خطابى ليس موجهاً فقط لأنصار الشرعية وضرورة عودة المسار الديمقراطى الذى ارتضاه الشعب المصرى فى خمسة استحقات دستورية وبرلمانية ورئاسية، بل لمؤيدى ما يسمى بثورة 30 يونيو وما تلاها من انقلاب 3 يوليو وحملات القتل والإقصاء والقهر المستمرة لعل الله ينعم على بعضهم بنعمة الصحوة من الغفلة والاستفاقة من الغيبوبة والتخلص من الكراهية بالحق والباطل لفصيل بعينه دفع أثماناً باهظة لفاتورة أخطاء لم يقترفها وحده بل حُمّل من أوزار الذين ظلموا وسرقوا وقتلوا عن طريق آلة الكذب والبهتان.
مقارنة بسيطة للتناقض العميق بين المؤيدين والمعارضين نستطيع أن ندرك من يسير على طريق الحق ممن يسير فى طريق الشيطان.
يؤيدون مرسى والشرعية لأن ليس من بينهم ولا معهم راقصة أو داعرة أو ممثلة أو مطربة أو ملحد أو علمانى متطرف أو مسيحى(متعصب) كاره للإسلام بينما على جانب 30 يونيو نجد كل راقص وراقصة،داعر وداعرة وصاحب كباريه وكاس وسيجارة لزوم المزة واللذة.
يؤيد الشرعية لأنه ليس من بينهم ولا معهم قسيس أو قمص أو كاهن أوكنيسة واحدة تدعم الشرعية أو الديمقراطية الحقيقية التى تحترم إرادة الشعب عبر صندوق انتخابات نزيه وشفاف.
يؤيدون الشرعية لأنه ليس من بينهم ولا معهم رجل أعمال فاسد أو منتفع أو لص سرق مقدرات الشعب ومص دماءه بالتزاوج الحرام بين السلطة والمال بينما أيدوا 30 يونيو حفاظاً على مصالحهم الشخصية المرتبطة أساساً بالفساد والارتباط العضوى بالسلطة.
يؤيدون الشرعية لأنه الرئيس مرسى أراد محاربة الرشاوى والمحسوبية وتوريث الوظائف والمناصب فى مؤسسات الدولة العميقة بينما ثار عليه فى 30 يونيو من يريد لبيئة الفساد وذات السياسات والأحوال أن تستمر كى ينتفعوا من سبوبة المال العام وتنتفخ كروشهم من المال الحرام من قوت الشعب.
يؤيدون الشرعية لأنه ليس من بينهم ولا معهم أحد من فلول وأبناء مبارك وشفيق والحزب الوطنى الذى صادر الحياة السياسية والاقتصادية طيلة أكثر من 30 عاماً فكان من الطبيعى أن يدعموا أى تحرك يعيدهم مرة أخرى للحياة.
يؤيدون مرسى لأن من بينهم الطبيب والمهندس والعالم والمعلم والتاجر الصدوق ورجل الأعمال الشريف والحرفى صاحب الضمير والعامل البسيط الذى لا يقبل الحرام على نفسه وأولاده والشاب الواعى الخلوق المثقف والبنت العفيفة الحرة والطالب المتفوق النابه المخترع وسلطان العلماء الذى لا يبيع دينه بدنياه، بينما يؤيد 30 يونيو كل ناعق وعاطل وبلطجى وخمورجى وصاحب كيف ومزاج أمثال بانجو وعلماء (عوالم) يكفرون ويحرضون على القتل على الهوية ويدّعون النبوة لرجلين فى وقت واحد وفوّضوا وباركوا التفويض على القتل والتعذيب والتشريد والمطاردة والاستئصال.
يؤيدون مرسى لأنه يُقدّر العلم والعلماء الحقيقيين أصحاب المنهج العلمى الصحيح والإيمان الخالى من كل شوائب الدروشة والبدع الدينية والعلمية بينما علماء 30 يونيو من عينة لواء(الكفتة) من أدعياء العلم أخذ العلم من مصادر الشعوذة وتتلمذ على النصب والاحتيال وبيع الهوى للبسطاء والمغفلين.
إذا كان البعض يعتبر ما حدث فى 3 يوليو محنة عظيمة وابتلاء كبير لأصحاب الحق والرسالات الحقيقية فأزيد عليها بأنها فوائد عظيمة من فوائد الانقلاب رغم الألم لأنه كشف عن القلوب السوداء وأظهر معادن الرجال الحقيقيين وأبان الوجوه القبيحة فى مشهدٍ معبرٍ من مشاهد الفرز على المبادىء والأخلاق فطبيعة الصراع واضحة لكل ذى لب أو ألقى السمع وهو بصير حيث التدافع الشديد بين التقهقر للخلف عشرات السنين من التبعية والتخلف والاستعباد وبين التقدم للأمام نحو استقلال الإرادة وانتزاع الحرية وتقرير الشعب لمصيره.