ركزت صحيفة "
التايمز" البريطانية على قرار تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "
داعش" بإجبار المسيحيين في سوريا على دفع الجزية بالذهب، والتقليل من إظهار شعائرهم الدينية، وإلا واجهوا حد السيف إذا لم يلتزموا بذلك.
وقالت كاتبة التقرير كاثرين فيليب إن إنذار "داعش" للمسيحيين يأتي بينما انسحب مقاتلوها إلى مدينة
الرقة إثر تهديد من جماعة إسلامية منافسة هي "جبهة النصرة" التي أمهل زعيمها أبو محمد الجولاني تنظيم الدولة أربعة أيام للخروج من مناطق الشمال.
وتضيف الصحيفة أن أحد أسباب التوتر هو محاولة "داعش" إقامة خلافة إسلامية في الرقة التي بدأت بفرض عقوبات إسلامية شديدة على كل من لا يلتزم برؤيتها الصارمة للشريعة الإسلامية.
وأشارت الصحيفة إلى البيان الذي نشر على مواقع جهادية على الإنترنت، ويقول إن كلا من قائد الدولة، وأميرها في الرقة أصدرا أمر للمسيحيين بدفع الجزية وقيمتها من الذهب الخالص إذا أرادوا مواصلة العيش "تحت حماية" الدولة.
وأضافت الصحيفة أن "أبو بكر البغدادي" زعيم "داعش" وضع أسس جمع الجزية عندما قال إن المسيحيين الأغنياء سيدفعون الجزية مرتين في العام، وقدرها نصف أوقية من الذهب كل مرة، أما بالنسبة لأصحاب الدخل المتوسط من المسيحيين، فعليهم النصف، والربع على الفقراء. ويعيد البيان الذي أصدرته "داعش" إلى الحياة معاملة الذميين في الدولة الإسلامية في القرن السابع الميلادي، والذي طبق على المسيحيين واليهود.
وتقول الصحيفة إن زعيم "داعش" أمر المسيحيين في الرقة بعدم تجديد الكنائس والأديرة في المدينة، أو حمل الصلبان في الأماكن العامة. كما أمرهم بعدم استخدام مكبرات الصوت في الصلوات، وعدم قراءة الإنجيل داخل الكنيسة بصوت يمكن للمسلمين سماعه وهم خارج المبنى.
ويحظر البيان على المسيحيين نقد المسلمين أو العمل على هدم تعاليم الإسلام أو منع أي مسيحي من اعتناق الإسلام. ويمنع البيان المسيحيين أيضا من امتلاك سلاح ناري، أو شرب الخمر، ويطالبهم بارتداء الأزياء المحتشمة. ومن يخالف هذه التعليمات سيُعدم أو يجبر على اعتناق الإسلام.
وزعمت "داعش" أن 20 قياديا من قادة المسيحيين في الرقة قبلوا شروط "عهد الذمة"، وهو زعم مشكوك فيه، فنسبة المسيحيين في المدينة كانت 1% من عدد سكانها البالغ 300.000 نسمة قبل الانتفاضة، لكن معظمهم فروا من المدينة بعد اندلاع الحرب في سوريا، ووصول "داعش" إليها العام الماضي.
وتقول الصحيفة إن داعش طبقت نظاما صارما على سكان المدن والبلدات التي وقعت تحت سيطرتها، وأطلق السكان عليها اسم "تورا بورا"، معقل أسامة بن لادن في أفغانستان، كما ولو أن طالبان سيطرت على المناطق.