تدفق عشرات آلاف الزوار، على "
متحف مولانا"، في مدينة
قونيا وسط تركيا، من أجل زيارة ضريح كبير المتصوفين في العالم الإسلامي،
مولانا جلال الدين الرومي، في ذكرى رحيله الـ 740 التي تصادف اليوم.
وزار آلاف الأتراك والسياح الأجانب القادمين من مختلف أنحاء العالم ضريح الرومي، وقراءة الفاتحة وآيات قرآنية على روحه أمام قبره، فيما لم يخف عدد كبير منهم التأثر من هذه الزيارة.
وبرز من بين السائحين الأجانب السياح القادمون من إيران، فيما زار المتحف أيضا سياح من اليابان، ودول وسط آسيا الإسلامية.
ويقع متحف مولانا وسط قونيا، ويضم آثارا تعود للمولوية وجلال الدين الرومي، وبعضا لمخطوطات كتبه وأشعاره، فضلا عن نسخ من القرآن الكريم تعود للفترة العثمانية كتبت بخط اليد.
وجلال الدين الرومي من أهم المتصوفين في التاريخ الإسلامي، أنشأ طريقة صوفية عرفت بالمولوية وكتب كثيرا من الأشعار، وأسس المذهب المثنوي في الشعر، وكتب مئات آلاف أبيات الشعر عن العشق والفلسفة.
ويصادف اليوم ذكرى وفاة الرومي في مدينة قونيا، وفي كل عام تقام احتفالات تمتد لعشرة أيام احتفاءً بذكراه، فيما يعرف "شيبي عروس" أي ليلة العرس بالفارسية، والتي كان ينتظرها الرومي ليعود إلى الذات الإلهية وفق منظور
تصوفي.
وأسَّس جلال الدين الرومي في تركيا الطريقة المولوية، ونظَّمها بعد وفاته ابنُه الأكبر سلطان وَلَد، ومن سماتها وخصائصها التي عُرفَتْ بها، الرقص المعروف، أو "السماع" مع الدروايش فيما تعرف عن المتصوفين بالاتصال مع الذات الإلهية بهذه الرقصة.
ولد الرومي في مدينة بلخ بخراسان، في 30 أيلول/سبتمبر 1207، ولقب بسلطان العارفين لما له من سعة في المعرفة والعلم. استقر في قونيا حتى وفاته في 17 كانون الأول/ديسمبر 1273، بعد أن تنقل طالبا العلم في عدد من المدن أهمها دمشق.