يواجه الجيش
العراقي مصاعب في مواجهة مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام، رغم كل الجهود العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة لشحن الأسلحة المتقدمة له من صواريخ "هيلفاير" إلى طائرات بدون طيار سيتسلمها
الجيش العراقي قريبا.
ويقول جنود عراقيون في منطقة الديوانية التقتهم صحيفة "واشنطن بوست" إن أهم ما يحتاجونه هو التخطيط الجيد للعمليات والإمدادات البسيطة. ونقلت عن العميد إيهاب هاشم، نائب قائد الفرقة الثامنة من الجيش العراقي حديثه عن سلسلة من العمليات التي تم التخطيط لها بطريقة فقيرة وتم تنفيذها بطريقة سيئة في منطقة
الأنبار، حيث تحاول الحكومة احتواء وهزيمة الدولة الإسلامية في العراق والشام.
ووصف هاشم عملية للجيش في بداية كانون الثاني/يناير في عاصمة محافظة الأنبار- الرمادي بالفوضوية، حيث كانت القوات العراقية تحاول سحق جيوب للقاعدة فيها. وقال هاشم أن الهدف منها كان الوصول إلى جسر في نهاية شارع الستين، والذي يعتبر المعقل القوي للمقاتلين ورجال العشائر المسلحين الذين سيطروا على المدينة في بداية كانون الثاني/يناير.
وتقدمت القوات التابعة لأربع فرق من الجيش العراقي نحو المدينة مع حلول الظلام، مع أن قلة من الجنود كانوا يحملون معهم مناظير ليلية وكان التنسيق بين الفرق ضعيفا.
وأضاف "لم تكن هناك خرائطـ ولا أي تفاصيل"، وتعرضت الفرق لإطلاق نار، حيث دمرت أربع عربات "همفي" وقتل جندي واحد على الأقل. ويقول العميد هاشم الذي اصيب في العملية "لقد وصلنا الجسر ولكن كانت العملية كارثة"، ولم يكن هدف العملية "سوى اثبات وجودنا هناك".
وتشير الصحيفة إن العملية تعتبر واحدة من سلسلة من المهام التي لم يخطط لها بشكل دقيق وتعبر عن الطريقة التي رد فيها الجيش على المعركة ضد
داعش والجماعات المسلحة الأخرى في الأنبار، وتظهر في مستوى آخر ضعف القوات العراقية التي تقول الصحيفة إن الولايات المتحدة أنفقت عليها 20 مليار دولار أمريكي للتدريب والتسليح.
وتواصل الصحيفة وسط حالة الفوضى التي اعترت رد الجيش العراقي على دخول قوات داعش الأنبار "في كانون الأول/ ديسمبر، قتل عشرات من الجنود بمن فيهم قائد فرقة وعدد آخر من الضباط البارزين في كمين نصب لهم حيث كانوا يحاولون مهاجمة معسكر تدريب تابع لداعش، وقد أدى هذا برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لاتخاذ موقف أكثر شدة بما في ذلك قمع المعتصمين الذين كانوا يتظاهرون ضد الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة".
وفي مثال آخر يظهر ضعف رد القوات العراقية، وحدث في كانون الثاني/ يناير إعدام لأربعة من أفراد القوات الخاصة القى القبض عليهم مقاتلون متشددون حيث وضعت أفلام إعدامهم على الإنترنت.
وكان نور الدين إسماعيل الجواري (22 عاما) من بلدة الزعفرانية الفقيرة، وحاول أقاربه معرفة ما حدث له في الساعات الأخيرة، حيث أخبرهم رفاقه بأن فريق الجواري ترك وحده بدون مساعدة عندما ضربت متفجرة سيارته "وكانت الفوضى هي سيدة الموقف" كما يقول شقيقه مؤيد. ويضيف إن سيارة همفي أخرى أرسلت للبحث عن الفريق ولكنه كان قد ذهب.
وتشير الصحيفة إلى استجابة الحكومة الأمريكية لمناشدات حكومة بغداد، حيث أرسلت أسلحة ثقيلة للجيش العراقي وطائرات تجسس،فيما طلبت بغداد من الحليفة طهران مساعدات عسكرية حيث ذكرت وكالة أنباء رويترز أن المالكي وقع صفقة بقيمة 195 مليون دولار تقوم بموجبها طهران بتزويد الجيش العراقي بأسلحة وذخائر. وطلبت الخارجية الأمريكية توضيحات من الحكومة العراقية.
ولكن مراقبين تحدثوا للصحيفة قالوا إن السلاح يجب أن لا يكون أولوية. ونقل عن مسؤول قوله "ما يحتاجون إليه أكثر هو التدريب والمعلومات الأمنية". وكان التدريب الأمريكي للجيش العراقي قد توقف بعد انسحاب الجيش الأمريكي من العراق في نهاية عام 2011 ، وهناك محادثات مشتركة لإحيائه من جديد.
ويقول على الموسوي، المتحدث باسم الحكومة العراقية إن المعارك في الأنبار ساعدت على "الكشف عن مظاهر الضعف والقوة" للجيش العراقي، وأظهرت حاجة الجيش للتدريب على عمليات مكافحة الإرهاب. وتفكر الولايات المتحدة والعراق والأردن تدريب القوات العراقية من قبل القوات الأمريكية (1500 جندي) المتمركزة في الأردن.
وفي مقابلات مع الجنود العراقيين قالوا فيها إن الحصول على المعلومات الأمنية هي المشكلة، وفي الوقت الذي تشرك الحكومة الأمريكية العراقيين بالمكالمات الهاتفية التي تم التنصت عليها والمعلومات الإستخباراتية إلا أن الجنود يشعرون وكأنهم يعملون في الظلام حسب العميد هاشم.
ففي العشرة أيام الأولى في الأنبار أنه وجنوده مروا في طريق يمرعبر قرية بو فرج التي يسيطر عليها المقاتلون، وبعد أن تعرضت عربة تحمل أسلحة خفيفة لإطلاق النار، فقد احتاج الجنود 9 ساعات للخروج منها، وجرح في الحادث أربعة جنود وقتل آخر، كل هذا على الرغم من وجود طريق أكثر أمانا للقرية.
ويقول جندي آخر انهم لم يكونوا يعرفوا أي شيء عن الأنبار ولا جغرافيتها " عندما قاتلنا في الديوانة كنا نعرف كيف نسيطر عليها، ولكننا لا نعرف شيئا علن الأنبار في الوقت الذي تعرف فيه داعش أكثر".
ورغم أن القوات العراقية تنشط في الرمادي إلا ان مدينة الفلوجة لا تزال خارجة عن سيطرة الحكومة ومنذ أكثر من شهرين، وتحاول الحكومة التفاوض من خلال القبائل على خروج المسلحين،حيث تخشى من ارسال القوات لداخل المدينة.
ولم تعلن الحكومة العراقية عن عدد القوات التي قتلت في المعارك الأخيرة إلا أن بعض المالكي في لقاء الشهر الماضي تحدث عن مقتل 80 من القوات العراقية في الأسبوعين الأولين من شهر كانون الثاني/يناير.