على أحد أبواب المحال التجارية للعطارة في "سوق الزاوية" وسط مدينة
غزة انهمك التاجر "ممدوح زين الدين" في بيع مستلزمات حلوى "الكعك"، وتلبية طلبات المتوافدين على محلّه في مشهدٍ لا يتكرر سوى في الأعيـاد.
وأمام أكياس التوابل وروائح الأعشاب الطبيعية التي تفوح في أشهر أسواق غزة الشعبيّة أعرب "زين الدين" "45 عاماً" عن سعادته للانتعاش الذي تشهده المحلات التجارية المخصصة لبيع لوازم كعك
العيد ، وقال في حديثٍ لـ"الأناضول" إن الإقبال على شراء مكونات الكعك من محلات العطارة يعيد الحياة لـها من جديد.وبين "الكرواية، والسمسم، والقرفة، والتمور, والشومر، وجوزة الطيب وغيرها من أساسيات صنع كعك العيـد، أكدّ التاجر "عمر الحلو" "44 عاما" صاحب محل لبيع العطارة أن حركة البيع تشهد انتعاشا ملحوظا في أيام العيد.
وأشار في حديثٍ لـ"الأناضول" إلى أنّ محلات الأعشاب والتوابل تشتهر بالركود طيلة أيام العام غير أنّها تزدهر في العيد، واستطرد بالقول:" هذه الأيام تفتح لنا باب الرزق، وتمكننا من إعالة أسرنا وتلبية احتياجاتهم".واعتاد الفلسطينيون صناعة "الكعك" بكافة أشكاله وأحجامه مع اقتراب العيد، ويعد "الكعك" الحلوى الرئيسة التي تزين موائد استقبال الضيوف.
ومن الأسواق التي تنتعش في غزة أيام العيد محلات بيع العطور، إذ تعيش حالة من الرواج والإقبال.ويقول التاجر الغزّي" محمود سالم" من شركة الحجاز لبيع العطور إن الحركة الشرائية في هذه الأوقات لا تقارن بما مضى من أيام، مشيراً في حديثٍ لـ"الأناضول" إلى أن المواطنين يقبلون بكثافة على شراء العطور في العيد وهو الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على حركة بيع العطور.
وتعيش محلات المكسرات، والحلويات، والقهوة حالة من الانتعاش والرواج، لا تشهدها إلا في هذه الأيام إذ يحرص الغزيون في العيد على تزيين موائدهم بشتى أنواع المكسرات والحلويات المرفقة بالقهوة العربية ترحيبا بالضيوف.
وإن كانت هذه العادات ترسم البسمة على وجوه الصغار والكبار داخل البيوت فإنها تشكل مصدرا للرزق لكثير من العائلات، كما يقول "أبو عمر" صاحب محل لبيع المكسرات والحلويات.وأضاف التاجر الغزي في حديثٍ لـ"الأناضول" أنّه قام بفتح محل لبيع المكسرات قبل شهرين بعد تعطل عمله في الأنفاق.
وتابع: " فقط في هذه الأيام أشعر أن بإمكاني تلبية احتياجات عائلتي، موسم العيد يُخفف من المعاناة التي نحياها".ومنذ ثلاثة أشهر وعقب تداعيات الأحداث المصرية الأخيرة، تم تجميد العمل في نشاط تهريب البضائع من مصر إلى غزة، بسبب التشديدات الأمنية التي فرّضها الجيش المصري بمختلف أنحاء شبه جزيرة سيناء، واستمراره في حملة الهدم المكثفة للأنفاق.
وتسبب هدم الأنفاق وإغلاقها ببطالة أكثر من 7 آلاف شخص، كانوا يعملون في نقل البضائع إلى القطاع المحاصر إسرائيليا منذ سبع سنوات.
وتنشط محلات بيع ألعاب الأطفال في أول يوم من أيام العيد، وفي مقدمتها المسدسات البلاستيكية، والألعاب النارية التي يتسابق صغار غزة على اقتنائها، وصرف ما تلقوه من عيدية من ذويهم وأقاربهم على شراء ما يزيد من فرحتهم.وتنعكس سعادة الأطفال على أصحاب هذه المحال، إذ يأمل التاجر الغزي "معاذ الخزندار" ببيع أكبر كمية من الألعاب التي تصطف في رفوف محله.
وقال في حديثٍ لـ"الأناضول" إن متجره الصغير يعاني من ركود دائم ولا ينتعش إلا في العيد الذي ينقذه هو وأسرته من براثن الفقر والبطالة.وأشار إلى أن الكثير من البائعين ينتظرون بشغف مواسم الأعياد والتي تعد موردا مهماً لكسب الرزق.
وبحسب أحدث الأرقام الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فقد بلغت نسبة البطالة في قطاع غزة 27.9% خلال الربع الثاني من عام 2013 الجاري، فيما بلغ عدد العاطلين عن العمل حسب تعريف منظمة العمل الدولية حوالي 108 آلاف مواطن.
وتسجل نسبة الفقر 40% سيزيد من معدلاتها، كما يؤكد اقتصاديون، إغلاق الأنفاق والتي توفر الدخل لآلاف العاملين وأسرهم المحتاجة.وفي دراسة أعدتها وزارة الاقتصاد في حكومة غزة المقالة مؤخراً وتلقت "الأناضول" نسخةً منها فقد كشفت أرقام آثار إغلاق الأنفاق عن خسائر في فرص العمل، حيث فقد نحو 276 ألف مواطن أعمالهم في كافة القطاعات وفي مقدمتها قطاع الإنشاءات.