تعددت المواقف من السياسي
اللبناني الأمريكي فؤاد
عجمي عقب وفاته، الأحد الماضي، بعد صراع مع المرض بين منتقد لمواقفه الداعمة لتيار المحافظين الجدد في أمريكا وبين متفهم لدوافع هذه المواقف.
ففي الوقت الذي وصفه الصحافي أسعد أبو خليل بأنه "أول عربي يجاهر بصهيونيته" قال عنه الصحفي اللبناني يزيد الصايغ إنه "يمثل أول تعبير عن تعدد المسائل العربية على قاعدة وطنية" دون إخفاء انتقاده لـ"تماهيه" مع المواقف الإسرائيلية.
وتعود أصول عجمي إلى بلدة أرنون في الجنوب اللبناني والتي هاجر منها بعد الدراسة الثانويّة إلى الولايات المتحدة عام 1963 وانتسب حينها إلى كليّة بشرق أوريغون قبل أن ينتقل إلى جامعة واشنطن في سياتل للتخصّص في العلوم السياسية.
ودأبت عدد من وسائل الإعلام الخليجية على وصفه بالطائفي وسفير (قم) في واشنطن.
ويعرف عن عجمي دعوته الإدارة الأمريكية إلى عدم الخوف من استلام
الشيعة الحكم في البلاد العربية، لأنّ الشيعة سيتغيرون عندما يصبحون حكاما على حد وصفه. كما دعاها إلى القبول بالطريقة غير السلمية لوصول الشيعة للحكم. وفق موقع "جنوبية" اللبناني.
نشر الموقع تقريرا عن عجمي جاء فيه أنه كان يرى أنّه يجب أن يُعطي الغزو الأمريكي للعراق الفرصة للشيعة للاستيلاء على السلطة وكان من المتحمسين لغزو العراق. وقد زار العراق ستّ مرات التقى في إحداها بالمرجع الشيعي الأعلى السيد السيستاني كما التقى المالكي وغيره. ويُعتبر أحمد الجلبي وأياد علاوي وبرهام صالح من حملة أفكاره في العراق وفقا لموقع "جنوبية" الشيعي اللبناني.
وسبق ذلك دعوته إلى عدم تدخّل أمريكا في لبنان بعد أحداث 7 أيار 2008 وقبلها أصدر كتابا عن موسى الصدر الذي اختفت آثاره في ليبيا عام 1986، وقدّم له نبيه بري.
وعرف عن عجمي هجومه الشرس على القومية العربية وقال إنّ العروبة هي "هيمنة سّنية متسربلة بثوب علماني" معتبرا إياها "خطرا إيديولوجيا بعد زوال الشيوعية ويجب إزالتها وإسقاط طغاة العالم العربي الذين يحكمون باسمها".
ودأب عجمي على الترويج لأمريكا على أن لها الدور والمسؤولية في نشر الحريات حول العالم، وأنّ قدرَها أن تقوم بدور الخفارة في ذلك النوع من العالم (العربي) حيث الديموقراطية دائما قضية خاسرة "لأنّهم ليسوا جديرين بها وهي ليست مرغوبة عندهم" على حد قوله.
وخلال الربيع العربي، صبّ جام غضبه على سياسات الرئيس الأميركي باراك أوباما، ووصفه بـ"المتلاعب خطابيا حيث يظهر أنّه يقول كلّ شيء وفي الواقع لا يقول شيئا".
ورأى بعض النقاد بـ"أنّه الشخص الوحيد الذي صفع أوباما صفعات سياسية وثقافية ساخنة أدارت رأسه، خصوصا في الملف السوري، حيث أعاد روسيا إلى المنطقة بعد خروجها في أعقاب الحرب الباردة".
وكان معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط نعى عجمي بوصفه أحد الباحثين العاملين فيه.