مقالات مختارة

المتصارعون على ملكية السيسى

عماد الدين حسين
1300x600
1300x600
كتب عماد الدين حسين: من يملك السيسى؟!.

سؤال قد يبدو غريبا، لكنه يعبر إلى حد كبير عما يجرى تحت سطح شبكة المصالح واللوبيات الضخمة فى مصر.

الذين يتسابقون إلى ملكية عبدالفتاح السيسى وتأميمه يفترض أنهم جميعا فى معسكر واحد، لكن كل جناح منهم يريد أن يظفر به لنفسه، ولذلك هناك ما يشبه الحرب الخفية بين هذه الأجنحة، بعضها بدا يطفو إلى العلن متمثلا فى تسريبة هنا، أو مقال هناك، يضرب تحت الحزام، أو مناشدات، إلى القائد ان يتدخل ويفض الاشتباكات قبل أن يفوت الأوان.

المحيطون بالسيسى كثيرون، بعضهم محترمون ويراهنون على أن الرجل سيحل كل المشكلات الصعبة، وبعضهم يسعى لتأمين نفسه، وبعضهم طامح فى منصب،وبالتالى يتفنن فى أداء كل ألوان النفاق لعل وعسى.

الأجنحة الموجودة حول السيسى تنقسم لمجموعات رئيسية أولها النواة الصلبة لما تبقى من تحالف 30 يونيو ويبرز من بينها غالبية القوى السياسية المدنية التى عارضت الإخوان. ثم مجموعة من المثقفين والكتاب الذين لهم رصيد شعبى محترم بحكم أنهم كانوا من رموز المعارضة أثناء عهد مبارك وطوال عام حكم الإخوان. الجناح الثالث يمثله تحالف واسع من رجال الأعمال وينعكس الآن بوضوح فى الفضائيات الخاصة. هذا التحالف لم يكن يود فى سريرة نفسه أن يرى السيسى مرشحا وكان يفضل أحمد شفيق وإذا لم يكن ذلك متاحا فليكن سامى عنان.

هؤلاء مع السيسى ضد الإخوان، لكنهم يخشون أن ينقلب عليهم الرجل بعد فوزه لسمعتهم السيئة وملفهم المتخم بالفساد.

الجناح الثالث أو المجموعة الليبرالية يمثلها إلى حد ما عمرو موسى، هذه المجموعة تتعرض الآن إلى حملة هجوم شرسة من المجموعة الثانية يتم فيها استخدام كل الأسلحة بما فيها «المحرمة قانونيا وأخلاقيا» والهجوم الذى تعرضت له الحملة الانتخابية مؤخرا كان فى صلب هذه المعركة.

هذه هي الأجنحة الثلاثة الرئيسية، المجموعة اليسارية والمجموعة الليبرالية. ومجموعة بقايا الحزب الوطنى وبعض رجال الأعمال وبعض الأجهزة، وهناك بطبيعة الحال مجموعات أخرى صغيرة متناثرة وشخصيات عامة هنا وهناك، كل يحاول ان يحجز نصيبا لما يعتقد أنه الكعكة، وكل يريد أن يوجه السيسى إلى طريقه الخاص.

والسؤال: من يفصل بين هذه الأجنحة؟!.

الإجابة المنطقية هي السيسى نفسه، حتى لا تتحول الخلافات المكتومة إلى علنية تسىء إلى الرجل وحملته.

المنطقى أن يكون التدخل سريا لأنه لا يعقل أن يبادر السيسى إلى إبعاد أى مجموعة من مؤيديه الآن، على أن يؤجل هذه المواجهة لما بعد إعلان النتيحة.

السؤال الثانى هو: لمن ينبغى أن ينحاز السيسى فى هذه المعركة المحتدمة داخل معسكره؟!.

لا توجد إجابة صحيحة واحدة، لأن كل طرف يعتقد أن السيسى ينبغى أن ينحاز إلى جناحه.

لكن الأمر المؤكد، وإذا كانت هناك صعوبات فى إبعاد مجموعات كاملة الآن وعزلها منذ البداية عن الحملة، فهناك ضرورة ملحة لإعلان التبرؤ الواضح من بعض الشخصيات التى تدعى أنها تمثل السيسى.

مثل هذه الشخصيات تسىء فعلا إلى الرجل وصورته بل ومستقبله. هى شخصيات تمارس السياسة بمنطق الهجامة وحرامية الغسيل، تسرق فى وضح النهار ثم تظهر ليلا على الفضائيات وتصرخ: الحقونا!!.سلاحها الرئيسى ايضا هم الشتائم المنحطة. مثل هذه النوعية هى أفضل سلاح ضد 30 يونية وضد السيسى وضد العمل السياسى بمعناه الشريف والمحترم.

(الشروق)
التعليقات (0)