صحافة إسرائيلية

رموز الأمن ضد هجوم نتنياهو على اتفاق النووي

اتفاق جنيف النووي اثار مخاوف "اسرائيل" (ارشيفية) - ا.ف.ب
اتفاق جنيف النووي اثار مخاوف "اسرائيل" (ارشيفية) - ا.ف.ب
من الواضح أن الجدل حول اتفاق النووي مع إيران لن يتوقف في الساحة الإسرائيلية سريعا، لكن منحنى التعاطي مع الاتفاق قد بدأ يميل لصالح التعايش معه، بل والثناء عليه في بعض الأحيان، مع رفض لسلوك نتنياهو في تعامله مع الإدارة الأمريكية والغرب.

لا يتوقف الأمر عند حدود قادة المعارضة، وحتى بعض الأحزاب المنضوية في الائتلاف الحكومي مثل حزب العمل، فضلا عن قطاع كبير من الصحافيين والمحللين، ولكنه، وهذا هو الأهم، شمل قطاعا معتبرا من قادة الأمن السابقين من العيار الثقيل، في ظل صعوبة أن يتحدث القادة الحاليون خلافا لما يقوله نتنياهو ورموز الحكومة.

الخبير الأمني في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل عالج هذه القضية في تحليله السياسي اليوم، والذي كان بعنوان "رؤساء "أمان" السابقون يرون في الاتفاق مع إيران جانبا إيجابيا". وجهاز "أمان" هو
شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، أو الاستخبارات العسكرية بحسب المصطلح السائد
عربيا.

بدأ عاموس هرئيل تحليله ساخرا بالقول "أمام الندب الجماعي الذي صدر عن وزراء حكومة إسرائيل منذ يوم الأحد صباحا، كان يمكن أن نتوقع في ظاهر الأمر أن يستجيب رؤساء المجموعة الاستخبارية السابقون للأمر، فيلبسون الملابس العسكرية ويتجندون للمعركة التي تقوم بها الدولة الآن، في محاولة لإقناع العالم بخطر الاتفاق الذي وقع عليه في جنيف". ويضيف هرئيل، "لكن ذلك ليس هو الذي حدث بالفعل".

أول رأي يستعرضه "هرئيل" هو للرئيس السابق للاستخبارات اللواء احتياط عاموس يدلين، والذي قال ساخرا: "حينما سمعت الردود في القدس على الاتفاق، اعتقدت لحظة بالخطأ أن إيران بدأت تطور رأسا نوويا". أما سلفه في المنصب اللواء احتياط أهارون زئيفي (فركش)، فذهب نحو "التحذير من الأضرار المتوقعة للقطيعة التي أخذت تشتد بين إسرائيل والولايات المتحدة"، ما يعكس موقفا مختلفا من الاتفاق.

يوفال ديسكين، ومئير داغان، رئيسا الموساد السابقان كان لهما رأي مشابه إلى حد كبير، فقد نقل عنهما "هرئيل" رفضهما "الانضمام إلى الجوقة المقدسية. وكلاهما شريك في رأي أن الاتفاق الأولي في جنيف، ورغم أنه لا يخلو من العيوب، إلا أنه أفضل من الاحتمالين الآخرين؛ وهما استمرار التقدم الإيراني نحو القدرة النووية أو هجوم اسرائيلي يخالف موقف المجتمع الدولي".

ويخلص عاموس هرئيل من هذه المعالجة إلى القول إن "المعضلة التي تواجه إسرائيل الآن مختلفة، وهي هل تستمر في الشجار مع الإدارة الامريكية علنا، أم تحاول تحسين علاقات العمل بها، والتأثير في نوع الرقابة التي ستُستخدم على المواقع الذرية في الفترة المرحلية، والمساعدة على صوغ الاتفاق الدائم مع إيران اذا ما أُحرز في المستقبل".

هذا الجدل برمته يؤكد كما يذهب خبراء في الشأن الإسرائيلي إلى أن نتنياهو ليس مقتنعا حقا بخطورة الاتفاق، ولكنه يمارس هوايته التقليدية في الصراخ من أجل مزيد من الابتزاز، مستندا إلى تأييد كبير له في الكونغرس، وتبعية كبيرة من قبل اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة لسياساته.

 
التعليقات (0)