شدد رئيس السلطة
الفلسطينية بالضفة الغربية، محمود
عباس، على أن عملية التسوية السياسية "يجب أن تكون مبنية على الشرعية الدولية التي أنشأت على أساسها دولة إسرائيل"، وفقاً لما قاله في كلمة له أمام وفد إسرائيلي، الأحد، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله.
وأضاف عباس: "يجب أن لا نضيع فرصة السلام، وأن لا ندعها تفلت من بين أيدينا"، مستدركاً القول: "الجهد من أجل السلام ليس رفاهية، وإنما هو لبناء مستقبل متين قوي".
وعن قضية
اللاجئين، نفى عباس أن يكون قد اقترح أن اللاجئين يعودون إلى أرضهم التي هجروا منها، قائلاً "لكن لن نسعى أو نعمل على أن نغرق إسرائيل بالملايين لنغير تركيبتها السكانية".
وأضاف: "قضية اللاجئين: "هناك دعاية تقول إن أبو مازن يريد أن يعيد إلى إسرائيل خمسة ملايين لاجئ لتدمير دولة اسرائيل، هذا الكلام لم يحصل إطلاقاُ".
وبيّن عباس: "هذه التنازلات لن نتراجع عنها، وهي أصبحت حقيقة واقعة ومستعدون للتفاوض على أساسها، ولكن ليس أن يقولوا إنها مواقف فلسطينية ويجب تقديم تنازلات أكثر"، وفقاً لخطابه.
وكان وفد إسرائيلي مكون من 270 يهودياً من طلبة الجامعات والكليات الإسرائيلية، ونشطاء سلام وسياسيين إسرائيليين التقى، الأحد، محمود عباس وشخصيات فلسطينية أخرى في مقر الرئاسة "المقاطعة".
وألقى عباس كلمة أمام
الوفد اليهودي ركز فيها على عملية التسوية السياسية والمفاوضات مع دولة الاحتلال وقضايا الحل النهائي، لافتاً النظر إلى أن "الدولة الفلسطينية ستقوم على أساس حدود عام 1967، وأن قضايا الوضع النهائي يجب أن تحل حلاً مبينا على الشرعية الدولية".
وحول قضية
القدس المحتلة، أشار عباس إلى أن "القدس الشرقية التي احتلت عام 1967 هي عاصمة دولة فلسطين"، متابعاً: "ولكن لا نريد إعادة تقسيم القدس، فالقدس مفتوحة، وهذه هي بداية التعايش الحقيقي بين الشعبين".
وعن مطالبة دولة الاحتلال السلطة الاعتراف بـ"يهودية الدولة"، أكد عباس "في عام 1993 اعترف أبو عمار بدولة إسرائيل، ومنذ ذلك التاريخ وحتى 2009 كنا نقول دائما نحن نعترف بدولة إسرائيل، وإذا أرادت إسرائيل أن نعترف بهيودية الدولة فليذهبوا إلى الأمم المتحدة، وليطالبوا بقرار دولي وعند ذلك نحن سننصاع له".
ونشرت وكالة الأنباء الرسمية كلمة رئيس السلطة، محمود عباس، أمام الوفد اليهودي، حيث خاطب الوفد مؤكداً أنه كان يسعى "بشغف" لكي يلتقي "جيل الشباب الإسرائيلي"، مستطرداً: "الجيل الذي نعمل هذه الأيام من أجل مستقبله ومن أجل أن تعيشوا بأمن واستقرار في هذه المنطقة، وفي هذا العالم، هذا الجيل يقابله في المجتمع الفلسطيني جيل آخر يشبهه في كل شيء".
وجاء في الخطاب تأكيد عباس على خيار واحد لحل القضية الفلسطينية وهو "من خلال السلام والحوار والمفاوضات"، لافتاً إلى أن ذلك سيجلب لدولة الاحتلال الأمن والعيش "جيراناً في دولتين مستقلتين في هذه المنطقة".
وأوضح: "هذا الحل سيأتي باعتراف كل الدول العربية والإسلامية بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها وهذه ليست تمنيات وإنما واقع"، وفقاً لخطابه.
وكشف عباس أن
المفاوضات التي أجراها مع رئيس وزراء الاحتلال السابق، ايهود أولمرت، ناقشت كل القضايا واقتربت من الحل، وقال: "ولكن في اللحظة الأخيرة سقط اولمرت، واضطررنا إلى أن نعود إلى دائرة الصفر، وتعرفون لماذا سقطت".
وأكد عباس أن السلطة قدمت تنازلات خلال المفاوضات مع دولة الاحتلال، مبيناً أن السلطة طرحت "تبادلاً طفيفاً بالقيمة والمثل في الأراضي لتسهيل بند تحديد الحدود".
وعن القوات الدولية، قال عباس: "قيل إن إسرائيل حساسة جداً تجاه الأمن، نقدر هذه الحساسية وإنها خائفة من المستقبل ومن التطرف أيضاً، لا بأس، لنأتي بطرف ثالث يأتي إلى أرضنا من أجل أن يحمي الأمن في المنطقة، لنا وللإسرائيليين، قبلنا أن يكون الطرف الثالث هو حلف الناتو".
وحول الحدود، طالب عباس بتحديدها "وفق تبادلية معقولة بالقيمة والمثل"، وأكد : "نحن نريد حسب ما ورد في اتفاق أوسلو قوة شرطية قوية، ولا نريد القتال والحرب وأيدينا ممدودة للسلام، لا نريد رؤية الحروب والنووي والصواريخ".
وختم عباس كلمته "نحن نتفاوض لمدة تسعة أشهر تنتهي في شهر نيسان، فإذا لم يتحقق السلام وأضع خطاً أحمر تحت ما أقوله 'لن نعود إلى العنف، لكن ضعوا أنفسكم مكاننا وقولوا لنا ماذا نفعل؟".