كشفت "كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكري لحركة "حماس" التفاصيل الكاملة والدقيقة لعملية
تل أبيب، التي نفذت قبل نحو عام خلال العدوان
الإسرائيلي على قطاع غزة، وذلك بعد اكتمال هذه التفاصيل باستشهاد محمد عاصي أحد عناصر الخلية التي نفذتها الثلاثاء 22 تشرين أول/اكتوبر، مؤكدة مسؤوليتها الكاملة والمطلقة عنها.
وقالت الكتائب في بيان عسكري صدر عنها تلقت "قدس برس" نسخة منه: "باستشهاد المجاهد القسامي محمد رباح عاصي صباح هذا اليوم تكتمل تفاصيل عملية تل أبيب البطولية التي نفذتها
كتائب القسام يوم الأربعاء الموافق 21/11/2012م ثامن أيام معركة حجارة السجيل، وهي العملية التي جاءت رداً مدوياً وفي العمق على اغتيال القائد الكبير أبي محمد الجعبري رحمه الله، وأسفرت عن إصابة أكثر من 20 صهيونياً بينهم 5 إصابات بين متوسطة وخطيرة".
وأضاف البيان: "اليوم تكشف كتائب القسام عن التفاصيل الكاملة والدقيقة لعملية تل أبيب البطولية، وفي التفاصيل أن من نفذ هذه العملية هي خلية قسامية مكونة من الأسير القسامي أحمد صالح أحمد موسى (قائد الخلية) والشهيد القسامي محمد رباح عاصي وهما من بلدة بيت لقيا قرب رام الله، والأسير القسامي محمد عبد الغفار مفارجة من سكان مدينة الطيبة، وقد كان للخلية عدة أنشطة قبل معركة حجارة السجيل، كان آخرها الدخول إلى مجمع داخل مغتصبة "شاعر بنيامين" بين رام الله والقدس، حيث تسلل القساميان أحمد موسى ومحمد عاصي متنكرَيْن بزي مغتصبين، ولكن العملية لم تنفذ نظراً للظروف الأمنية الصعبة في المكان، وخلال عودة المجاهدَيْن من المغتصبة سمعا بنبأ اغتيال القائد القسامي أحمد الجعبري فأقسما على الانتقام".
وتابع: "بعد أيام قام الأسير القسامي أحمد موسى بتصنيع العبوة الناسفة التي تزن 17 كيلوغرامًا وتعمل بتقنية التفجير عن بعد، وكان الشهيد محمد عاصي موجوداً برفقة الأسير أحمد لحظة تصنيع العبوة، ويوم تنفيذ العملية تم نقل الأسير القسامي محمد مفارجة وبصحبته العبوة الناسفة مخبأة داخل حقيبة بواسطة سيارة الشهيد محمد عاصي إلى نقطة معينة، ليستقل بعدها مفارجة سيارة أخرى وينتقل من منطقة موديعين إلى (تل أبيب) وتم ذلك من الساعة 09:00 وحتى الساعة 11:50 لحظة نزول مفارجة من الحافلة رقم 142 التابعة لشركة "دان" بعد وضع الحقيبة المفخخة داخلها، وفي تمام الساعة 12:00 ظهراً قام قائد الخلية أحمد موسى بتفعيل العبوة، مما أدى إلى وقوع الإصابات والأضرار في صفوف الصهاينة، وقد اعتقل على إثر العملية كل من المجاهدين أحمد موسى ومحمد مفارجة، فيما بقي المجاهد محمد عاصي مطارداً على إثر ذلك".
وفيما يتعلق بالشهيد محمد عاصي، أكد البيان أنه انضم إلى صفوف كتائب القسام عام 2011م، بعد أن جنده الأسير القسامي أحمد موسى، وقد قام أحمد موسى بتدريبه على التفجير عن بعد وإطلاق النار، وزار برفقته عدة مواقع للاحتلال في الخليل وأريحا وسنجل، وقاما بعملية استطلاعية لمستوطنة "كريات أربع" في الخليل، وقد كان من المقرر أن يقوم الشهيد محمد عاصي بتنفيذ عملية إطلاق نار على قوات الاحتلال في منطقة سنجل عقب عملية (تل أبيب)، إلا أن ظروف مطاردته عقب العملية مباشرةً صعبت من المهمة.
وأوضح أن محمد أصبح من أبرز المطلوبين للاحتلال، لا سيما بعد اعتقال أفراد خليته، "وكانت خاتمته المشرفة صباح الثلاثاء (22/10)، بعد أن أوى إلى أحد الكهوف بين قريتي كفر نعمة ونعلين قرب رام الله، واشتبك مع قوات الاحتلال من الساعة 03:30 وحتى الساعة 06:00 صباحاً حين كانت لحظة الشهادة التي لطالما تمناها"، بحسب البيان.
وأعلنت كتائب القسام مسئوليتنا الكاملة عن العملية، مؤكدة أنها آثرت عدم الإعلان عنها حتى اليوم "حفاظاً على سلامة مجاهديها".وقالت: "وقد آن لنا اليوم أن نعلن عنها بعد استشهاد آخر من بقي حراً من أعضاء الخلية التي نفذتها، وإننا نهديها إلى أرواح شهدائنا الأبرار وعلى رأسهم الشهيد القائد أحمد الجعبري، ونعاهد شهداءنا وأسرانا وأبناء شعبنا أن نواصل درب الجهاد والمقاومة حتى تحرير الإنسان والأرض والمقدسات"، على حد تعبيرها.