سياسة دولية

الشرق الأوسط مقصد شركات السلاح الأمريكية

مقاتلة "إف 16" من إنتاج شركة لوكهيد مارتن الأمريكية (أرشيفية)
مقاتلة "إف 16" من إنتاج شركة لوكهيد مارتن الأمريكية (أرشيفية)
تقاطرت شركات السلاح الأمريكية على معرض دبي الجوي هذا الاسبوع، إذ لم يكن الشرق الأوسط يمثل لها من قبل ما هو عليه من أهمية الآن بعد أن أصبح ثاني أسرع الأسواق نمواً وراء آسيا، في الوقت الذي ينكمش فيه الإنفاق الدفاعي للدول الغربية.

لكن هذه الشركات تواجه واقعاً كئيباً يتمثل في الفجوة المتزايدة بين واشنطن وأقرب حلفائها في المنطقة.

وتعمل شركات لوكهيد مارتن وبوينج ونورثروب جرومان وغيرها من الشركات الكبرى على التوسع في الخليج، حيث أكد مسؤولوها التنفيذيون علانية أنهم يعقدون آمالهم على المنطقة. فقد أسست لوكهيد شعبة دولية هذا العام وعينت نورثروب الشهر الماضي مسؤولاً كبيراً سابقاً بسلاح الجو الامريكي رئيساً تنفيذياً لها في الامارات. وأوفدت معظم الشركات رؤساءها التنفيذيين أو مسؤولين كباراً إلى معرض دبي للطيران، بل ونظم كثيرون زيارات لدول أخرى في المنطقة في إطار هذه الرحلة.

وقال دينيس مويلنبرج، رئيس شعبة الصناعات الدفاعية في بوينج، للصحفيين يوم الأحد: "في مختلف أنحاء العالم نشهد منافسة تتزايد حدتها. فانخفاض موازنات الدفاع الأمريكية والاوروبية يخلق مزيداً من التنافس في الأسواق الأخرى". لكنه أضاف أن نجاح الصفقات في مجال الدفاع يعتمد اعتمادا كبيرا على العلاقات بين الحكومات.

وفي الشهر الماضي قال مصدر مطلع على السياسات السعودية إن رئيس المخابرات الأمير بندر بن سلطان أبلغ دبلوماسيين أوروبيين أن المملكة تأمل أن تشهد تحولاً كبيراً عن الولايات المتحدة.

كذلك تدهورت العلاقات بين واشنطن وحكام مصر منذ خفضت الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية للقاهرة. كما أبدت تركيا اتجاهها لشراء نظام دفاعي صاروخي صيني بدلاً من شراء نظم أمريكية أو أوروبية.

وقال مايكل ايزنستات، المسؤول السابق بوزارة الدفاع الامريكية الذي يرأس الآن البرنامج العسكري والامني في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: "من المؤكد أنك تشهد شعوراً متزايداً بالإحباط من جانب بعض حلفائنا الاقليميين. أعتقد أن ذلك سيكون له أثره بشكل ما عندما يتعلق الأمر بمبيعات دفاعية". وأضاف أن المستفيدين هم على الارجح شركات دفاع أوروبية، وخاصة من بريطانيا وفرنسا وهما من كبار موردي الاسلحة للمنطقة.

وقد تعمدت عدة دول خليجية تقسيم مشترياتها الدفاعية الكبرى بين عدة دول غربية، فاشترت طائرات ميراج ورافاييل الفرنسية كما اشترت المقاتلة الاوروبية تايفون.

وصعدت بريطانيا وفرنسا صلاتها العسكرية مع دول الخليج في السنوات القليلة الماضية، في خطوة تهدف في جانب منها لطمأنة هذه الدول.

وتتوقع مصادر دفاعية أن تشتري الامارات ما يصل الى 60 طائرة رافاييل أو تايفون، رغم ان من المرجح أن تعزز قواتها أيضاً بما يصل إلى 25 مقاتلة من طراز اف 16 من انتاج لوكهيد مارتن.

وفي عهد إدارة أوباما كان للمسؤولين الامريكيين دور أكبر في الترويج لمبيعات السلاح، انطلاقاً من الحرص على اقتسام الأعباء العسكرية مع الحلفاء.

وحتى الآن ما زال دفتر الطلبيات للمعدات الامريكية كبيراً فيما يبدو. وتشير سجلات وكالة التعاون الأمني الدفاعي الامريكية إلى أن صفقات كبيرة في الطريق من بينها عقد بقيمة أربعة مليارات دولار مع الامارات لشراء ذخائر، وعقد مماثل مع السعودية قيمته 6.8 مليار دولار، بالاضافة إلى عقد قيمته 1.2 مليار دولار لدعم سلاح الجو الملكي السعودي.

وفي الآونة الأخيرة وقعت الامارات عقداً بمليارات الدولارات لشراء نظام دفاع صاروخي من انتاج لوكهيد بينما، تستمر المفاوضات على شراء الطائرة "في-22 أوسبري". وربما تظهر تعاقدات أخرى كبيرة من عملية تطوير رئيسية للبحرية السعودية.
التعليقات (0)