تجار: سوق الذهب فقد جاذبيته الاستثمارية في مصر

استبعد تجار في سوق المشغولات الذهبية بمصر استقطاب تجارتهم لمتعاملين في شهادات الاستثمار الحكومية بعد تخفيض العائد عليها علاوة على تراجع القوة الشرائية للمواطنين.

وقال رفيق عباس، رئيس شعبة المشغولات الذهبية باتحاد الصناعات المصري، إن تراجع القوة الشرائية تجعل اتجاه المصريين إلى الاستثمار في الذهب خلال الوقت الحالي أمر صعب حتى مع تراجع العائد على شهادات الاستثمار.

وكانت الحكومة المصرية المؤقتة خفضت سعر العائد على شهادات الاستثمار، التي يديرها البنك الأهلي المصري (حكومي) لصالحها، ثلاث مرات خلال شهور أيلول/سبتمبر، وتشرين الثاني/ نوفمبر، وكانون الأول/ ديسمبر، الماضية لتتراوح حسب الوعاء الادخاري بين 9.25% و9.75% بدلا من 10% و10.5%.

وتعد شهادات الاستثمار، التي يقوم بتسويقها البنك الأهلي ، لصالح بنك الاستثمار القومي المملوك للدولة، أكبر وعاء ادخاري في البلاد، ويتم استخدام حصيلة الشهادات لتمويل عجز الموازنة. وتتجاوز قيمة شهادات الاستثمار 100 مليار جنيه  ( 14.4 مليار دولار) طبقا لأرقام رسمية.

وسجل عجز الموازنة المصرية نحو 240 مليار جنيه ( 34.9 مليار دولار)، خلال العام المالي 2013/2012، المنتهي في يونيو/ حزيران الماضي، بما يعادل 14% من الناتج المحلي الإجمالي، فيما تقول الحكومة الانتقالية إنها تأمل في خفض العجز إلى نحو 10%.

وأضاف عباس أن احتفالات المصريين بأعياد الميلاد أدت إلى زيادة مبيعات المشغولات الذهبية بنسبة 100? خلال الأسبوع الماضي مقارنة بشهر ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي.

وقال واصفي أمين واصف، رئيس شعبة المصوغات الذهبية بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن تخفيض العائد على شهادة الاستثمار لن يكون له تأثيرات على سوق الذهب، خاصة مع انتظار مستثمري الأوعية الادخارية البنكية، لعائد شهري منتظم.

وأضاف واصفي أن الاستثمار في تجارة الذهب يستلزم ما وصفه بسياسة "النفس الطويل" كي تكون له عوائد مجزية.

ويرى إسماعيل حسن محافظ البنك المركزي الأسبق، أن القرار الحكومي بتخفيض العائد على شهادة الاستثمار لن يكون له تأثير كبير على عدد المتعاملين في تلك الشهادات.

وقال حسن إن عامل المغامرة في الاستثمار بتجارة الذهب قد لا يدفع المتعاملين في سوق الشهادات إلى الإقبال عليه، وأضاف :" الذهب يرتفع سعره وينخفض بشكل مفاجئ في أوقات كثيرة".

وأضاف محافظ المركزي الأسبق:" كل مواطن يختار الطريقة الاستثمارية لأمواله وفقا لاحتياجاته الخاصة سواء كانت بالاستثمار بالأوعية الادخارية البنكية أو الاستثمار بأساليب أخرى مثل استثمار بالذهب، كل بحسب ظروفه الخاصة".