سياسة عربية

غزيون يلجأون للطاقة الشمسية لمواجهة أزمة الكهرباء

رغم التكلفة المرتفعة للألواح الشمسية إلا أنها الخيار الأكثر أمانا - (أرشيفية)
رغم التكلفة المرتفعة للألواح الشمسية إلا أنها الخيار الأكثر أمانا - (أرشيفية)
تنتصب ألواح شمسية على سطح مستشفى للاطفال في مدينة غزة؛ بهدف تزويد قسم حديثي الولادة في المستشفى بالتيار الكهربائي، في ظل انقطاع الكهرباء المتكرر في قطاع غزة لعدم توفر الوقود.

ورغم التكلفة المرتفعة للألواح الشمسية التي يتم وصلها بمحول للطاقة، وعدد من بطاريات توليد الكهرباء، إلا أن هذا الخيار يعتبر الأمثل بالنسبة لقسم "الحضانة" في مستشفى "النصر" للاطفال شمال مدينة غزة؛ لمواجهة ازمة الكهرباء.

ولجأت ادارة المستشفى لنظام الالواح الشمسية؛ من أجل إمداد قسم الحضانة الذي يضم نحو أربعين رضيعا بـ20 كيلواط من الكهرباء، بتمويل من مؤسسة "سواعد" الخيرية البريطانية، وبكلفة مئة الف دولار بحسب مدير المستشفى نبيل البرقوني.

ويوضح البرقوني: "نعتمد على الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء للحضانة، قطع التيار الكهربائي عن الاجهزة اللازمة للمواليد الجدد او الاطفال الخدج لثانية واحدة قد يؤدي لوفاة الطفل".

وقال: "ما دفعنا للتفكير بهذا المشروع هو انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في قطاع غزة؛ بسبب الحصار وقلة الوقود منذ الاحداث في مصر".

ويعاني قطاع غزة من أزمة في الكهرباء منذ أن قصفت "اسرائيل" محطة توليد الكهرباء الوحيدة فيه منتصف عام 2006 التي تغطي نحو نصف حاجة القطاع من الكهرباء، بينما توفر "اسرائيل" ومصر باقي الكمية.

إلا أن هذه المحطة تتوقف كثيرا عن العمل؛ لنقص الوقود الصناعي اللازم لتشغيلها، وتفاقمت ازمة الوقود خصوصا بعد الحملة الامنية المصرية وهدم مئات الانفاق على الحدود مع قطاع غزة بعد انقلاب الجيش على الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي في 3 تموز/ يوليو الماضي.

وأُعيد تشغيل المحطة بعد توقفها لـ50 يوما عندما تم ضخ وقود صناعي من "اسرائيل"، لكن ساعات انقطاع التيار الكهربائي تصل إلى 12 ساعة يوميا.

وأكد اشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة غزة أن "قسم العناية المكثفة لمرضى القلب بمستشفى الشفاء يعمل ايضا على الطاقة الشمسية".

من ناحيتها، أعلنت وزارة التربية والتعليم في غزة في بيان صحفي أنها وقعت اخيرا اتفاقية مع الإغاثة الإسلامية، لتنفيذ مشروع إنشاء خمس مدارس جديدة مزودة بخلايا الطاقة الشمسية بمبلغ 6 ملايين دولار، بتمويل من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لدعم الشعب الفلسطيني، بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية جدة.

وعمد عدد قليل من المواطنين إلى اختيار الطاقة الشمسية لتجهيز منازلهم بها، حيث قام شادي جواد (44 عاما) بتركيب ألواح شمسية في منزله وسط غزة بعد ان حصل على قرض مصرفي، ويقول: "لا يوجد كهرباء ولا وقود لتشغيل المولدات بغزة، لكن هناك شمس يمكن الاستفادة منها".

ويضيف الرجل وهو موظف في السلطة الفلسطينية: "كلفني المشروع 5000 شيكل (1450 دولار)، وأحصل على تيار كهربائي يكفيني لإنارة المنزل وتشغيل التلفزيون تغطي ساعات انقطاع الكهرباء العامة".

ويؤكد "انها طريقة آمنة لي ولاطفالي خوفا من المولدات. المبلغ كبير بالنسبة لي لكنني ادفعه مرة واحدة فقط بدلا من شراء البنزين كل يوم بسعر غال للمولد الكهربائي؛ حيث إن سعر ليتر البنزين يبلغ سبعة شواكل".

وكثيرا ما تكررت حوادث وفاة في قطاع غزة؛ بسبب انفجار مولدات كهربائية صغيرة او حريق بسبب استخدام الشموع للانارة.

وشجعت ازمة الكهرباء والوقود محمد الصوالحي لاقامة شركة "شمس النهار للطاقة البديلة" في غزة.

ويقول الصوالحي وهو مدير عام هذه الشركة: "فكرنا ان الطاقة الشمسية افضل خيار لنا في غزة، وبدأنا باستيراد ألواح شمسية ألمانية الصنع من الصين وتركيبها في غزة".

ويشير الى ان شركته "نفذت عشرات المشاريع لتركيب الالواح الشمسية خلال هذا العام للعديد من المؤسسات والمنازل".

وعن تكلفة هذه الالواح يقول إن "كيلواط واحد يكلف 4000 شيكل، ويكفي لإنارة منزل صغير لثماني ساعات".
التعليقات (0)