "كذلك جئنا من اجل الاحتجاج ضد قرار فتح معابد اليهود في الجزائر". مشيرا إلى أن "اليهود فرحوا لما سمعوا قرار الحكومة الجزائرية بإعادة فتح المعابد اليهودية، واعتبروه نصرا تاريخيا لهم، ونحن المسلمون نعتبر اليهود محاربين للإسلام وللشعب الجزائري ".
وكان وزير الشؤون الدينة و الاوقاف، محمد عيسى، أعلن الخميس، الثالث من يوليو تموز، أن قانونا جديدا بصدد التحضير جار من أجل السماح باعادة فتح المعابد اليهودية التي أغلقت في التسعينات لدواع أمنية.
وردا على منتقدي قراره، قال محمد عيسى إن الوزارة "مسؤولة عن كل الديانات وليس الإسلام فقط".
وسخرت مصالح الأمن الجزائرية، درع من عناصرها من أجل توقيف سير المصلين، الذين رددوا شعارات تندد بالعدوان على غزة من جهة، ومن جهة أخرى، تستنكر السماح بفتح المعابد اليهودية بالبلاد.
وأثار قرار فتح المعابد اليهودية، والكنائس المسيحية من قبل وزارة الشؤون الدينية، موجة استياء شديدة من قبل قطاع واسع من الجزائريين، وتنامت موجة غضبهم أكثر منذ بدء العدوان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة.
وقال مروان لوناس، المحلل السياسي الجزائري ل"عربي21" السلطات سمحت للملايين من الجزائريين الخروج للتظاهر أكثر من مرة احتفالا بإنجازات المنتخب الوطني لكرة القدم والتي نفخر بها، بل إن كل الحواجز الأمنية ترفع أمام مواكب المحتفلين، لكن السلطات ذاتها تتعامل بخشونة شديدة وترفض السماح لأي
مظاهرة تدافع عن قضية مبدئية لها علاقة مثلا برفض العهدة الرابعة أو التضامن مع غزة".
و طالبت الجزائر، الجمعة، المجتمع الدولي بالتحرك الفوري من أجل وقف أعمال العنف والتصعيد الوحشي على الشعب الفلسطيني.
وأفاد بيان لوزارة الخارجية الجزائرية إن هذه "الهجمات الشرسة لم يكن لها أن تبلغ هذا المستوى من الترهيب للفلسطينيين والتضييق على أبسط حرياتهم لولا الصمت المذنب للمجتمع الدولي الذي شجع الاحتلال على التمادي في سياسته التعسفية، التوسعية والإجرامية".
وجاء في البيان نفسه، أن " الجزائر التي ترى في هذه الاعتداءات المستجدة، مشهدا إضافيا لمسلسل لا يكاد ينتهي من الجور والاستبداد والتقتيل، تدعو ب(إصرار) كل الدول وكافة الهيئات والمنظمات الدولية التي تقع على عاتقها مسؤولية حماية أرض وشعب فلسطين من الغطرسة الإسرائيلية إلى العمل على فرض احترام قواعد ومبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة وكل التشريعات الدولية ذات الصلة التي تضمن للشعب الفلسطيني الأعزل حقه في العيش الآمن".
لكن الكثير من الجزائريين لا تروق لهم بيانات وزارة الخارجية لما يتعلق الامر بنصرة غزة، فقد رفعت اليوم هتافات بمسيرة اخرى، قام بها مناضلوا " حركة مجتمع السلم" المعارضة، بعد صلاة الجمعة، يدعوا أصحابها، حكومة بلادهم الى تسليحهم من اجل الجهاد ضد العدو الصهيوني.
وقال منير، احد منظمي المسيرة ل"عربي 21" الجمعة، " اليوم خرجنا لنندد ونستنكر العدوان الاسرائيلي الغاشم على اهلنا في فلسطين، و الجمعة المقبلة سنخرج لنطالب بالسلاح لقتال العدو الصهيوني".
وأفاد سفيان خمري، مواطن ضمن المسيرة ل"عربي21"،الجمعة، " بلغوا اصدقائكم إنه ابتداء من يوم الجمعة القادم انشاء الله سوف يكون هناك تجمع لكل الشعب الجزائري في كل ساحة ولاية بكل ربوع الوطن من أجل إنقاذ إخواننا في فلسطين".
وهتف سفيان صارخا" فلسطين تنادينا.. نطالب الحكومة الجزائرية بالتدخل العسكري و نحن مستعدون لذلك، فإذا كانت الجزائر تحوز على الأسلحة الروسية و لم نستخدمها اليوم فمتى نستخدمها".