صحافة دولية

فايننشال تايمز: كيف يمول تنظيم "داعش" نشاطاته؟

مقاتلون في تنظيم "داعش" (أرشيفية) - أ ف ب
مقاتلون في تنظيم "داعش" (أرشيفية) - أ ف ب
تناولت صحيفة  "فايننشال تايمز" البريطانية الآلية التي يعتمدها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" من أجل توفير التمويل لعناصره وعملياته، في وقت تثور فيه الكثير من الأسئلة في الأوساط السياسية حول هذه القضية، حيث تتوزع النظريات من اليمين إلى اليسار.
وزعمت الصحيفة بأن التنظيم يعتمد في تمويل نفسه على "نشاطاته الإرهابية"، مشبهة إياه بـ"شركة وجمعية خيرية وحكومة في نفس الوقت.. واستطاع تمويل نشاطاته عبر شبكة في الداخل والخارج وتعود لسنوات". 

وزعمت الصحيفة أن ما أسمته "نجاح التنظيم والسرعة الفائقة التي سيطر فيها على شمال العراق في الأيام الأخيرة ووضع البلاد على حافة الحرب الأهلية جاء نتيجة لنشاطات تجارية واسعة ومربحة في الوقت نفسه وتم بناؤها عبر السنين".

وقالت الصحيفة إن "سيطرة المسلحين على مدينة الموصل والأموال التي حصلوا عليها من البنك المركزي في المدينة، وتقدر بحوالي 225 مليون دولار أمريكي، استفاد "داعش" منها، وشكلت لديه ثروة لا تنافسه فيها أي جماعة أخرى". 

وبحسب آون زيلين من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى: "ربما كانوا من أكثر الجماعات الإسلامية المسلحة ثراءً"، وهم "يحصلون على تمويلهم من تهريب الأسلحة والاختطاف والفدية، وتزوير العملات، ومصافي النفط، وتهريب الآثار والضرائب التي يجنونها من المناطق الواقعة تحت سيطرتهم ونقاط التفتيش أو من الناس العاديين"، على حد قوله.

وأشار الكاتب إلى أن سكان مدينة الرقة قالوا إن المقاتلين احتفلوا بالسيطرة على مدينة الموصل برمي النقود في الهواء ومسيرات بسيارات "الهمفي" الأمريكية التي غنموها من قواعد الجيش العراقي. 

ونقل عن مواطن في المدينة قوله: "كانوا يرمون قطع العملة النقدية 200 ليرة، ويدورون بعربات "الهمفي" في الشوارع، وقمت بنفسي بإحصاء 50 عربة".

واعترف جونز أن بناء صورة حقيقية عن قدرات "داعش" و"ماليتها" أمر صعب. 

ولكنه بنى معلوماته وفق "لقاءات مع مسؤولين أمنيين في المنطقة وتحليل للمعلومات المتوفرة، ما أظهر صورة عن تنظيم دقيق في بناء ماليته وإدارة عملياته المالية".

ويشار إلى أن إيران تتهم السعودية بتمويل تنظيم "داعش" ودعمه بما يلزم للقيام بعملياته في سوريا والعراق، في حين تقول أطياف واسعة في المعارضة السورية إن تنظيم "داعش" موال لنظام الرئيس بشار الأسد وأن استخبارات إقليمية تقف وراء هذا التنظيم، كما يوافقهم القول أبناء العشائر بأن "داعش" ينفذ "مخططات المالكي وحليفه الأسد"، وفق المجلس العسكري لثوار العشائر.

ويقول تشارلس ليستر من معهد بروكينغز الدوحة إن معظم الحركات المسلحة تعتم على عملياتها المالية وتتحكم بمصادرها، وعادة ما تكون سرية، لكن "داعش" تدير ماليتها عبر مستوى من البيروقراطية، وتحتفظ بحسابات وسجلات عن الأموال، ولديها قنوات متعددة للمحاسبة. ويقدر مسؤول أمني مالية التنظيم بمئات الملايين إن لم تكن مليار دولار أمريكي، ولم يتسن التأكد من صحة هذه المعلومات.

