انتقد أنور
قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة
الإمارات، التصريحات الأخيرة الصادرة عن رئيس مجلس السيادة الانتقالي في
السودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح
البرهان، بشأن دولة الإمارات، معتبرا أنها تعكس استمرارا في التنصل من مسؤولية إنهاء الحرب الدائرة في البلاد.
وقال قرقاش، في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، مساء الاثنين، إن تصريحات البرهان الأخيرة “تعكس استمرار التنصل من مسؤولية إنهاء الحرب الأهلية”، في وقت “يطالب فيه السودانيون والمجتمع الدولي بوقف القتال، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عراقيل”.
وأضاف المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي أن “الادعاءات الباطلة” التي يوجهها البرهان إلى دولة الإمارات وقيادتها “ليست سوى تضليل لا يغير من حقيقة الأزمة، ولا يبرر تعطيل مسار السلام”، على حد تعبيره.
وجاء رد قرقاش عقب تصريحات أدلى بها رئيس مجلس السيادة السوداني، أكد فيها أن بلاده “لن تقبل بهدنة أو وقف لإطلاق النار طالما مليشيا التمرد موجودة في شبر من الوطن”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وكان البرهان قد قال، الأحد الماضي، خلال لقائه رموزا من المجتمع السوداني والتركي، إلى جانب منظمات مجتمع مدني ووسائل إعلام، في مقر السفارة السودانية بالعاصمة التركية أنقرة، إن “السودان ليس دولة تدعو إلى الحرب”، لكنه شدد في الوقت ذاته على رفض أي وقف لإطلاق النار قبل إنهاء وجود قوات الدعم السريع.
وقال إنه تحدث، قبل نحو عام، مع رئيس دولة الإمارات بشأن “الدعم الذي تقدمه أبوظبي لمليشيا الدعم السريع”، قائلا إن الرئيس الإماراتي “وعده” بوقف هذا الدعم، وفقا لما نقلته الصفحة الرسمية للجيش السوداني على موقع فيسبوك.
وأضاف أن وفد السودان “واجه الوفد الإماراتي مرة أخرى في الولايات المتحدة بحضور ممثلي الآلية الرباعية”، مشيرا إلى أن الخرطوم طلبت “ألا تكون الإمارات شريكا في الحل”، بدعوى أنها “لا تريد الاستماع إلى السودان ولا الاستجابة لمطالبه”، بحسب قوله.
اظهار أخبار متعلقة
في المقابل، أكد البرهان أن بلاده “تثق تماما في نوايا المملكة العربية السعودية ومصر”، إضافة إلى ما وصفه بـ“النوايا الحسنة” للإدارة الأمريكية، معربا عن ثقته في قدرة هذه الأطراف على المساهمة في معالجة الأزمة وتحقيق سلام مستدام في السودان.
وفي سياق متصل، كان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد آل نهيان، قد رحب بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بشأن السودان، والتي أكد فيها أن الهدف العاجل يتمثل في وقف الأعمال العدائية مع دخول العام الجديد.
وثمن عبدالله بن زايد، في بيان نقلته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام”، ما أشار إليه روبيو بشأن “أهمية دفع مسار التهدئة الإنسانية”، والتخفيف من المعاناة المتفاقمة التي يواجهها الشعب السوداني.
وأكد وزير الخارجية الإماراتي أن “الوقف الفوري لإطلاق النار، وضمان وصول إنساني آمن ودون عوائق، يشكلان أولوية قصوى لحماية المدنيين والاستجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة”، معتبرا أن ذلك “يمهد الطريق نحو مسار سياسي يفضي إلى انتقال مدني مستقل، يحقق تطلعات الشعب السوداني في الأمن والاستقرار والسلام”.
ويأتي هذا السجال السياسي في ظل توتر متصاعد في العلاقات بين الخرطوم وأبوظبي، إذ كان السودان قد أعلن مطلع أيار/مايو الماضي قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات، متهما إياها بشن “عدوان” على البلاد عبر دعم قوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش السوداني.
في المقابل، نفت الإمارات، في أكثر من مناسبة، تقديم أي دعم لقوات الدعم السريع، وشددت على أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للسودان، مؤكدة التزامها بدعم الحلول السياسية والإنسانية للأزمة السودانية.
كما أبلغ السودان محكمة العدل الدولية بأن الإمارات كانت، “القوة الدافعة” لما وصفه بـ“إبادة جماعية” في إقليم دارفور، من خلال دعمها لقوات الدعم السريع، وهي اتهامات لم تصدر بشأنها حتى الآن أحكام قضائية دولية.