فيما يترقب الفلسطينيون أن يفرج الكيان
الإسرائيلي خلال ساعات عن 26 أسيرا فلسطينيا، قال عدد من الأسرى الفلسطينيين المرضى في
السجون الإسرائيلية إنهم يعانون من
إهمال طبي، بحسب شهادات أفادوا بها إلى عدد من محامي وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية.
ووفقا لبيان أصدرته الوزارة الإثنين، حصلت وكالة "الأناضول" على نسخة منه، فإن الأسير يحيى حافظ دراغمة (34 سنة) والمحكوم 22 سنة، ومن سكان طوباس شمال الضفة المحتلة، يمر بأوضاع صحية صعبة، حيث فقد الذاكرة بسبب تعرضه للضرب الشديد على يد جنود الاحتلال عند اعتقاله" يوم 14 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وأفاد دراغمة، القابع في سجن مجدو، بأن جنود الاحتلال ضربوه بشدة على رأسه؛ مما تسبب له في ارتجاج في المخ، ما أفقده الذاكرة لعدة سنوات، وكذلك سبب له فقدان التوازن، وهو يعاني من أوجاع شديدة ومن النسيان ولا يأخذ سوى المسكنات.
فيما يعاني الأسير مأمون بسام عبد الله أبو شمة، بحسب البيان، من وجود نقطة دم على الدماغ تسبب له حالة كريزا (حالة صرع) وارتجاج وتعب نفسي دائم.
وأبو شمة، القابع في سجن النقب، محكوم عليه بـ15 سنة، ومعتقل منذ عام 2001، وهو من سكان مخيم الجلزون برام الله وسط الضفة الغربية.
وأضاف الأسير أنه يشعر بحالة تخدير دائمة في جسمه وتعب شديد، ولا يقدم له العلاج سوى حبوب المنوم، ولا يستطيع الاستقرار، إلا على هذه الحبوب التي تبقيه نائما.
بينما يعاني الأسير عادل شاكر شنيور، المحكوم بالسجن الإداري لمدة ستة شهور والمعتقل منذ 22 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، من مشاكل في عينه اليمنى، والتي فقد البصر بها بسبب الإهمال الطبي.
وشنيور من سكان الظاهرية، ويقبع في سجن النقب.
وأضاف شنيور أنه، ومنذ أن بدأت الالتهابات في عينه، لم يقدم له العلاج؛ مما أدى إلى فقدانه للنظر، ويعاني من وجود مياه زرقاء فيها، وقد أبلغه الأطباء بأنه بحاجة إلى عملية شفط للمياه، وهو متخوف أن يفقد البصر في عينه اليسرى أيضا، بحسب بيان وزارة الأسرى.
كما يعاني الأسير الفلسطيني، عبد الله محمود أبو لطيفة (30 عاما)، من سكان بيت لحم، ومحكوم بالسجن 15 عاما منذ عام 2005، من ورم في الرأس منذ خمسة سنوات، ولم يقدم له العلاج اللازم.
وقال أبو لطيفة، القابع في سجن النقب، إن آلاما شديدة ومتواصلة يعاني منها في رأسه، ولا يتلقى العلاجات اللازمة ويعيش آلام رهيبة في الجهة اليمنى من رقبته.
ومضى قائلا: "أصحو من النوم من شدة الألم ولا أستطيع الاستقرار إلا على المنومات، وإدارة السجون لم تجر لي الفحوصات اللازمة ولم تعطني العلاج المطلوب، وسأرفع شكوى ضد إهمالي صحيا، حيث أخشى أن يكون ورما خبيثا".
أما الأسير زياد مطلق سعيد السيلاوي، وهو من سكان جنين ويقضي حكما مدته 17.5 سنة منذ عام 2003 ويقبع في سجن مجدو، فقال لمحامي وزارة الأسرى إنه يعاني من فقدان الذاكرة وعدم اتزان نفسي ووضعه يزداد سوءا.
وتابع السيلاوي، بحسب بيان الوزارة، أنه لا يعرف ما يدور حوله ولا يتذكر أي شيء ولا يعرف أين هو ويتلقى أدوية للأعصاب، وتصيبه حالاتكريزا بين فترة وأخرى.
معلقة على تلك الشكاوى من الأسرى المرضى، قال وزير شؤون الأسرى والمحررين في الضفة الغربية، عيسى قراقع، إن "الإفراج عن الأسرى المرضى يحتل أولوية في الجهود المبذولة سياسيا وقانونيا وجماهيريا بسبب خطورة الأوضاع الصحية التي يمر بها عدد من الأسرى المرضى، واستمرار الإهمال الطبي المتعمد".
وتابع قراقع بقوله، في بيان له، إن الملف الطبي للأسرى "يعتبر الآن من الأولويات في جهود الوزارة والقيادة الفلسطينية ومؤسسات حقوق الإنسان، فهناك حالة قلق شديدة تسود أوساط الشعب الفلسطيني والأسرى حول حياة عدد من الأسرى المصابين بأمراض خطيرة".
ومن جانبها قالت "الحركة الأسيرة" في بيانا لها نشر على الموقع الرسمي لفريق دعم الأسرى الإعلامي "فداء"، إنه على مصلحة السجون الإسرائيلية التعاطي مع هذا الملف وإيجاد الحلول المقبولة على الحركة الأسيرة.
وقررت الحركة مقاطعة عيادات السجون كافة الثلاثاء، وقامت بتوجيه رسائل موحدة إلى إدارة مصلحة السجون احتجاجا على سياسة الاهمال الطبي وتحذيرا من تفاقم الأوضاع وتصاعد الخطوات مستقبلا.
وكانت الحركة أجملت مطالبها بخصوص هذا الملف في الإفراج عن المرضى بالسرطان، وتوفير سيارة إسعاف لنقل المرضى، بالإضافة إلى التسريع في إجراء العمليات الجراحية للمرضى، وتحسين أوضاع مستشفى الرملة وافتتاح مستشفى آخر في الجنوب والشمال. والسماح بإدخال أطباء من الخارج وإجراء فحص طبي دوري للأسرى.
ويحتجز الكيان الإسرائيلي في سجونه حوالي 1400 أسير مريض، بينهم 80 مصابون بأمراض خطيرة، بحسب وزير الأسرى.
وبحسب إحصاءات رسمية لوزارتي شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في غزة ورام الله، يقبع نحو 4660 أسيرًا وأسيرة في 17 سجنًا ومعسكرًا إسرائيليا.