سياسة عربية

محاكمة سوري وسياسيين لبنانيين بتفجير مسجدي طرابلس

التفجير الذي ا ستهدف مسجد التقوى (أرشيفية)
التفجير الذي ا ستهدف مسجد التقوى (أرشيفية)

طلب قاضي تحقيق لبناني عقوبة الإعدام لـ10 أشخاص، بينهم نقيب في المخابرات السورية، وعقوبة السجن 3 سنوات لنائب لبناني سابق و3 أشخاص آخرين، لاتهامهم بالتورط في تفجير مسجدين في مدينة طرابلس شمالي لبنان أثناء صلاة الجمعة في 23 آب/ أغسطس الماضي اللذين ذهب ضحيتهما 51 قتيلا وأكثر من 500 جريح.

وقال مصدر قضائي لوكالة "الأناضول" إن قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا، أصدر قراره الاتهامي في قضية تفجير مسجدي "السلام" و"التقوى" اليوم الاثنين وطلب إنزال عقوبة الإعدام بحق 7 لبنانيين و3 سوريين، بينهم النقيب في المخابرات السورية محمد علي ومساعده خضر العيروني.

وطلب القاضي أبو غيدا عقوبة السجن 3 سنوات لـ4 لبنانيين آخرين، بينهم النائب السابق علي عيد، المتواري عن الأنظار ويعتقد أنه موجود في سورية، فيما منع المحاكمة عن الشيخ هاشم منقارة واثنين آخرين "لعدم كفاية الدليل"، بحسب المصدر الذي أضاف أن أبو غيدا "أحال الملف مع الموقوفين على المحكمة العسكرية الدائمة لمحاكمتهم".

وكان الشيخ منقارة، رئيس مجلس قيادة "حركة التوحيد الإسلامي" السنية والداعم للنظام السوري، قد أوقف سابقا ثمّ أخلى سبيله بعد اتهامه بكتمان معلومات لعلمه بالمخطط الهادف لتفجير المسجدين مسبقاً من دون أن يبلغ الأجهزة الأمنية بهذا المخطط.

وكشفت وقائع القرار بحسب اعترافات اثنين من الموقوفين الخمسة أن "المخابرات السورية وضعت مخططا لتفجير مسجدي السلام والتقوى وقد جند النقيب السوري محمد علي عددا من الاشخاص بينهم رجال دين... لتنفيذ عمليات تفجير في طرابلس واغتيال شخصيات دينية وسياسية من بينها الشيخ سالم الرافعي (إمام جامع التقوى) واللواء أشرف ريفي (وزير الداخلية حاليا) والنائبان خالد ضاهر ومصطفى علوش والعقيد المتقاعد عميد حمود ومن ثم تفجير سيارات مفخخة بتجمع جماهيري إذا حصلت اعتصامات واضرابات ردا على التفجيرات".

وأشار القرار إلى أن التحضير للعمليات جرى عبر لقاءات عدة مع النقيب السوري محمد علي أعد خلالها "دراسة مفصلة لمسجد التقوى استنادا الى صور جوية... وبحث تفاصيل نقل السيارة المفخخة من طرطوس إلى طرابلس"، مضيفا إن المخابرات السورية جندت رجل دين من منطقة جبل محسن ذات الأغلبية العلوية "لأنها تثق به أكثر... لتنفيذ تفجيري السلام والتقوى".

أما النائب السابق عيد، فتأكد من التحقيقات وإفادة مرافقه أنه أقدم على تهريب أحد المتورطين إلى سورية، وأوعز بـ"تهريب" امرأة  "رافقت ناقلي السيارتين المفخختين مع ولدين صغيرين للتمويه من سورية وصولا إلى جبل محسن" قبل ركنهما أمام الجامعين المستهدفين.

وفي 23 آب/ أغسطس 2013، هزّ انفجاران ضخمان بعد صلاة الجمعة، مدينة طرابلس، حيث وقع الانفجار الأول أثناء خروج المصلين أمام مسجد "التقوى" عند منطقة الدوار بالمدخل الجنوبي للمدينة، فيما وقع الثاني عند مدخل جامع "السلام" ، أسفرا عن سقوط 51 قتيلاً بالإضافة إلى اكثر من 500 جريح. ولم تتبن أي جهة المسؤولية عن التفجيرين.

ويشار إلى التفجيرين جاءا بعد أيام من تفجير ضخم وقع في الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله في بيروت، كما جاءا في تاريخ يصادف مرور سنة على قضية مشابهة يحاكم فيها الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة الموالي للنظام السوري، حيث اعتقل في آب/ أغسطس 2012 بعد كشف مخطط كان يقوم عليه لاغتيال شخصيات مسيحية ودرزية بارزة، بينهم البطريرك بشارة بطرس الراعي؛ في مناطق سنية في طرابلس لإشاعة الفتنة والفوضى في لبنان.
التعليقات (0)