انضم
سفراء بريطانيون سابقون إلى حملة تدعو لتنحية رئيس الوزراء البريطاني السابق
توني بلير، عن دوره كمبعوث اللجنة
الرباعية في
الشرق الأوسط التي تشرف على جهود التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بعد محاولاته الأخيرة "إعفاء نفسه" من مسؤولية الأزمة في العراق.
وفي رسالة نظمها صانعو فيلم "قتل توني بلير"، وجاء فيها أن غزو العراق عام 2003 هو السبب في صعود "الأصولية والإرهاب في بلد لم يعان منها من قبل".
ووقع على الرسالة سفير بلير السابق في إيران سير ريتشاد دالتون الذي وصف جهود رئيس الوزراء السابق كمبعوث خاص للشرق الأوسط بأنها "لا قيمة لها".
ووقع عليها أيضا السفير البريطاني السابق في ليبيا أوليفر مايلز الذي عمل فيها عام 1984، عندما ساءت العلاقات بين البلدين على خلفية مقتل الشرطية إيفون فليتشر أمام السفارة الليبية في لندن، وكذا وقع عليها كريستوفر لونغ، سفير لندن في القاهرة في الفترة ما بين 1992- 1995.
وممن وقع عليها أيضا عمدة لندن السابق كين ليفنجستون، والناشط والمحامي في حقوق الإنسان مايكل مانسفيلد، والبارونة السابقة عن حزب الليبراليين ليدي تونغ، التي استقالت من الحزب عام ،2012 بعد أن قالت إن إسرائيل لن تبقى للأبد، وكذا وزير السجون السابق عن حزب المحافظين كريسبين بلانت، وجورج غالوي النائب عن حزب ريسبكت، والنائبة عن حزب الخضر كارولين لوكاس، والمعلق في صحيفة "ديلي تلغراف" بيتر أوبورون.
ورفض متحدث باسم بلير الرسالة على أرضية أن معديها يمثلون "تحالفا من اليمين واليسار المتطرف" والذين يعارضون "غريزيا" رئيس الوزراء السابق.
وأعدت الرسالة قبل مرور سبعة أعوام على تعيينه كمبعوث للرباعية في الشرق الأوسط. وذكرت الرسالة أن إنجازات رئيس الوزراء لا قيمة لها وبلير متهم بمحاولة إرضاء إسرائيل. وتضم الرباعية الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا.
وجاء في الرسالة أيضا: "نحن، مثل الكثيرين غيرنا نشعر بالرعب من انزلاق العراق نحو الحرب العنف الطائفي الذي يهدده كأمة وكذا أمن جيرانه، ونشعر أيضا بالفزع من محاولات توني بلير الأخيرة، لإعفاء نفسه من المسؤولية عن الأزمة الحالية من خلال عزله عن حرب العراق".
و"في الواقع كان الغزو والاحتلال للعراق كارثة سبقت الأخيرة التي عملها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). فالعنف الطائفي المسؤول عن الثمن الإنساني للحرب الذميمة جاء في جزء منه بسبب تقسيم القوى المحتلة نظام البلد السياسي بناء على الخطوط الطائفية".
وتضيف الرسالة أنه "من أجل تبرير الاحتلال، قام توني بلير بتضليل الشعب البريطاني من خلال زعم ارتباط صدام حسين بتنظيم القاعدة. وفي ضوء الأحداث الأخيرة فإن هناك مفارقة قاسية للشعب العراقي أن يكون ميراث الغزو الباقي هو صعود الأصولية الإرهابية في بلد لم يعان منها من قبل. ونعتقد أن بلير، كمدافع قوي عن الغزو يجب أن يتحمل مستوى من مسؤولية آثاره".
ويقول الموقعون إن بلير فشل كمبعوث للرباعية في تحقيق أي تقدم مع اعتراف الموقعين بأن تفويضه محدود ويقتصر على بناء الحكم في السلطة الوطنية.
وتقول الرسالة: "حسب رأينا، وبعد سبعة أعوام، فإن إنجازات بلير لا قيمة لها، حتى وبتفويضه المحدود، وهو الترويج لتطوير الاقتصاد لدى الفلسطينيين. وأكثر من هذا فإن الانطباع الذي نشأ بتعيينه أدى لعرقلة أية محاولات للتوصل إلى سلام دائم".
وبعد "سبعة أعوام هناك 500 حاجز تفتيش في الضفة الغربية، وتضررت غزة بشكل كبير بسبب القصف الإسرائيلي عام 2009 ولا تزال تعيش كارثة إنسانية، فيما يعتمد ما نسبته 80% من سكانه على الدعم الخارجي للعيش، وتواصل إسرائيل بناء المستوطنات غير الشرعية حسب القانون الدولي، وبحسب المفاوض الفلسطيني السابق نبيل شعث "حقق توني بلير القليل بسبب جهوده الصارخة لإرضاء إسرائيل".
وانتقدت الرسالة مصالح بلير التجارية "تصرف توني بلير واهتماماته الخاصة تدعو للتساؤل وكونه مناسبا للدور الذي عين من أجله، فقد انتقد بلير بشكل كبير لغياب الشفافية وطريقة إدارته أعماله وتمويله الخاص، وللخطوط المتداخلة بين عمله العام كمبعوث دبلوماسي ودوره الخاص في مؤسسة توني بلير واستثماراته في جي بي مورغان تيشس". وكتبت الرسالة لكل من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وسيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، وبان كي مون ، الأمين العام للأمم المتحدة وكاثرين آشتون، مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي.
وقال السفير المتقاعد أوليفر مايلز الذي لاحظ في عام 2009 أن اثنين من أعضاء لجنة تشيلكوت للتحقيق في حرب العراق كانا يهوديين، وقال "توني بلير الرجل الخطأ للوظيفة الخطأ. الرجل الخطأ لانه مرتبط بحرب العراق وانتقد بسبب تركيزه على قراءة التقارير الأمنية بطريقة مقلوبة، وبشكل متساو فشله في تحضير خطة للسلام بنتائج نشاهدها اليوم. أما الوظيفة الخطأ، لأن إصلاح الاقتصاد الفلسطيني يبدو جيدا، لكنه يتجنب القضايا المهمة: القمع والبؤس الذي يسببه الاحتلال وهذا ما يجب على الرباعية التصدي له، سبعة أعوام حان الوقت لإطلاق الصافرة".
أما كريسبن بلنت فقد قال: "حان الوقت لإنهاء الفروسية الشخصية لتوني بلير كمبعوث للرباعية بعد إدارة كارثية لمكتبه في الشرق الأوسط، فدوره كمبعوث تم تحييده سياسيا مع بداية عمله، وأصبح الآن عائقا عن الحاجات الأساسية لتحقيق سلام شامل".
وقال جورج غالوي: "بدأت بإجراءات برلمانية لمحاكمة توني بلير للكذب على البرلمان، وسيصوت على الإجراء في نهاية العام، وموقعه كمبعوث ينهار مثل دولة العراق التي ساعد على تدميرها، وموقعه كمبعوث لا يمكن استمراره".
وعلق متحدث على الرسالة بأنه هجمات من أشخاص معروفين بعدائهم الكامن لبلير "وهي غير مفاجئة ولا تستحق الرد".