مقاتلو "داعش" يسيطرون على مناطق واسعة بالرمادي

قال مصدر أمني إن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، المحسوب على تنظيم القاعدة، يسيطر حاليا على مناطق واسعة في محيط مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار غربي العراق.

وأوضح المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن التنظيم بات يسيطر على الطريق السريع الدولي، ومناطق الصوفية، ومناطق العنكور جنوبي مدينة الرمادي، لكنه لم يقترب إلى داخل المدينة.

وبحسب مصدر أمني من شرطة الرمادي، فإن الشرطة أخلت أغلب مراكز المدينة، وبينها مركز قيادة الشرطة، وأصبحت تلك المراكز تحت سيطرة مسلحي العشائر.

ومضى قائلا إن مركزين فقط بقيا في أيدي الشرطة داخل المدينة وهما القطانة والحرية، ولا زالت ثلاثة مراكز خارج المدينة في أيدي الشرطة، وهي القادسية والنفط والجويد.

 وأضاف أن كل الأسلحة والعتاد التي كانت في تلك المركز باتت في أيدي مقاتلي العشائر والمدنيين، ووقعت عمليات سرقة واسعة لمحتويات تلك لمراكز.

من جهته أخرى، قال مصدر عشائري إن "قوات من ثوار العشائر يتابعون سيطرتهم على المبانى والمراكز الحكومية، وباتت المدينة تحت سيطرتهم, كما أنهم يسيطرون على المناطق القبلية التابعة لهم خارج المدينة".

وفي وقت سابق من اليوم، قال مصدر أمني في شرطة الأنبار إن شرطيين قتلا وجرح 4 عناصر آخرين، إضافة إلى مدنيين اثنين في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري على نقطة تفتيش تابعة للشرطة المحلية عند مدخل مدينة الرطبة (300 كم غرب الرمادي).

وشهدت محافظة الأنبار، خلال اليومين الماضيين، اشتباكات بين قوات الجيش ومسلحي عشائر المحافظة بعد أن اقتحمت قوة من الجيش والشرطة ساحة اعتصام الرمادي المناوىء لرئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، ما أدى إلى تصدي أبناء العشائر المسلحين لهم لحماية المعتصمين، على حد قولهم.

في السياق ذاته أعلن تنظيم "داعش"، اليوم الأربعاء، عبر مكبرات الصوت في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبارسيطرته الكاملة على المدينة، حسبما أفاد مراسل الأناضول في الفلوجة.

وقال المراسل إن "تنظيم داعش وجه نداءً إلى جميع أفراد الشرطة المحلية للالتحاق بـ"ثوار العشائر" للدفاع عن المدينة أمام القوات الحكومية، وأعلن العفو العام عن كل من أخطأ وأساء للتنظيم فيما مضى".

وأضاف المصدر أن مسلحي ثوار العشائر في مدينة الفلوجة سيطروا على جميع المراكز الحكومية في المدينة، كما سيطروا مع تنظيم "داعش" على المساجد.

ومضى قائلا إن عدداً كبيراً من عوائل مدينة الفلوجة بدأوا في النزوح باتجاه الجهة الشمالية والغربية للمدينة، خوفاً من قيام الحكومة بعمليات أمنية ضد المدينة بعد سيطرة داعش عليها. 

ولم يتسن الحصول على تعقيب من السلطات الرسمية حول هذه التطورات في مدينتي الرمادي والفلوجة. 

ومنذ نحو عشرة أيام، تشن قوات من الجيش والشرطة العراقية عملية عسكرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" على الحدود مع سوريا والأردن، تم فيها قتل واعتقال العديد من العناصر المسلحة، بالإضافة الى مصادرة الكثير من الأسلحة والأجهزة التابعة للتنظيم، وذلك ردا على قتل التنظيم عددا من عناصر الجيش العراقي، بينهم قائد بارز.

وفي ذات السياق تراجع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأربعاء عن قرار سحب الجيش من مدن الأنبار، معلناً عن إرسال قوات إضافية إلى هذه المحافظة التي تشهد مدينتاها الرئيسيتان مواجهات متواصلة شملت اليوم إحراق مراكز للشرطة وتهريب سجناء.

وقال المالكي بحسب ما جاء في خبر عاجل على تلفزيون "العراقية" الحكومي "لن نسحب الجيش بل سندفع بقوات إضافية"، وذلك استجابة "لمناشدات أهالي الأنبار وحكومتها".

وتشهد هاتان المدينتان منذ فض الاعتصام اشتباكات بين الجيش ومجموعات مسلحة رافضة للتخلي عن الاعتصام وتضم مناصرين للنائب السني النافذ أحمد العلواني الذي اعتقل السبت الماضي في الرمادي.

وأحرق مسلحون في الرمادي اليوم أربعة مراكز للشرطة وسط تواصل الاشتباكات مع الجيش الذي انسحب نحو غرب المدينة.

وقال ضابط برتبة نقيب في شرطة الرمادي لفرانس برس "قام المسلحون بإحراق أربعة مراكز شرطة في وسط مدينة الرمادي، هي مركز شرطة الملعب ومركز النصر ومركز الحميرة ومركز الضباط".

وتشهد مدينة الرمادي بحسب مراسل فرانس برس لليوم الثالث على التوالي اشتباكات متقطعة في غربها بين مسلحين سنة والجيش وذلك منذ فض الاعتصام المناهض للسلطات التي يسيطر عليها الشيعة على الطريق السريع قرب الرمادي يوم الإثنين الماضي.

وفي مدينة الفلوجة القريبة، تمكن مسلحون من اقتحام مبنى مديرية الشرطة بعدما اخلاه عناصر الامن اثر تهديدهم بالقتل، واستلوا على اسلحة فيه واطلقوا سراح نحو مئة سجين، وفقا لنقيب في شرطة المدينة.