دعا نائب رئيس الحركة الإسلامية كمال الخطيب، الفلسطينيين داخل الخط الأخضر والضفة الغربية إلى النفير والرباط الدائم في المسجد
الأقصى، من أجل حمايته من "العصابات
اليهودية، والتي تريد القيام بأكبر
اقتحام للأقصى وبشكل جماعي، الاثنين 14 نيسان/ إبريل بمناسبة
عيد الفصح اليهودي".
وقال الخطيب لـ"عربي21" إنه ازدادت في الفترة الأخيرة الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين اليهود وأصبحت تقاد من قبل الوزراء الإسرائيليين وأعضاء الكنيست.
وأضاف أن هذه الاقتحامات سياسة مرسومة تقوم بها الحكومة الإسرائيلية من أجل جس نبض الشارع العربي والإسلامي واتباع سياسة الخطوة خطوة.
وأشار إلى أن "السياسة الإسرائيلية تقوم على اتباع سياسة الخطوة خطوة من أجل تقييم ردود الفعل والمواقف من قبل الحكومات والشارع العربي تجاه المسجد الأقصى".
وتابع الخطيب أن إسرائيل ترصد ردة فعل العرب والمسلمين؛ فإذا رأت أنها ضعيفة وليست على قدر الحدث اتبعوا الخطوة التالية وهكذا حتى يقوموا بهدم الأقصى وبناء الهيكل مكانه.
وأضاف إلى أن حالة الضعف التي تعيشها الأمة من انقلاب وزير الدفاع على الرئيس المنتخب والشرعي محمد مرسي في مصر، والمجازر التي تحدث للشعب السوري من قبل النظام، والوضع المضطرب في العراق وليبيا وتونس، شجعت إسرائيل على التمادي في مخططاتها.
واتخذ البعض فشل المفاوضات القائمة بين السلطة وإسرائيل ذريعة من قبل اليمين في الحكومة الإسرائيلية حجة لاقتحام الأقصى لفرض التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى.
وأن كل هذه العناصر مجتمعة أدت إلى تزايد عملية الاقتحام للمسجد الأقصى وبشكل يومي.
وتابع الخطيب أنه في سابق الأمر كانت الاقتحامات تتم من قبل المستوطنين، لكننا الآن نرى أن الاقتحامات تتم من قبل أركان الحكومة من أمثال نائب وزير الخارجية زئيف ألكين، ووزير الإسكان أورى أرئيل، ونائب رئيس الكنيست موشيه فيغلين، ورئيسة لجنة الداخلية وشؤون البيئة في الكنيست ميري ريغف، ومع ذلك لا نجد رد الفعل المناسب للحدث الخطير.
وقال الخطيب "إننا في هذه الأيام نعيش ما يسمى بعيد الفصح اليهودي والذي يصادف الاثنين 14نيسان/ إبريل المقبل، والذي يعتبر من أهم الأعياد عند اليهود، فتمت الدعوة منذ بداية آذار/ مارس من أجل التجمع واقتحام المسجد الأقصى بشكل جماعي".
وأضاف الخطيب أننا ندعو كل أهلنا في الداخل الفلسطيني من أجل النفير والرباط الدائم في المسجد الأقصى، من أجل حمايته من قبل العصابات اليهودية.
وندد الخطيب بالموقف العربي الرسمي "الهزيل" الذي خرج من الخدمة.
وطالب الخطيب السلطة الفلسطينية برام الله السماح لأهل الضفة الغربية بالخروج في مسيرات من أجل الأقصى وعدم منعها من قبل "قوات دايتون"، وتابع "كيف نطالب العالم الحر بالوقوف معنا والسلطة تمنع شعبها الفلسطيني من التعبير عن موقفه مما يجري للأقصى وفلسطين".
وبدوره أدان مدير الإعلام في مؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا الاقتحامات المتكررة وشبه اليومية للمسجد الأقصى.
وأضاف لـ"عربي21" أن "إسرائيل تريد فرض واقع جديد على الأقصى، وتقسيمه زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود".
وذكر أبو عطا أن الشرطة الإسرائيلية المتمركزة على بوابات الأقصى شددت من إجراءاتها الأمنية، الثلاثاء، بحق الداخلين إليه، وفتشت الحقائب، واحتجزت البطاقات الشخصية.
ولفت إلى أن حالة من الترقب الحذر تسود باحات المسجد في ظل الدعوات اليهودية لاقتحامه بشكل جماعي خلال الأيام القادمة، وخاصة خلال عيد الفصح، الاثنين المقبل.
وأشار أبو عطا أن الهدف من هذه الاقتحامات المتكررة هو مطالبة لجنة "تسور" التابعة للجنة الداخلية في الكنيست الإسرائيلي للتباحث في إمكانية ترتيب الصلوات اليهودية في المسجد الأقصى، وتخصيص ثلاث ساعات ونصف يوميا لاقتحامات المستوطنين والجماعات اليهودية للمسجد الأقصى، والاقتحام الجماعي في عيد الفصح، الاثنين المقبل.
واعتبر التواجد المكثف للضباط الإسرائيليين، بالأقصى أنه "يمهد الطريق لتهيئة الظروف، ولتسهيل الاقتحامات الجماعية الأسبوع المقبل"، مشيرا إلى أنه يأتي في وقت دعت فيه الكثير من الفعاليات الوطنية والإسلامية إلى التواجد المكثف في الأقصى للدفاع عنه.
وأكد أبو العطا أن المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين، ومن حقهم الدفاع عنه، وأن أي أحداث تتحمل إسرائيل مسؤوليتها الكاملة، مضيفا "نحن مستمرون بالدفاع عن المسجد الأقصى، وستبذل قصارى جهدنا من أجل ذلك".
وكانت "مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات"، أعدت إحصاء يفيد بأن 3168 يهوديا اقتحموا المسجد الأقصى خلال الربع الأول من العام الجاري، من ضمنهم وزراء ونواب كنيست، ومستوطنون وشرطة وعناصر مخابرات وجنود بلباسهم العسكري.