أصابه الملل الشديد من البطالة، فصمم صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "
فيسبوك"، يدعو فيها إلى
الهجرة، ويعرب عن آماله وطوحاته في ذلك، ويدعو من يشاركه المشاعر والأحلام نفسها إلى التفاعل مع الصفحة.. فلا تكاد تمر سوى أيام قليلة حتى ينضم إليه خمسون ألفا.. كلهم
مصريون، وكلهم يتطلعون -مثله- إلى تحقيق حلم الهجرة عن بلاده التي بات يعاني فيها معاناة شديدة، إلى أي دولة في العالم، حتى لو دولة أفريقية!
القصة بطلها شاب مصري، نقلت جريدة "الوطن" اليومية المصرية الصادرة الثلاثاء 21 كانون الثاني/يناير 2014 قصته، وكيف أنه كان كلما طرق بابا وجد نفسه يصل إلى النتيجة نفسها، وهي أنه : "لا مفر من الهجرة".
وهكذا بمجرد أن اتخذ قراره بالبدء في إجرءات الهجرة، حتى انضم إليه أصدقاؤه، وأقاربه، ومن هنا وضع أزمته وقراره على صفحة فيسبوك، خصصها لهذا الغرض، ونام ليلته ليصحو على خمسين ألف شاب وفتاة آخرين قد انضموا إليه، وحولوا قراره إلى حملة تحت شعار "يلا نهاجر".
لم تكن ثورة 25 يناير 2011 بالنسبة لمحمد سمير مجرد هتاف، وإنما غاية، وأسلوب حياة - تقول الجريدة - لكنه تجرع مرارة البطالة طيلة السنوات الثلاث الماضية بعدها.
يقول: "للأسف بورسعيد زيها زي بقية المحافظات.. ما فيهاش شغل برغم المنطقة الحرة.. ومن هنا نشأت فكرة الصفحة على الفيسبوك لدي.. الفكرة بدأت شخصية لكنها تحولت إلى حملة انطلاقا من دائرة المعارف.
ويضيف: "اتكلمت مع أصحابي، وأصحابي كلموا أصحابهم.. وهكذا انطلقت الفكرة زي الشرارة.. وفتحت جرحا مغلقا من سنين عن
شباب كثيرين".
أوائل العشرينيات هي الفئة العمرية التي لاحظها الشاب العشريني خلال رصده للمنضمين للفكرة.. ويتعجب من الإقبال الرهيب على فكرته -كما يقول- من قبل الجنس الناعم.
يقول: "فيه بنت كلمتني، وقالت لي: أنا معاكم.. سألتها عن السبب قالت: في أي بلد تانية في العالم ها أشعر بآدميتي".
ويبدو أن ذلك ما يبحث عنه آلاف المصريين في الظروف الراهنة بعد أن سيطرت سلطات الانقلاب على البلاد، وقذفت بها إلى آتون المجهول!