من يحبون
السيسي ويدافعون عنه.. أتعلمون أن هناك 500 طفل معتقل اعتقالا سياسيا في سجون
مصر؟ وأكثر من 700 امرأة مصرية؟ وأن الأوضاع أصبحت أشبه باحتلال أهلي بل هي أدهى وأمر! فهناك أزمة أمنية، وشباب عاطل عن العمل يخرجون كل يوم لميدان التحرير، وأهالي تريد أن تثأر للدم!
لقد قتلوا الرجال، والنساء، وحتى الشهداء، لم يسلموا منهم! قتلوهم في أكفانهم مرة أخرى! يظن العسكر بأنهم ينتقمون، ويفرغون أمراضهم وأحقادهم بهم، ولكن هيهات!
جرائم بشعة على مشهد ملايين الناس من شتى بقاع ا?رض، عدا عن خطابات الكذب، والفساد الذي وصل للعظم، ووقائع تعذيب كثيرة موثقة، ومحددة بحق المعتقلين السياسيين! لقد ابتذلوا كل شيء، وأغرقوا البلاد بالدم، وأشعلوا النيران في قلوب الكثيرين، ولن تخمد بسهولة، فألسنتها وصلت السماء!
فملفات كثيرة أضحت ساخنة، وأبرزها ملف المعتقلات! فكيف سيتعامل معها السيسي؟ وهو لم يمارس السياسة سابقا، وهو حديث عهد في هذه الشؤون! كيف سيدير دولة أمورها معقدة إلى هذه الدرجة؟ ستقولون مصر ما زالت في مرحلة انتقالية؟ نعم نعلم ذلك، ونعلم أن محمد
مرسي الرئيس الشرعي المعزول عند تعيينه أيضا كانت مصر تمر بمرحلة انتقالية وصعبة جدا، ولكنكم لم تتيحوا له فسحة لأن يقدم، بل حاربتموه أشد حرب، وحاولتم مرارا تلطيخ سمعته في بداياته!
كيف تهبون لمن لا حق له كل الحق في أن يحكمكم؟ كيف لرئيس أن يقوم على رفات الشرعية وركام الديمقراطية؟ كيف لدولة أن تكون ديمقراطية وفيها هذا العدد الهائل من المعتقلين؟ لقد قتلتنا الوطنيات الزائفة! هل شعبية هذا الرئيس "السيسي" كافية لإدارة الدولة؟ ليس كل من هو مشهور أو محبوب، قادر على إدارة دولة بحجم مصر! فالشهرة شيء والسلطة شيء، والحكم شيء آخر! هذه ثقة في شخص، لم يكن ولن يكون أهلاً لها!
كنتم تقولون عن مرسي، رئيس الإخوان، وا?ن السيسي رئيس المؤيدين فقط! يجب عليه إعمال القانون وتطبيق القرارات على الجميع بشكل عادل، ولكن كيف له أن يدرك ما معنى العدل، وهو من قام مقامه على دخان حريق الشرعية، وعلى رفات الشهداء في رابعة العدوية! مرسي بات متهما بقيادة مصر نحو المجهول.. والسيسي ما الذي يفعله الآن؟ إلى أين سيذهب بمصر؟
من أول يوم للسيسي، أصدروا قرارا بتعطيل كافة المؤسسات لتنصيبه! وهذا سيكلف مصر ملياري جنية مصري، وذلك بحسب محللين اقتصاديين! تخيلوا حجم الخسارة؟ علما بأن يوم تنصيب الرئيس الشرعي المعزول محمد مرسي، بدأ خطابه بالاعتذار لطلاب جامعة القاهرة لأن امتحاناتهم قد أجلت بسبب التنصيب! فما رأيكم بكل هذا؟ يمتلكني فضول كبير ?ن أعرف كيف لم يعبأ بكل هذه الخسائر التي ستتكبدها مصر بسببه؟
هل تتوقعون أن السيسي سيأتيكم على حصان أبيض، ويحقق لكم كل مطالبكم؟ من بدا على ملامحه خبال العقل، واضطراب النفس، وبلاهة الذهن! أتأمل هذا الخواء المخيف، وهذا الرئيس.. ما أصعب المرحلة القادمة! وما أطول المسير..
تعلمون ما الذي ينقص هذه البلاد؟ رجال حقيقيون، رجال من عمق هذه الطينة، يعلمون ما معنى الوطن.. يضحون من أجله، ويبذلون الغالي والرخيص فداه.. فالأرض تشتاق للندى والرجال.. لمن هم خلف القضبان!