حذرت منظمة
مراسلون بلا حدود من التهديد المستمر الذي تتعرض وسائل الإعلام في مناطق
حلب التي تخضع لسيطرة الكتائب المقاتلة، وخصوصاً "داعش"، مشيرة إلى "عمليات الاختطاف والقتل والتدمير" التي يتعرض لها الإعلام على يد قوات النظام السوري أو المقاتلين المعارضين.
وأشارت المنظمة في تقرير لها؛ إلى أن "الجيش النظامي (كثّف) هجماته على حلب في الآونة الأخيرة، حيث لا يتوانى عن استهداف الفاعلين في الحقل الإعلامي السوري".
وأوضحت "مراسلون بلا حدود" أيضاً أنه أمام تهديدات "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، يلوذ الإعلاميون السوريون بالفرار إلى خارج البلاد. وقالت المنظمة: "منذ بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر تفاقم هذا النزيف بهرب أكثر من عشرة صحفيين سوريين إلى تركيا. وفي المقابل، قرر العديد من الفاعلين في الحقل الإخباري البقاء في
سورية، ولكن مع وقف جميع أنشطتهم خوفاً من العمليات الانتقامية".
وفي أحدث انتهاك، قتل الناشط الإعلامي محمد أحمد تيسير بلو (المعروف باسم محمد العنداني) في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث أصيب برصاصة في الرقبة، بعدما أطلق عليه النار قناص من قوات النظام السوري أثناء تغطيته الاشتباكات في محيط فرع المخابرات الجوية غرب حلب حلب. وبلو مدير تحرير تلفزيون شهبا ومراسل وكالة شهبا برس ورئيس المكتب الإعلامي للواء أحرار سورية.
كما تعرضت مؤسستان إعلاميتان للقصف بطيران النظام السوري خلال نحو 24 ساعة. فقد تعرض مكاتب "شبكة حلب نيوز" الإخبارية في منطقة الشيخ نجار (شمال حلب) للقصف في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر. وأشارت المنظمة رسائل صوتية تمكن بعض الناشطين من الوصول إليها جاء فيها أحاديث لجنود في قوات النظام السوري أنه كان يتعين استهداف مقر الشبكة الإخبارية "لأن هؤلاء الكلاب من النشطاء الإعلاميين كانوا يوجدون داخل المبنى".
وفي اليوم السابق، تعرض مقر "مركز حلب الإعلامي" في حي الميسر لقصف مشابه، حيث أصيب أربعة أشخاص كانوا داخل في المقر.
اعتداءات "داعش":
وفي المقابل، لاحظت "مراسلون بلا حدود" تصاعداً في حدة عمليات الخطف بحق الإعلاميين على يد جماعات تقول إنها تقاتل ضد النظام السوري، منذ مطلع شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، مشيرة إلى اختطاف خمسة صحفيين أو مواطنين صحفيين خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
ومن بين من اختطفوا أحمد بريمو في حي الزيدية في حلب، وعبد الوهاب الملا المعروف بتسجيلاته المصورة الناقدة للانتهاكات في المدينة وجرى اختطافه بعد اقتحام منزله في حي هنانو، وجمعة موسى من منزله في حي هنانو أيضاً.
كما تم إضرام النار في مكتب لموقع "زمان الوصل" الإخباري، حيث تمت مداهمة المكتب بحثاًعن أحد العاملين فيه.
واختطف مؤيد سلوم مراسل تلفزيون "أورينت" في طريق كاستيلو بضواحي حلب، كما اختُطف زياد الحمصي، المصور المقيم في دوما (ريف دمشق) مراسل "بسمة" والمتعاون مع مجلة "حنطة"، لدى عودته من تركيا عند مروره بنقطة تفتيش تابعة لسيطرة "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) شمال حلب، علماً بأن غالبية
الانتهاكات تُنسب إلى "داعش".
وقبل ذلك، وتحديداً في 29 تشرين الأول/ أكتوبر، اغتيل محمد سعيد الخطيب، مراسل قناة "العربية"، في منزله في بلدة حريتان (شمال حلب) بعدما أصابته ثلاث رصاصات (كانت إحداها مباشرة في الرأس). وتعتقد المنظمة أن اغتيال محمد سعيد، المراسل السابق لتلفزيون "أورينت"، يأتي على خلفية إعلان موقفه الرافض لاختطاف ثلاثة من زملائه السابقين في تلفزيون "أورينت"، (عبيدة بطل وحسام نظام الدين وعبود العتيق).
وتَعتبر مراسلون بلا حدود أن "تسارع وتيرة الاختطاف بات أمراً مقلقاً للغاية"، مشيرة إلى أن "لا يزال أكثر من عشرين إعلامياً سورياً في عداد الرهائن حتى الآن، بينما يظل 16 صحفياً أجنبياً معتقلين أو محتجزين كرهائن أو في عداد المفقودين".