ويقول زيلين :"اتخذوا  قرارا بتحقيق الاستقلال المالي"، على حد زعمه، مضيفا أنهم "يريدون جماعة تعتمد على نفسها، ولا يريدون الاعتماد على أي جهة كانت". 

ويضيف جونز أن النفط هو في قلب نشاطات التنظيم، حيث "قاتل في معارك مرة بسوريا مع الجماعات الراديكالية الجهادية، خاصة المرتبطة بالقاعدة جبهة النصرة للسيطرة على آبار النفط". 

وفي المنطقة المحيطة بالرقة يقوم" داعش" باستخراج 30.000 برميل نفط يوميا حسب تقارير استخباراتية غير دقيقة. 

وهذه الكمية قليلة مقارنة مع 300.000 برميل كانت تستخرجها حكومة النظام السوري، "ومع ذلك توفر للتنظيم مصدرا للدخل لا بأس به"، بحسب جونز. 

وأضافت الصحيفة أنه "يتم بيع النفط من خلال وسطاء، وينقل بعد ذلك لتركيا، ويتم تهريب كميات كبيرة منها للعراق". 

وعثر المسؤولون الأتراك على أنابيب نفط بدائية مطمورة تحت الأرض لتهريب النفط عبر الحدود. 

وأوضحت الصحيفة أن تنظيم "داعش" يبيع النفط لنظام الأسد، وذلك حسب عدد من التقارير المستقلة، فالنظام يبقي على الكهرباء في المناطق التي يسيطر عليها "داعش" مقابل حصوله على براميل للنفط. 

وليس غريبا أن يركز التنظيم في تقدمه في العراق على مصفاة النفط في بيجي، فالسيطرة عليها لن يكون ضربة قوية للحكومة العراقية وأمن الطاقة الدولية بل سيعطي "داعش" المصدر للحصول على النفط المصفى.

أما المصدر الثاني -بحسب الصحيفة- لمالية "داعش" فتأتي من "النشاطات الإجرامية بما في ذلك النهب.. فقد حصل التنظيم على ملايين الدولارات من عمليات الاختطاف حسب مسؤول في مكافحة الإرهاب". 

ويقول المحلل في معهد للدراسات في لندن شانشك جوشي: " كانوا ناجحين جدا في عمليات الاختطاف والفدية"، و"كان هذا المصدر الرئيسي للدخل طوال العام الماضي، وكانت الحكومات الغربية ممن دفع الفدية". 

ويعتقد أن داعش متورط في عمليات تهريب وبيع الآثار.

أما المصدر الثالث لميزانية "داعش" فهي  الابتزاز والضريبة باسم "الدولة"، وفق الصحيفة، موضحة بأن "داعش" يقوم في الرقة بتنظيم المجالس الشرعية التي تجمع "الزكاة". وفرض الجزية على المسيحيين.

وتعتقد الصحيفة أن ميزانية "داعش" قبل سيطرة مسلحي الثوار على الموصل وصلت إلى ثمانية ملايين دولار أمريكي.

وتعتبر نقاط التفتيش والحواجز على الحدود بين العراق وسوريا المصدر الآخر للدخل، وبحسب وثائق "داعش" أقام التنظيم 30 حاجزا في عام 2013. 

ورغم قدرته للحصول على المال ينفق "داعش" الكثير، فما يدخل في الخزانة يخرج منها سريعا. وبحسب ليستر تصل نفقات "داعش" إلى 10 ملايين دولار، فيحصل المقاتل ما بين 400- 500 دولار في الشهر مثلا.
التعليقات (1)
مريم
السبت، 20-09-2014 03:11 م
من من يشتري داعش الاسلحة بما ان جميع الدول تعلم مخطط داعش الارهابي في المستقبل