في سابقة هي الأولى من نوعها، يخرج قائد
سياسي مغربي معلنا قرب خروج
المهدي المنتظر، معلقا خبر خروجه على بناء مدينة "
تامسنا"، وهي المدينة التي أشرف ملك
المغرب على إعطاء انطلاقة أعمال بنائها في 2004.
ونشر حمزة
الكتاني نائب أمين عام حزب النهضة والفضيلة، وهو حزب معارض انشق عن حزب العدالة والتنمية، على صفحته على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، أن "بناء مدينة تامسنا، وهي مدينة جديدة تبنى في ضواحي العاصمة الرباط، من علامات قرب ظهور الإمام المهدي عليه السلام".
وأضاف حمزة الكتاني، الصيدلاني والباحث في التصوف وفي علوم الحديث، في تصريح لـ"عربي21"، أن بناء هذه المدينة مؤشر على قرب ظهور المهدي، خاصة و أن اسم "تامسنا" غاب عن التداول منذ قرون.
وتابع الكتاني، بأن مصطلح "تامسنا" اختفى من التداول في المغرب منذ أكثر من 300 سنة، وأنه عاد بشكل فجائي إلى الظهور والتداول مع المشروع العمراني الكبير الذي يبنى بالقرب من العاصمة المغربية الرباط.
وشدد الرجل الثاني في حزب النهضة والفضيلة الإسلامي المعارض، على أن حديثه عن قرب خروج المهدي، هدف من خلاله إلى تحفيز أذهان الناس إلى البحث في المصادر التي تتحدث عن خروج المهدي، خاصة وأن عددا كبيرا منها يقف عند خروجه من المغرب، بل بعضها تحدث عن منطقة "تامسنا" باللفظ.
ولفت الكتاني، إلى أن رجال الصوفية في المغرب لهم عقيدة يؤمنون بها، تقول بأن المهدي المنتظر سيظهر في المغرب، ويذهب إلى المشرق ليبايع إماما في آخر الزمان، وحديثهم هذا يجد بعض سنده في بعض من كتب الحديث.
ونفى الكتاني أن يكون حديثه عن مهدي آخر الزمان، جزءا من الحالة التي تعيشها مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب هذه الأيام، التي شرعت في تداول أحاديث علامات الساعة بشكل كبير في الفترة الأخيرة، مسجلا أن علامات الساعة غيب، والغيب من العقيدة والحديث عنها لا يحتاج إلى حملات.
واعترف الكتاني بأن استدعاء بعض الناس الغيب وتحديدا علامات الساعة، تعويض عن انكسارات الحاضر، التي تتسم بتصاعد المشاكل سواء بالنسبة للفرد أو للأمة بشكل عام.
ومضى الكتاني يقول: "إن استدعاء علامات الساعة هروب من الحاضر، عبر استدعاء ما هو خارج الطبيعة، للتغطية على الفشل في السيطرة وتطويع الطبيعة".
وأفاد الكتاني أن هناك أحاديث تتحدث عن خروج المهدي، بأسانيد مغربية من منطقة "تامسنا"، وأخرى تتحدث عن "جبل درن" وأخرى عن جبال "الأطلس".
كلام الكتاني رفضه منتصر حمادة، الباحث في مركز "مؤمنون بلا حدود"، المتخصص في الفكر الإسلامي، الذي دعا الكتاني إلى قراءة كتاب للباحث محمد عمراني حنشي، وعنوانه: المهدي اللامنتظر لا عند السنة ولا عند الشيعة ولا عند البرتغال، لأن هناك أساطير أيضا عن المهدي المنتظر لدى البرتغاليين.
وتابع منتصر حمادة معلقا على الحائط الشخصي لحمزة الكتاني، بأن "كتاب عمراني حنشي، قيم يترحل مع لائحة مع الروايات التي جاءت في الأثر، حول موضوع المهدي المنتظر، ومن هنا إشارة الأستاذ محمد سالم الخضر إلى أن: الحديث موضوع".
إلى ذلك يندرج مشروع "مدينة تامسنا" في إطار توجيهات المخطط الوطني لتهيئة التراب، ويقع في الجامعة القروية على مساحة 860 هكتار. ومن المرتقب أن تستقبل 250 ألف نسمة، ويبلغ حجم استثماره 15 مليار درهم يساهم في تطوير المدن المجاورة للرباط، ويوفر عرضا كبيرا من السكن والتجهيزات الكبيرة، مثل: الجامعة والمستشفى والمسرح والمركب الرياضي ومنطقة البحث والتطوير.
وتعتبر "تامسنا" منطقة تاريخية، امتدت بين وادي أبي رقراق ووادي أم الربيع، أي منطقة الشاوية سطات حاليا وزعير، وتبعا للظروف السياسية كانت تمتد إلى منطقتي أسفي وأغمات، إلا أن هذه المناطق لم تكن موطنا أصليا لهم بل خاضعة لحكمهم فقط، اتخذتها قبائل "بورغواطة" أرضا لإمارتهم ودينهم.
وينتمي سكان تامسنا اليوم لقبليتي زناتة وهوارة، فبعد أن قضى المرابطون على سكان تامسنا الأصليين البوغرواطيين، وطن الموحدون محلهم قبائل عربية من بني هلال، لكن تلك القبائل تم طردها من الإقليم من قبل بني مرين، ووطن بنو مرين محلهم قبائل زناتة وهوارة.
أما تامسنا اليوم فهي مدينة جديدة قيد التشييد، توجد بين تمارة وعين عودة وتبعد عن الرباط العاصمة 15 كيلومترا.