مقالات مختارة

قناة البحرين والأمن القومي

طه عبد المطلب
1300x600
1300x600
في اطار المخططات التي تسعي إلي ترسيخ كيان الدولة العبرية في المنطقة العربية ومحاولة إسرائيل توسيع نطاق التطبيع العربي‏..‏ وقعت إسرائيل مع ممثلين عن الأردن وفلسطين اتفاقا يقضي بربط البحر الأحمر بالبحر الميت‏.‏

وفي حقيقة الأمر فإنه بموجب هذا الاتفاق سوف يتم ضخ002 مليون متر مكعب سنويا من البحر الأحمر منها08 مليون متر مكعب سوف يتم تحليتها في العقبة.. وسيكون من نصيب إسرائيل03 مليون متر لمصلحة إيلات ووادي عربة ونحو03 مليون متر مكعب للأردن.. بالإضافة إلي03 مليون متر إلي الفلسطينيين لتحسين امدادات المياه لسكان الضفة الغربية.

ويتضمن الاتفاق مد أربعة أنابيب بين البحرين الميت والأحمر واقامة محطة تحلية بمدينة العقبة ونقل المياه شديدة الملوحة الناتجة عن عملية التحلية إلي البحر الميت.

وتستغرق المدة الزمنية اللازمة لإقامة هذا المشروع نحو5 سنوات بتكلفة تبلغ004 مليون دولار سوف يعمل البنك الدولي علي توفيرها لإقامة هذا المشروع. وتسعي إسرائيل نحو تنفيذ هذا المشروع والذي وصفته بالاتفاق التاريخي إلي تحقيق الأهداف الآتية:

1ـ انقاذ البحر الميت من الجفاف بعد أن جفت مصادر المياه العذبة التي كانت تتجه إليه.. حيث حولت إسرائيل92% من المياه التي كانت تذهب من الأنهار إلي البحر الميت لصالح الزراعة في إسرائيل.

2ـ انشاء محطات لتحلية المياه تعتمد علي الخبرة الإسرائيلية. استغلال فارق الارتفاع بين البحرين الأحمر والميت في توليد الكهرباء وزيادة قدرة إسرائيل علي إنتاجها بنحو52%

3 ـ الحصول علي مياه لتبريد المفاعلات النووية الجديدة التي تنوي إسرائيل اقامتها في منطقة النقب.

4ـ توفير المياه العذبة لإسرائيل والتي تحتاج إليها لإقامة مجتمعات عمرانية جديدة تساعد علي إعادة توزيع السكان المكدسين في وسط إسرائيل.

5ـ إيجاد صناعات إسرائيلية جديدة كصناعة تحلية المياه.

وإذا كانت هذه الأهداف تمثل المصالح الحيوية لإسرائيل من وراء تنفيذ هذا المشروع.. إلا أن هذا المشروع يمثل بعض التهديدات الرئيسية للأمن القومي المصري.

وتتمثل هذه التهديدات في تكوين المسطحات المائية لتخزين المياه والتي سوف تؤدي إلي حدوث تغير عكسي في الحياة البرية.. حيث لن تتمكن الكائنات من عبور المسطحات المائية.. كما أن بحيرات مياه البحر تتسبب في زيادة الحشرات التي قد تساعد علي سرعة انتشار الأمراض.. وبالإضافة إلي ذلك سوف نجد بعض الآثار السلبية علي الشعاب المرجانية في ظل تدفق المياه من البحر الأحمر إلي البحر الميت.. الأمر الذي سوف يؤثر في مجمله علي الاستثمارات السياحية في هذه المناطق.

وإذا كانت هذه الآثار السلبية لهذا المشروع سوف تؤثر علي المجال السياحي فلا يخفي علي كثير من المهتمين برصد الزلازل أن هذه المنطقة تشهد حركة من التصدعات التي ينتج عنها حدوث الزلازل المدمرة.

وتشير وثائق التسجيلات التاريخية إلي حدوث زلازل كبيرة.. حيث تركزت التسجيلات الزلزالية بنظام علي مدي الخمسة عشر عاما الماضية في الجنوب وبخاصة في خليج العقبة.. ومما سوف يزيد الأمر خطورة إن إنشاء قناة بمياه البحر بوادي عربة سريع التبخر من المحتمل أن يؤدي إلي زيادة مخاطر الزلازل.. كما أن انتقال الطاقة الزلزالية من منطقة البحر الميت إلي الدول الواقعة علي الحدود ومن بينها مصر مما قد ينتج عنه تعرض المرافق والبنية الأساسية بشبه جزيرة سيناء والخط الساحلي للبحر الأحمر إلي التدهور والتدمير.

ومن المخاطر المحتملة لتنفيذ هذا المشروع التأثير علي المياه الجوفية بسيناء بزيادة ارتفاع نسبة ملوحة المياه الجوفية.. حيث إن خزان المياه الجوفية الرئيسي بسيناء معروف بأنه من أكثر خزانات المياه الجوفية انخفاضا ويعد المصدر الرئيسي لاستمرارية برامج التنمية.. الأمر الذي سوف ينعكس سلبيا علي التنمية في سيناء.


(الاهرام)
التعليقات (0)