حذر حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (المعارض) بالمغرب، حزب
العدالة والتنمية (الحاكم) من استغلال وضعه داخل الحكومة لخلق مجتمع مدني خاص به، والالتفاف على مطالب
الأمازيغ، في وقت نفت فيه "الرابطة
المغربية للأمازيغية" أي علاقة لها بالحزب.
ودخلت المواجهة بين حزبي العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منعطفا جديدا، من خلال فتح الحزب الاشتراكي جبهة القضية الأمازيغية، محذرا من استغلال وضعه في الحكومة لخلق مجتمع مدني خاص به.
ولم يتردد المكتب السياسي، لحزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حصلت "عربي21" على نسخة منه، توجيه سيل من الاتهامات إلى الحكومة ورئيسها وحزبه، متهما إياه بالعبث والالتفات والتعويم والاستغلال المفضوح لمواقع القرار للترويج لمواقف حزبية على حساب المكتسبات الديمقراطية.
وشدد بلاغ المكتب السياسي، الذي احضتنه مقر الحزب بالرباط، ليل الاثنين، على أن عددا من المجالات تشهد تراجعا خطيرا، تستعيض عنها الحكومة بأشكال من الالتفاف والتعويم والاستغلال المفضوح لمواقع القرار بهدف الترويج لمواقف حزبية ضيقة على حساب المكتسبات الديمقراطية والاجتماعية للمواطنين.
وهاجم أعضاء المكتب السياسي بشدة ما اعتبروه "الأسلوب الذي تتبعه الحكومة اتجاه الأمازيغ وذلك بتجميد وتجاهل كل المشاريع المتعلقة بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية"، مسجلين "دفاعهم على مبدأ التشارك في تعزيز دولة المواطنة"، معلنين عن إدانتهم الصريحة لهذا الأسلوب".
و أدان المكتب السياسي ما وصفه بـ"الالتفاف الممنهج لحزب رئيس الحكومة على المطالب الأمازيغية العادلة التي يكفلها الدستور، بمحاولة خلق مجتمع مدني خاص بحزب العدالة والتنمية وذلك لتمرير مشروع مجتمعي يتعارض في جوهره مع متطلبات دولة القانون والمواطنة و الحداثة".
هجوم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية جاء أياما بعد إصدار مجموعة من الجمعيات والتنسيقيات الثقافية الأمازيغية حزب العدالة والتنمية، متهمة اياه بـ"خلق مجتمع مدني خاص به وتابع له، ومن ذلك خلقه لـ"جمعيات أمازيغية" مزعومة، آخرها مايسمى بـ"الرابطة المغربية للأمازيغية".
واعتبر عبد الحفيظ اليونسي، رئيس "الرابطة المغربية للأمازيغية"، لقد مارسنا حقنا الدستوري كمواطنين مغاربة من أصول أمازيغية، وأسسنا رابطتنا التي تعنى بالدفاع عن اللغة والثقافة الأمازيغية، والعمل على وتسريع وتيرة إخراج مراسيم تطبيقها وتنزيلها دستوريا.
وتابع عبد الحفيظ اليونسي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، بمدينة آسفي (وسط المغرب) في تصريح لـ"عربي21"، إن من يعترض على تأسيس الجمعية يحمل جينات الاستبداد والإقصاء، لأنه يعارض حقوقا أساسية لا يمكن تجاهلها أو القفز عليها.
وبخصوص التهمة المتعلقة بعلاقة الرابطة مع حزب العدالة والتنمية، قال اليونسي، إن التخويف من الخطاب المخالف في المرجعية من طرف الهؤلاء لن ينجح، لقد جربوا بعد انتخابات الربيع الديمقراطي العربي، أن يصوروا الفائزين بالانتخابات على أنهم سيطبقون الحدود ويغلقون الشواطئ ويطردون السياح، لكن لاشيء من هذا حصل.
وأضاف ذات المتحدث، إن الانتماء إلى حزب العدالة والتنمية شرف وليس تهمة حتى نتبرأ منها، فعلى الأقل هو حزب وطني ديمقراطي، يقود عملية الإصلاح بكفاءة، وليس كغيره من الأحزاب والجمعيات التي يُتحكم فيها وفاقدة لحرية قرارها السياسي.
وشدد اليونسي، على أن "الرابطة المغربية للأمازيغية" مستقلة تماما الاستقلال عن أي حزب سياسي، ومشكلة الرابطة تكمن في أنها معادية للصهيونية بخلاف عدد من الهيئات، وأيضا انطلاقها من المقاربة الإسلامية للمسألة الأمازيغية القائمة على الحفاظ الهوية والحوار مع المخالف والتعايش كما انفرد بذلك النموذج التاريخي الإسلامي.
وأوضح اليونسي، أن الرابطة تضم شبابا مغاربة أمازيغ لهم مقاربتهم الخاصة لمسألة الأمازيغية تختلف مع عدد من الهيئات والجمعيات الناشطة في هذا المجال، ومن يريد أن يصفي حساباته السياسية مع حزب العدالة والتنمية فالشعب أمامه.
وتساءل اليونسي ما المانع من أن يقوم بعض المغاربة بالعمل على تعزيز مكانة الأمازيغية وتنويع النقاش والمرجعيات فيها، سجل أن الرباطة لن ترد على هؤلاء وأنها ستلتزم ببرامج عملها المسطرة، والفصيل بيننا هو الشعب".
وأنشأت "الرابطة المغربية للأمازيغية"، الأحد، 27 نيسان/ أبريل من العام الجاري، بالرباط، وتعرف نفسها بأنها إطارا جمعيا مدنيا مستقلا، على أسس الوحدة الوطنية، والتعدد والانسجام، والتوافق والتكامل، فيما تتمثل مجالات عملها في المجال الثقافي والإعلامي والفني، والمجال الحقوقي والقانوني، والمجال التربوي والأكاديمي.
و "الأمازيغ" هم مجموعة من الشعوب الأهلية تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى الصحراء الكبرى جنوبا، واللغة "الأمازيغية" (تلفظ تامازيغت) هي إحدى اللغات الأفريقية الحية ويتحدث بها الأمازيغ وهم سكان شمال أفريقيا الأصليون،