لماذا يترشح عنان ؟

رغم أن الترشح لمنصب رئيس الجمهورية حق مكفول لكل مواطن يري انه يقدر علي تحمل مسئوليات هذا المنصب الكبير ويستوفي الشروط القانونية لهذا الترشح‏,‏يبدو إصرارالفريق سامي عنان علي ترشيح نفسه منافسا للمشيرعبدالفتاح السيسي أمراعسيرا علي الفهم‏,‏يدعو إلي الدهشة‏,‏خاصة ان الفريق عنان اختار موقف العزلة بعد ان احاله مرسي إلي التقاعد‏.‏

ولم يشارك منذ خروجه في اية فعاليات سياسية تشير إلي اهتمامه بالشأن العام,وفي الاغلب كان يمتنع عن ان يقول رايه في مناسبات كثيرة تلزم كل مهتم بشؤن وطنه ان يفصح عن موقف واضح ومحدد..,وعندما نشرالفريق عنان مذكراته,لم يجد فيها المصريون جديدا يدعو إلي الاهتمام,بإستثناء القصة التي رواها عن حديثه الهامس مع المشيرحسين طنطاوي حول امكانية تدخل الجيش للتخلص من جماعة الاخوان,وعندما سأله المشير طنطاوي,إن كان قد تحدث في هذا الشأن مع اي من أعضاء المجلس العسكري,نفي الفريق عنان بشدة,عندئذ طلب منه المشير طنطاوي إلا يعاود فتح هذا الموضوع مع أحد بالمرة.!

ولا اظن ان في وسع احد أن ينكرعلي الفريق عنان حقه في ان يرشح نفسه لان ذلك حقه كمواطن,ولاننا نريد للسيسي ان يخوض الانتخابات ضمن مجموعة من المرشحين يفاضل بينهم الشعب في انتخابات حرة نزيهة,ولا نريده مرشحا اوحد في انتخابات صورية تعيد لاذهاننا انتخابات الرئاسة السابقة,ومع ذلك فان التساؤل عن بواعث ترشيح الفريق عنان في هذه الظروف الصعبة أمر طبيعي بل وضروري,خاصة انه يفتقد المساندة الشعبية الواضحة التي تكون عادة جزءا من حيثيات الترشيح لهذا المنصب.

كما ان عنان منذ خروجه من منصبه لم يشارك في اي عمل شعبي او نخبوي يساعد علي تعزيز مكانته وسط الناس,وبالتالي يصبح من حق كل مصري أن يسال الفريق عنان عن اسباب ترشحه وطبيعة القوي التي يمكن ان يعتمد عليها في دخوله إلي معركة الرئاسة القادمة,إلا أن يكون في حسبانه ان تذهب إليه اصوات جماعة الاخوان وأنصارهم, ليس من أجل ان ينجح عنان,ولكن من اجل ان يقلل حجم الاكتساح الواسع الذي يمكن ان يحققه السيسي,وربما ياملون في أشياء أخري!

(الاهرام)