سياسة عربية

مرافقو صحفية الدستور: ميادة قتلت برصاص الأمن

ميادة أشرف "23 عاما" قتلت بطلق ناري دخل من الرأس وخرج من الوجه - أرشيفية
ميادة أشرف "23 عاما" قتلت بطلق ناري دخل من الرأس وخرج من الوجه - أرشيفية

قال مرافقون للصحفية ميادة أشرف (23 عاما) التي قتلت، أمس، خلال تغطيتها مسيرة احتجاجية لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، بالقاهرة، إنها قتلت برصاص قوات الأمن.

يأتي ذلك على خلاف الرواية الأمنية التي اتهمت عناصر من جماعة الإخوان المسلمين، التي صنفتها الحكومة مؤخرا كـ "جماعة إرهابية" بقتل ميادة.

وميادة كانت تعمل مراسلة ميدانية لموقع "مصر العربية" الإخباري الخاص، كما تعمل مع صحيفة "الدستور" المصرية الخاصة.

وأفاد عدد من الصحفيين من زملائها، الذين كانوا معها أثناء التغطية في منطقة عين شمس، شرقي القاهرة، بأن زميلتهم قتلت برصاص صدر من جانب قوات الأمن، التي كانت تعمل على فض المسيرة.

وقال عادل صبري، رئيس تحرير موقع مصر العربية، إن "زملاء ميادة، أكدوا أنها قتلت برصاص جاء من ناحية قوات الأمن".

وأوضح صبري، خلال تصريحات إعلامية، مساء الجمعة، أن "ميادة كانت تغطي أحداث عين شمس، وكانت تسير مع المظاهرات عقب صلاة الجمعة، إلى أن اتجهت إلى مزلقان -نقطة عبور للمارة- عين شمس، وكان معها زملاء من صحف أخرى".

وأضاف: "أجهزة الأمن كانت تتربص بالمتظاهرين، لمنعهم من التقدم، لكن الصحفيين أخذوا جانبًا حتى لا يكونوا طرفًا بين الأمن أو المتظاهرين، وعندما رفعت ميادة كاميراتها لتصور المظاهرة، ضُرب عليها وعلى زملائها النار من جهة الأمن"، لافتا إلى وجود إصابات أخرى بين زملائها الصحفيين.

وأشار صبري إلى أن عددا من المتظاهرين حاولوا إنقاذها، ونقلها إلى أحد المساجد القريبة واستدعوا سيارات الإسعاف، إلا أنها رفضت الاستجابة لهم وطلبت تصريحًا بنقلها.

الرواية ذاتها، أكدها نادر علي، مراسل قناة "MBC" مصر الخاصة، والذي قال إن "الشرطة هي من قتلت ميادة، والإخوان لم يحملوا سلاحا في مظاهرة عين شمس".

وأضاف على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "ميادة أشرف قُتلت برصاصة في الرأس، شهادتي من مكان الحدث ما شوفت أسلحة نارية مع الإخوان، الشرطة كانت تضرب بجنون".

وتابع: "بالمُناسبة دي مش أول مرة يموت صحفيين في اشتباكات، الشرطة طرف فيها، ولدينا حالات تعذيب وضرب لصحفيين من الشرطة بسبب تغطيتهم الميدانية".

عبد اللطيف صبح، الصحفي بجريدة "اليوم السابع" الخاصة، قال إن "ميادة استشهدت إثر طلق ناري جاء من ناحية مدرعات الأمن".

وفي تصريحات إعلامية، أضاف: "قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي بشكل عشوائي على المسيرة المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي، ما أسفر عن استشهاد ميادة".


بينما قالت سحر علي، الصحفية بجريدة "فيتو" الخاصة، إن "الرصاصة التي أصيبت بها ميادة ميري -تعبير يطلق على السلاح الخاص بالأمن-".

وأضافت: "الرصاصة أصابت ميادة من الخلف، وكنا نقف في آخر صفوف الإخوان، لم يكن خلفنا إلا الأمن".

حسن القباني، منسق حركة صحفيون من أجل الإصلاح، قال إن "شهود عيان أكدوا له أن رصاصات الغدر التي استهدفت ميادة، أسفرت عن استشهادها، جاءت من قوات الداخلية بمنطقة عين شمس".

وأضاف خلال تصريحات إعلامية: "دم الشهيدة ميادة في رقبة نقيب الصحفيين ضياء رشوان، وأطالبه بأن يستقيل، فقد سقطت شرعيته".

من جانبه، قال محمود النجار، نائب رئيس القسم الخبري بموقع "مصر العربية" في تصريحات للأناضول إن "عشرات الصحفيين هاجموا رشوان بشده وطالبوه بالتحرك الجاد للقصاص لدماء ميادة".

الأمر نفسه، تم مع اللواء أسامة الصغير، مدير أمن القاهرة، الذي حاول تهدئة الصحفيين محملا المسئولية للإخوان، لكن الصحفيين هاجموه وقالوا له: "أنت الذي قتلتها"، بحسب شهود عيان على الواقعة.
الرواية الأمنية، اختلفت عن روايات شهود العيان، حيث اتهمت وزارة الداخلية في بيان لها ، جماعة الإخوان المسلمين بالمسؤولية عن مقتل 5 أشخاص سقطوا خلال مظاهرات لأنصار مرسي، من بينهم ميادة.

في السياق ذاته، أفاد تقرير الطب الشرعي المبدئي الذي وصل الأناضول، بأن الوفاة سببها "طلق ناري دخل من منطقة الرأس، وخرج من الوجه، ولم تستقر الطلقة بجسدها".

وتناقل نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، صورا لميادة في محيط قصر الاتحادية الرئاسي، شرقي القاهرة، يوم 30حزيران/ يونيو الماضي -التي شهدت احتجاجات ضد مرسي-، وأخرى لها في ميدان التحرير، وسط القاهرة، يوم 26 تموز/ يوليو -عندما خرج مصريين لتفويض المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع لمواجهة الإرهاب-.

إلا أن نشطاء آخرين، تناقلوا حديثا بينها وبين أحد زملائها، تتبرأ فيه من دعمها للسيسي، قائلة إنه "بعد فض رابعة العدوية في 14 آب/ أغسطس الماضي، وهي تكرهه بسبب الدماء، رغم حبها وتأييدها له قبل ذلك"، مشيرا إلى أنها "ليست مع أي طرف ضد آخر".

وشيع المئات من أهالي قرية "أسطنها" بمحافظة المنوفية (دلتا نيل مصر)، فجر اليوم السبت، جثمان ميادة، فيما لم يوجه والدها اتهاما لأحد بالمسؤولية عن مقتل ابنته، مكتفيا بترديد عبارة "حسبى الله ونعم الوكيل"، بحسب مراسل الأناضول.
مقتل صحفي ميادة الداخلية الطب الشرعي.
التعليقات (0)