كتبت صحيفة "الغارديان" البريطانية في افتتاحيتها قائلة: "ليس هناك مثال يختصر مشهد صدمة ما بعد القذافي كقصة ناقلة
النفط (مورننغ غلوري).
ففي 11 آذار/مارس قامت الناقلة المسجلة في كوريا بالتسلل من
ميناء سدرة النفطي خلال عاصفة ومخرت في المتوسط مبتعدة عن الساحل الليبي. وكانت بقيادة مجموعة من الثوار من
برقة أغنى مناطق
ليبيا بالبترول، وكانوا يعتزمون بيعه بعشرين مليون جنيه إسترليني لمحاولة دعم "حكومة مستقلة".
وتضيف "لم تستطع البحرية الليبية التي غرقت معظم سفنها خلال الحملة الجوية التي شنها الناتو على البلاد ولا الطيران من السيطرة على الناقلة. وبعد أن شقت الناقلة طريقها من بين القوارب الليبية المحاصرة لها ووصلت إلى المياه الدولية قام المجلس الوطني الذي يسيطر عليه الإسلاميون في طرابلس بإقالة رئيس الوزراء علي زيدان والذي كان على خلاف مع المجلس. وفر زيدان إلى ألمانيا.
وقامت السفينة الحربية الأمريكية (سيلز) بالقبض على الناقلة بالقرب من قبرص يوم الاثنين وبدأت بإرجاعها إلى ميناء تحت سيطرة طرابلس."
وترى أن قصة الناقلة (مورننغ غلوري)، تأتي مع القصص المعهودة في ليبيا من اقتتال داخلي وفقدان ثقة وفساد وعجز الدولة لتثير قلق أي شخص مهتم بمستقبل ليبيا بعد إسقاط نظام معمر القذافي. واليوم تتقاسم السلطة في ليبيا التي تعتبر أغنى بلد أفريقي في البترول والتي يبلغ عدد سكانها ستة ملايين نسمة حكومة مركزية ضعيفة وميليشيات محلية متصارعة وهي التي خاضت الحرب مما يجعل التوصل إلى إجماع وطني مسألة شبه مستحيلة.
وتمضي قائلة إن إقالة زيدان، الذي اختطف لستة ساعات خلال خدمته كرئيس للوزراء، أزاحت الرجل الذي كان يعتبر حلقة وصل بين المجلس الوطني وأهالي المناطق الغنية بالنفط في شرق وغرب البلاد والذين يعادون الإسلاميين ويتهمون الحكومة بعدم توزيع الموارد بطريقة عادلة.
وتقول أن ليبيا مهددة بخطر التقسيم وبشكل حقيقي، ويقول سكان المناطق الثائرة أن المجلس انتهت مدته في شباط/فبراير وفقد شرعيته ولذلك يمكنهم فعل ما يشاءون حتى الانتخابات القادمة المقرر إجراؤها في تموز/ يوليو. "ولتجنب صراع شامل بين الفصائل المختلفة على الثوار أن يسمحوا للمجلس - كونه منتخبا على الأقل - أن يحكم حتى الصيف موعد إجراء الانتخابات حيث قد تنتج الانتخابات مجلسا أكثر تمثيلا ودعوة الجميع لضمان سلامة العملية الانتخابية".
وفي نهاية مقالها تدعو الصحيفة: "الحكومات الغربية، التي تدخلت خلال الثورة بشكل حاسم من أجل حقن دماء المدنيين في
بنغازي، مسؤولية مساعدة البلد للخروج من محنته". فانتصار الثوار الليبيين كان بفضل مقاتلات حلف الأطلسي (الناتو)، وعليه تقع مسؤولية المساعدة في تحقيق السلام في ليبيا على الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.